ارتفاع لافت لحالات الانتحار شمال سوريا ومنظمة محلية ترجعها إلى 3 أسباب

ارتفاع لافت لحالات الانتحار شمال سوريا ومنظمة محلية ترجعها إلى 3 أسباب

سجلت ظاهرة الانتحار ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية في سوريا وخاصة مناطق الشمال، في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة دفعت بالكثيرين للتخلص من حياتهم هرباً من الواقع الصعب، في وقت تعاني تلك المناطق من ترويج المخدرات وتفشي السلاح.

وذكر فريق منسقو استجابة سوريا في إحصائية جديدة أن عدد حالات الانتحار في شمال غرب سوريا "ارتفع إلى 71 حالة بينها 24 حالة باءت بالفشل" وذلك مع تسجيل ثلاث حالات انتحار جديدة لعدد من المدنيين في مناطق (إدلب وريف حلب) شمال غرب سوريا بينهم طفل.

ولفت البيان إلى أن فئة النساء والأطفال شكّلت الفئة الأكبر في الإحصائية الأخيرة "لعدم وجود من يساعدهم على تخطي الصعوبات التي يعانون منها واليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم". 

وكانت شبكات محلية ذكرت أمس، أن الشاب (نور الدين ح) وهو من مهجري ريف دمشق إلى الشمال السوري، وُجد متوفياً بظروف غامضة في مدينة الباب بريف حلب، فيما أكدت مصادر محلية أن الوفاة ناجمة عن انتحار الشاب بتناوله "حبة غاز".

كما عُثر على رجل خمسيني متوفياً في مدينة عفرين شمال حلب، يوم أمس، وذكر ناشطون أن سبب الوفاة هو الانتحار، لكن لم يصدر تقرير طبي يوضح تفاصيل الحادثة وأسبابها.

وفي مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد، تزايدت حالات الانتحار بشكل لافت خلال الأيام الماضية ولأسباب مختلفة، آخرها كان أمس، بانتحار الشاب (عكيد) "30 عاماً"من أبناء حي الكلاسة بمدينة القامشلي بإطلاق رصاص من مسدسه الحربي على نفسه، حيث فارق الحياة على الفور، بحسب شبكات محلية.

وأول أمس، أقدم شاب (22) عاماً على قتل رجل مسن وابنته (30 عاماً) برصاص مسدسه الحربي ومن ثم أطلق النار على نفسه منتحراً، على الطريق الوصل بين تل سطيح والطواريج بريف القامشلي، بحسب مراسلنا زين العابدين العكيدي.

مناشدات للحد من الظاهرة

بدوره ناشد فريق (منسقو الاستجابة) المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري لمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم وخاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية و"التهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية عن المدنيين"، وإضافة لتأمين فرص عمل بشكل دوري للحد من انتشار البطالة في المنطقة. 

كما حث الفريق المنظمات الإنسانية على تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل، و"ذلك بغية منع المجتمع المحلي الانزلاق إلى مشاكل جديدة تضاف إلى قائمة طويلة يعاني منها السكان المدنيون في المنطقة"، إضافة لإنشاء مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة في ظل رواج واسع لتلك المواد التي لها دور كبير في الجرائم وحالات الانتحار.

وزادت ظاهرة الانتحار بشكل لافت في سوريا خلال الأشهر الماضية، ولاسيما مناطق سيطرة ميليشيا أسد، وطالت أشخاصاً من جميع الفئات بحسب ما وثق الإعلام والصفحات الموالية، وتقف الضغوط الاقتصادية بشكل رئيسي وراء تلك الظاهرة، وخاصة فئة الشباب، في ظل انعدام بوادر المستقبل المنتظر للسوريين في تلك المناطق.

وفي آخر إحصائية رسمية سجّلت مناطق سيطرة أسد 157 حالة انتحار خلال عام 2021 ، بينهم 109 من الذكور و48 من الإناث، مبينةً أنه تم تسجيل انتحار 25 قاصراً، من بينهم 14 من الذكور و11 من الإناث.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات