استغل أبو محمد الجولاني، متزعم ميليشيا (تحرير الشام) النزاعات الفصائلية بين مكونات (الجيش الوطني) وعملية اجتثاث ميليشيا "فرقة الحمزة" المتورطة بجريمة اغتيال الناشطين، وآخرهم "أبو غنوم" وزوجته بريف حلب، لتبدأ ميليشياته بعملية اقتحام مناطق بمنطقة عفرين بهدف توسيع سيطرته العسكرية، بذريعة مؤازرة حلفائه من ميليشيات "فرقتي الحمزة والعمشات"، حيث يواصل نهج "البغي" في المناطق "المحررة" بدل توجيه بنادقه صوب ميليشيا أسد في أرياف إدلب وحماة.
وتفيد المعلومات الأخيرة بأن ميليشيا الجولاني "تحرير الشام" حاولت اقتحام بلدة قرزيحل في محيط مدينة عفرين منذ ساعات الصباح، من خلال استهدافها بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، وسط أنباء "غير مؤكدة" عن سيطرتها على القرية وانتشار عناصرها بداخلها، بعد حشود كبيرة استقدمتها ليلة أمس لتحقيق "هدفه القديم المتجدد" بالسيطرة على منطقة عفرين شمال حلب.
وأضاف المراسل أن فصائل "الفيلق الثالث" تصدت للمحاولات المتكررة من ميليشيا الجولاني تجاه مناطق سيطرتها في محيط منطقة عفرين شمال حلب، فيما أكدت تلك الفصائل على لسان "مصدر عسكري" أنها تمكنت من قتل 15 وإصابة العشرات من صفوف الميليشيا وأسر آخرين، إضافة لتدمير 4 آليات على محور قرزيحل.
وتداوال ناشطون تسجيلات مصورة توثق دخول أرتال عسكرية تابعة لميليشيا الجولاني إلى قرية قرزيحل بمحيط مدينة عفرين، بينها دبابات وعربات مدرعة وأسلحة "الشيلكا" والسيارات دفاعية الربع المحملة بالعناصر، إضافة لتسيجلات أخرى توثق قصف الميليشيا للقرى ومحيط مخيمات النازحين في منطقة دير بلوط.
بدوره قال مصدر عسكري من (الجيش الوطني) تعليقاً على محاولة تحرير الشام اقتحام مناطق سيطرته بريف حلب: "نحن لم نتقدم باتجاه إدلب وأنتم من حركتم أرتالكم تجاه ريف حلب"، وأضاف المصدر أن "تبريرات التدخل في ريف حلب غير منطقية"، وسط أنباء عن دخول وفد تركي عالي المستوى وعلى رأسه نائب وزير الداخلية سليمان صويلو إلى منطقة إعزاز شرق حلب لمتابعة التطورات الأخيرة في الشمال السوري.
واندلعت الاشتباكات بين الفصائل المحلية في الشمال السوري، على خلفية تورط ميليشيا "الحمزة" أحد فصائل الجيش الوطني بجريمة اغتيال الناشط الإعلامي "أبو غنوم" وزوجته الأسبوع الماضي، ما دفع فصائل "الفيلق الثالث" مدعومة بالشرطة العسكرية والمدنية لإطلاق عملية أمنية في مدينة الباب "مسرح الجريمة" تهدف لاجتثاث الميليشيا وإحالة قيادييها للمحاسبة.
ورفضت ميليشيا "الحمزة" الاستجابة للحراك الشعبي والأمني وبدأت التصدي لفصائل "الجيش الوطني" بدعم مباشر من فصيل "أبو عمشة" (السلطان شاه) في منطقة ريف حلب من جهة، ومؤازرة من ميليشيا الجولاني في إدلب، والذي استغل الظروف الحالية لتوسيع سيطرته في ريف حلب بمساندة حلفائه من "العمشات" و"فيلق الشام".
وأسفرت العملية الأمنية عن سيطرة "الجبهة الشامية" على جميع مقرات ميليشيا "الحمزة" في مدينة الباب وطردها منها، إضافة للسيطرة على مقراتها في قرية دابق قرب مدينة مارع، وكذلك بلدة الغندورة بمحيط مدينة جرابلس، في ظل اشتباكات متواصلة بين الفصائل في مناطق مختلفة من ريف حلب، ولا تزال خارطة التوزع العسكري غير ثابتة في الوقت الراهن بسبب استمرار النزاع والقتال.
التعليقات (7)