تركيا تجري تغييرات على فريقها المسؤول عن الملف السوري ومحلل يوضح لأورينت الأسباب

ذكر وسائل إعلام تركية بأن حكومة أنقرة أجرت عدة تغييرات تتعلق بالفريق المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية التركية. 

وأشارت وكالة "الأناضول" أن التغييرات في الخارجية التركية شملت معظم المسؤولين عن الملف السوري، موضحة أن نائب وزير الخارجية سادات أونال أحد أبرز المختصين بالشأن السوري سيتولى منصب الممثل الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة.

بينما أصبح المسؤول الأمني عن الملف السوري أردم أوزان، سفيراً لتركيا بالعاصمة الأردنية عمان.

وتم تعيين رئيس قسم سوريا في الخارجية التركية سلجوق أونال، سفيراً لتركيا في مدينة لاهاي الهولندية. في حين لم تكشف الخارجية التركية عن أسماء المسؤولين الجدد الذين سيتولون إدارة الملف السوري.

ويعد "أونال" (الذي اعتبر أن القضية السورية أخطر أزمة إنسانية هذا القرن)، الأبرز من بين الشخصيات التي تم ذكرها فقد حضر كافة الاجتماعات والمحادثات التي جرت حول الملف السوري، كما ترأس الوفد التركي في أبرز عمليات التفاوض التي جرت مع الروس في سوريا.

كما ترأس "أونال" وفداً تركياً إلى العاصمة الأمريكية للتفاوض مع الإدارة الأمريكية، على مصير مدينة منبج بريف حلب. 

في حين ترأس سلجوق، الوفد التركي إلى عدد من اجتماعات “اللجنة الدستورية” السورية، التي عقدت ثماني جولات منها.

 مرحلة جديدة

وعن هذه التغييرات، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس رضوان أوغلو لـ"أورينت نت": إن "هناك تغيراً في قراءة الملف السوري نوعاً ما ولكن الخطوط العريضة الأساسية لا أظن أنها ستتغير"، مضيفاً "أعتقد أن تغيير الأشخاص أمر وارد في كل مرحلة جديدة، حيث تحتاج إلى أشخاص مناسبين أكثر للتغيرات التي تطرأ، علماً أن الخارجية التركية تغير الأشخاص من فترة لأخرى بسبب التغييرات السياسية فهناك دائماً تغييرات في العلاقات الخارجية والملفات". 

وتابع رضوان أغلو: "أن هناك تغيراً في القراءة المشهدية للملف السوري وسيكون لهذا التغيير مصلحة مشتركة لكل الأطراف الروسية التركية السورية".

وحول الدور الذي قد يلعبه هذا التغيير بالتقارب أكثر بين تركيا ونظام الأسد، أكد المحلل السياسي "أن انطلاق مرحلة جديدة أمر وارد أما أن تساهم بالتقارب أكثر بين الطرفين فلا يعتقد ذلك"، لافتاً إلى أن "بعض الثوابت التركية فيما يتعلق بالملف السوري يظن أنها ستبقى". 

الوسيط الروسي

وأردف أن "الأجواء الحالية الآن تجعل الطرفين في تركيا وسوريا يقرأان المشهد بطريقة مختلفة، ولكن لا ننسى أن مسألة التقارب بينهما تتعلق أكثر بمسألة الوسيط التي هي روسيا والتي لها دور 50 بالمئة بعملية التقارب بينما الظروف التي تحيط بالمنطقة لها أيضاً 50 بالمئة".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال يوم الخميس الماضي، إنه قد يلتقي مع بشار الأسد عندما يكون الوقت مناسباً، وإنه لا يستبعد ذلك.

يشار إلى أن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع رئيس مخابرات النظام في دمشق خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب وكالة "رويترز". 

وتأتي الاتصالات التركية مع نظام أسد على خلفية سلسلة من الاجتماعات بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعد زيارة أخيرة لموسكو، أعلن أردوغان أن بوتين اقترح على تركيا التعاون مع النظام على طول حدودهما المشتركة".