أوجاع السوريين اجتمعت في طفل نازح.. الأسد حرمه أبيه والبحر ابتلع أمّه وأخوته (فيديو)

أوجاع السوريين اجتمعت في طفل نازح.. الأسد حرمه أبيه والبحر ابتلع أمّه وأخوته (فيديو)

مستنداً على قماش خيمة جدّيه المهترئة كحال بنطاله يروي الطفل جمعة الذي لم يعرف منذ ولادته إلا الشقاء مأساة عائلته التي أذاقها بطش بشار الأسد وأجهزته الأمنية الأمرّين لتتحول أحلام الطفولة التي ينبغي أن يعيشها إلى كوابيس ومصاعب ينوء عن تحملها أُولو العزم.

"جمعة شحاد" طفل سوري نازح من ريف إدلب الجنوبي وبالتحديد من بلدة التح وقف أمام الكاميرا مراسل أورينت السابق، جميل الحسن، ليبوح بآلام حملها قرابة 9 سنوات من المعاناة بعد أن حرمه نظام الأسد من والده.

لم يرَ جمعه والده قط، فأجهزة أسد الأمنية اعتقلت والده في السنوات الأولى للثورة ليختفي في أقبية ميليشيا أسد منذ ذلك الحين ويغدو رقماً بمصير مجهول كحال مئات آلاف السوريين الآخرين.

أما والدته التي على ما يبدو تزوجت بعد فقدانها الأمل من عودة زوجها فقصّتها لا تقل مأساوية عن والده، إذ فارقت الحياة هي الأخرى مع ثلاثة من أطفالها مؤخراً لتزيد حرقة قلب طفلها الذي بات يتيم الأب والأم.

يتلعثم الطفل حين الحديث عنها ويقول وعلامات الأسى ترتسم على وجهه إنه علم ومن تبقى من عائلته أنها غرقت بالبحر قبل نحو أسبوع أثناء محاولتها الهجرة إلى أوروبا بعد أن تداولت صفحات منصات التواصل الاجتماعي اسمها من بين ضحايا أحد القوارب الغارقة.

بحرقة يتمنى جمعة عودة أبيه من غياهب سجون أسد أما عن والدته فيتمنى لها ولأشقائه الجنة ويغني لها "يا يُمَّا" بصوت أجش مشابه لصوت منشد الثورة السورية عبد الباسط الساروت قبل أن يردد أغنية "حانن للحرية حانن" يستذكر قريته التي احتلتها مليشيات أسد ويتمنى العودة إليها.

يحفظ جمعة أيضاً آيات من القرآن ويتلوها بصوت رخيم، يتمنى مستقبلاً بلا بشار الأسد ويحلم أن يغدو طبيباً كي يساعد المرضى والمحتاجين، في كلمات تشي لمن يسمعها بأنه أمام شاب ناضج تجاوزته مرحلة الطفولة سريعاً بفعل الشدائد والهموم والمآسي التي يعجز عن تحملها البالغون .  

قصة جمعة الذي يقطن حالياً في مخيم عشوائي على الطريق الزراعي الواصل بين إدلب ومعرة مصرين" على قسوتها قد لا تكون استثناء في مخيمات الشمال السوري، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نازح في أكثر من 1630 مخيماً تفتقر لأدنى متطلبات الحياة، في وقت يصر فيه بشار الأسد على استكمال جرائمه غير آبه بقصص مأساوية لأطفال فقدوا المعيل أو السكن أو الأمان وأدنى بصيص أمل للحياة.

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات