مرض جلدي غريب يتفشى في سجن رومية ومصاب سوري يدفع ثمن إهمال الحكومة اللبنانية (صور + فيديو)

عمت سجن رومية في لبنان حالة من الغضب والفوضى بين السجناء جراء تفشي الأمراض الجلدية وتدهور حالة أحد المعتقلين السوريين بشكل كبير جراء تقاعس السلطات عن تقديم العلاج له وسط مخاوف من تحول تلك الأمراض إلى جائحة بعد أن بدأت انتقلت العدوى لعشرات المعتقلين في السجن المكتظ.

وخلال الساعات الماضية نشرت عدد من وسائل الإعلام اللبنانية تسجيلات توثق حالة من الغضب والاستياء في صفوف السجناء داخل القسم في سجن رومية.

وتوثق بعض تلك التسجيلات قيام النزلاء بالطرق على الأبواب وما لديهم من قطع معدنية لإحداث ضجة وذلك بعد تدهور صحة المعتقل السوري أحمد الحلبي وامتناع القائمين على إدارة السجن من تقديم العلاج له قبل أن تذعن في وقت لاحق تحت ضغط السجناء.

مصدر يروي لأورينت ما حصل

المعتقل السابق في سجن رومية، عمر جمول قال لأورينت نت، إن مرضاً جلدياً غريباً بدأ يتفشى في سجن رومية ولاسيما المبنى "ب" الذي يضم نحو 900 معتقل نصفهم تقريباً من السوريين.

وأضاف أن السجن شهد يوم أمس حالة من الفوضى بعد تدهور حالة السجين أحمد الحلبي وتفاقم حالة عدد من الآخرين جراء اكتظاظ السجن المخصص للمحكومين بتهم الإرهاب التي لفقتها لهم حكومة ميليشيا حزب الله بتوجيه من ميليشيا الأسد بسبب مواقفهم المعارضة ونشاطاتهم الثورية. 

وعن حالة السجين، أوضح المصدر الحلبي كان يعاني من التهاب في ساقه وقد وصف له طبيب السجن أقراص التهاب تناولها لمدة عشرة أيام.

إلا أن حالته سرعان ما تفاقمت لتظهر على كامل جسده تقرحات وبثور جلدية مترافقة مع ارتفاع حرارة جسده وآلام في الجهاز التنفسي ليتم نقله إلى مشفى الحياة الذي اكتفى في المرة الأولى بعينة لتحليل الدم قبل أن تتم إعادته إلى السجن.

لكن وعقب إعادته للسجن دون تقديم العلاج اللازم تفاقمت حالته تزامناً مع انتقال العدوى لتصيب عشرات السجناء الآخرين، الأمر الذي تسبب بتصاعد الاحتجاجات يوم أمس لتقوم أخيراً القوات الأمنية بنقل الحلبي إلى المشفى.

كما حصلت أورينت على تسجيل صوتي لوالدة المعتقل تشتكي فيه من تقاعس الأطباء في مشفى الحياة عن معاينة ولدها وتقديم العلاج له رغم تعهدها بدفع النفقات المترتبة على ذلك.

الحكومة اللبنانية ترفض تحمل تكاليف العلاج

وبحسب المصدر، تمتنع الحكومة اللبنانية عن تزويد السجناء بالدواء أو العلاج للسجناء، أما الكميات المحددة التي توزع داخل السجن عن طريق الطبيب فمصدرها بعض المنظمات الإنسانية.

كما يتقاضى مشفى الحياة حيث يتم تحويل المرضى نسبة معينة تكلفة العلاج من المريض أو ذويه وغالباً ما يعجز عن سدادها وبالتالي ويمتنع المشفى عن مواصلة علاجه.

وسبق أن وثقت أورينت العام الحالي تسجيل وفيات في صفوف المعتقلين السوريين في سجن رومية نتيجة نتيجة الإهمال وسوء الرعاية الصحية.

وبحسب بيان سابق للائتلاف الوطني السوري تحتجز السلطات اللبنانية 1800 معتقل سوري داخل “سجن رومية”، يواجهون ظروفاً قاسية وغير إنسانية، وأن كثيراً منهم طالتهم أحكام جائرة وظالمة.