ميليشيا أسدية تطلب تجنيدها للقتال في أوكرانيا وتكشف عن مهمة كلّفها الروس لـ "سهيل الحسن"

مازالت الميليشيات الرديفة لنظام أسد تتنافس في تقديم المرتزقة للمشاركة إلى جانب القوات الروسية في غزوها لأوكرانيا، وذلك طمعاً بالحصول على الدعم المادي الذي تقدمه موسكو للمقاتلين الأجانب لتعويض خسائر جيشها.

وذكرت مجموعة (العمل من أجل فلسطينيي سوريا) نقلاً عن مصادرها "الخاصة" أن متزعم (لواء القدس) محمد السعيد، تقدم لمخابرات أسد بطلب من أجل "فتح باب التجنيد والتطوع لعناصره وعدد من الشباب الفلسطيني للمشاركة في الحرب الأوكرانية الى جانب الجيش الروسي".

وأضافت المصادر أن نظام أسد رفض طلب متزعم الميليشيا، وأبلغه أن "الفرقة 25 المهام الخاصة" التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن هذا الأمر".

كما أشارت المجموعة إلى أن "لواء القدس" يقوم بتجنيد أبناء المخيمات الفلسطينية من صغار السن (القصّر) من أجل إرسالهم إلى جبهات القتال دعماً لميليشيات أسد وإيران في سوريا.

وتتخذ ميليشيا "لواء القدس" من حلب مقراً لها وغالبية عناصرها من اللاجئين الفلسطينيين، ويقودها محمد السعيد من سكان مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين بحلب، وتشكلت عام 2013، بدعم وتمويل من مخابرات أسد للمساهمة في قتل السوريين الثائرين ضد أسد وأركانه، وشارك مع عناصره في معظم المعارك التي خاضتها ميليشيا أسد وخاصة في مدينة حلب والبادية السورية.

كما حظيت الميليشيا بدعم إيراني في بداية الأمر، وفي عام 2018 حظي متزعمها "السعيد" بتكريم من الاحتلال الروسي الذي قلده وساماً لمشاركته في القتال إلى جانب ميليشيا أسد، لتكون بادرة ولاء للاحتلال الروسي الذي دعم الميليشيا وبدأ بتدريبها رسمياً مطلع 2019.

بوتين يفتح الباب

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط الماضي، عملت روسيا على تجنيد المرتزقة السوريين للقتال في صفوفها مقابل عروض مالية واستغلالاً للأوضاع الاقتصادية المتردية في مناطق سيطرة حليفها نظام أسد، حيث تعتمد روسيا على النظام في توريد المقاتلين للمشاركة بحروبها كما فعلت سابقاً في ليبيا ودول إفريقية أخرى.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آذار الماضي خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي إنه إذا أراد الناس من الشرق الأوسط القدوم إلى أوكرانيا من تلقاء أنفسهم، وليس من أجل المال، فيجب على روسيا أن تساعدهم في "الوصول إلى منطقة القتال".  

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أربعة مسؤولين أمريكيين في آذار الماضي، قولهم إن روسيا "باشرت بتجنيد مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن"، وذلك للقتال في صفوفها بأوكرانيا، حيث قال أحد المسؤولين إن بعض المرتزقة السوريين "موجودون بالفعل في روسيا ويستعدّون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا، ولم يقدّم هذا المصدر مزيداً من التفاصيل".

وفي حزيران الماضي، افتتحت ميليشيا "لواء القدس" الفلسطينية، مكتباً لها في العاصمة الروسية موسكو، بهدف إرسال مرتزقة لمساندة القوات الروسية في أوكرانيا، بحسب صور نشرتها (مجموعة العمل) حينها، لمتزعّم اللواء "محمد السعيد" وهو في مكتبه الجديد بموسكو خلال وجوده في روسيا.

وقال منسّق "تجمّع مصير" المحامي الفلسطيني السوري، أيمن أبو هاشم، حينها لـ"أورينت نت": “يبدو أن افتتاح هذا المكتب، يأتي في سياق التنسيق العسكري لتنفيذ ذلك الاتفاق، والبدء بالإجراءات الضرورية لنقل مرتزقة اللواء من سوريا إلى أوكرانيا عبر الأراضي الروسية، وتوزيع مناطق انتشارهم على جبهات القتال في إقليم دونباس، حيث المعارك المتواصلة”.

كما نقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن نابل العبد الله قائد ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة السقيلبية قوله: "بمجرد أن نحصل على تعليمات من القيادتين السورية والروسية، سنخوض هذه الحرب الصالحة"، وتابع "نحن لا نخشى هذه الحرب ومستعدون لها بمجرد أن تأتي التعليمات بالذهاب والانضمام. سنريهم ما لم يروه قط"، مؤكداً أن ميليشياته ستطبق ما تعلمته من تكتيكات خلال المعارك في سوريا.

وبدوره قال سيمون الوكيل قائد ميليشيا الدفاع الوطني من بلدة محردة لرويترز "يرغب الكثير من شعبنا في الانضمام إلى أشقائنا وحلفائنا الروس، لكننا لم نتلقّ أي تعليمات من القيادة".