اقتتال ميليشيات الشمال يستمر.. الجولاني يقبض على عفرين والجيش الوطني يلفظ أنفاسه

واصلت ميليشيات الجولاني (هيئة تحرير الشام) وحلفاؤها (فرقتا الحمزة والعمشات) عملياتها العسكرية وسيطرت على كامل مدينة عفرين (غصن الزيتون) بريف حلب الشمالي، مقابل مواجهة شبه معدومة وصلت لانسحاب الفصائل التابعة لـ (الفيلق الثالث) باتجاه مناطق إعزاز، وذلك في إطار النزاع الفصائلي المتواصل منذ يومين، والذي أدى لتغيير ملحوظ في خارطة التوزع العسكري في مناطق الجيش الوطني.

وأفاد مراسلنا مهند العلي أن ميليشيا "تحرير الشام" مدعومة من حلفائها من "الحمزات والعمشات" دخلت مدينة عفرين في الساعات الماضية وسيطرت على أحيائها الرئيسية، المحمودية والزيدية والأشرفية وتمركزت في مركز المدينة بدوار "نيروز"، مقابل انسحاب فصائل (الفيلق الثالث) باتجاه مدينة اعزاز المجاورة والتي تركت المدينة دون قتال يذكر.

ونشر ناشطون تسجيلات مصورة تظهر توغل أرتال ميليشيا الجولاني إلى مدينة عفرين وفي داخل أحيائها وساحاتها الرئيسية بعد إحكام السيطرة عليها، فيما وثقت تسجيلات أخرى انسحاب ميليشيات "جيش الإسلام والجبهة الشامية" المنضوية ضمن (الفيلق الثالث) باتجاه مدينة اعزاز.

وجاء توغل ميليشيا (هيئة تحرير الشام) على مدينة عفرين التي تشكل مركز منطقة "غصن الزيتون" شمال حلب، بالتوازي مع مواصلة ميليشيات (العمشات والحمزات) خطة إعادة السيطرة على مقراتها في مناطق جرابلس والباب بريف حلب الشمالي والشرقي، من خلال اشتباكات مستمرة مع فصائل (الفيلق الثالث) ومترافقة بقصف الأحياء السكنية وإطلاق الرصاص على المدنيين.

وأفاد مراسلنا نقلاً عن مصادر محلية أن ميليشيا العمشات سيطرت على حواجز قريتي زوغرة وطريخم بريف جرابلس خلال الساعات الماضية بعد انسحاب مجموعات "الفليق الثالث"، وبالتوزاي مع ذلك استهدفت الميليشيا المناطق السكنية بقذائف الهاون بمدينة الباب، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة آخرين من المدنيين.

 كما استهدفت ميليشيا "العمشات" المتظاهرين على طريق الباب – قباسين بإطلاق الرصاص عليهم، ما أدى لإصابة فتى من المتظاهرين، وكذلك إصابة رئيس قسم التحقيق في الشرطة العسكرية (العقيد أبو مهند)، حيث نقل إلى المشافي التركية بسبب إصابته البالغة.

وكانت هيئة الجولاني سيطرت بشكل كامل على منطقة جنديرس والقرى المحيطة وأحد المعابر الحدودية مع تركيا (معبر الحمام)، خلال الليل الفائت، بعد اشتباكات عنيفة جرت مع فصائل (الفيلق الثالث) وعلى رأسها "الجبهة الشامية" و"حزب التحرير والبناء"، وسط أنباء عن نية "الهيئة" اقتحام كفر جنة المجاورة والتابعة لمنطقة اعزاز.

وأدت تلك الاشتباكات بين الطرفين لإخلاء سجن معراتة المدني بمحيط مدينة عفرين من كافة سجنائه المدنيين، وكذلك أسرى نظام أسد وتنظيم داعش وميليشيا قسد، وبحسب مصادر محلية فإن الفصائل باشرت منذ الصباح بالبحث عن السجناء الفارين واستطاعت القبض على 40 سجيناً منهم.

كما أسفرت الاشتباكات والمعارك في الساعات الماضية عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين وبعضهم في المخيمات، إضافة لمقتل وإصابة عشرات العناصر من طرفي النزاع الفصائلي الحاصل، إلى جانب الأسرى بين الطرفين.

وبدأ النزاع الفصائلي بين الميليشيات المسيطرة على الشمال السوري بعد انفضاح تورط ميليشيا "الحمزة" بجريمة اغتيال الناشط الإعلامي "أبو غنوم" وزوجته الأسبوع الماضي، حيث سارعت ميليشيا الجولاني لمؤازرة "الحمزة" بسبب إطلاق فصائل "الفيلق الثالث" مدعومة بالشرطة العسكرية عملية أمنية في مدينة الباب لاجتثاث "فرقة الحمزة" وإحالة قيادييها للمحاسبة.