حذّرت وزارة الخارجية الروسية من عواقب إمداد الدول الغربية لأوكرانيا بالأسلحة، مشيرة إلى أنها قد تفتح لصراع عسكري مباشر مع الناتو، فيما عرضت تسهيلات على سكان 4 مناطق أوكرانية محتلة للحصول على جنسيتها.
وقال نائب مدير شؤون الحد من الأسلحة وانتشار النووي في وزارة الخارجية الروسية قسطنطين فورونتسوف إن المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا تعجل من احتمال وقوع "صدام عسكري مباشر" بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف في كلمة له بالجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا يؤدي هذا إلى إطالة أمد القتال فحسب، بل إنه يجعل الوضع أقرب إلى خط خطير من الاشتباك العسكري المباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي".
وتأتي تصريحات الدبلوماسي في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة تقديم 625 مليون دولار إضافية كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، وفق ما ذكرت (CNN).
واستشهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان الثلاثاء، باستخدام القوات الأوكرانية بشكل فعال للدعم الأمريكي للمضي قدماً في "هجومها المضاد الناجح لاستعادة أراضيهم التي استولت عليها روسيا بشكل غير قانوني".
الجنسية الروسية
على صعيد متصل بالحرب، كشفت وكالة نوفوتسي الروسية عن بنود المعاهدات التي صدّق عليها مجلس الدوما، الثلاثاء، بشأن انضمام أقاليم لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيا الأوكرانية إلى روسيا.
ونصت المعاهدات، بحسب وكالة نوفوتسي الروسية، على حصول الأشخاص الذين يعيشون في الأراضي الروسية الجديدة، وكذلك أولئك الذين عاشوا هناك من قبل، على الجنسية الروسية بطريقة مبسطة.
كما أكدت المعاهدات على إضفاء الشرعية على الوثائق، حيث لن يحتاج سكان المناطق التي هي جزء من روسيا الاتحادية إلى الاتصال بالسلطات المختصة ويمكن مواصلة استخدامها.
وحول الجنسية الروسية، فإن الحصول عليها مكفول للأطفال القصر، وأما من لا يرغب في الحصول عليها سيحصل على تصريح إقامة في روسيا، بحسب نوفوتسي.
ومن بين بنود المعاهدات، اعتراف روسيا بوثائق التعليم الصادرة مسبقاً من أوكرانيا.
كما سيكون التسجيل الرسمي لحقوق العقارات ممكناً على أساس الوثائق الصادرة عن سلطات الجمهوريات وأوكرانيا، حتى 1 كانون الثاني/يناير 2028.
وأشار أحد بنود المعاهدات إلى أن فترة انتقالية ستسري من تاريخ قبول "المناطق الجديدة" حتى 1 كانون الثاني/يناير 2026.
وفي جلسة الثلاثاء، صادق مجلس الاتحاد بالإجماع على تشريع لضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية، بعد تصويت مماثل في مجلس الدوما، مجلس النواب الروسي، أول أمس الإثنين.
تحرير مناطق جديدة وإسقاط 6 مسيّرات إيرانية
ميدانياً، استعاد الجيش الأوكراني، الثلاثاء، السيطرة على 5 مناطق سكنية من القوات الروسية شرق البلاد، بحسب إعلام محلي.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية، أن الجيش نجح في استعادة السيطرة على 4 مناطق في خيرسون، وواحدة في خاركيف.
كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة لدخول الجيش الأوكراني إلى المواقع المذكورة.
بدورها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أنها أسقطت 6 مسيرات انتحارية إيرانية أطلقتها روسيا جنوب البلاد.
وذكرت وكالة "أوكرين فورم" المحلية، الأربعاء، أن القوات الجوية أسقطت، مساء الثلاثاء، 6 مسيّرات إيرانية انتحارية في جنوب أوكرانيا.
وقالت القوات الجوية، في بيان نشرته على تيليغرام، إن القوات الروسية هاجمت أوكرانيا بمسيرات انتحارية من طراز "شاهد 136".
وأوضح البيان أن وحدة صواريخ الدفاع الجوي التابعة للقوات الأوكرانية "دمرت 6 مسيّرات انتحارية" أطلقتها القوات الروسية جنوب البلاد.
مواصلة التعبئة
وعقب سلسلة الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الروسية شرق أوكرنيا، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الثلاثاء، تجنيد أكثر من 200 ألف شخص في إطار التعبئة الجزئية بالبلاد.
وقال شويغو في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين، الثلاثاء، إن التعبئة الجزئية التي أعلنتها بلاده الشهر الفائت ما زالت جارية.
وزعم: "تم تجنيد أكثر من 200 ألف شخص حتى الآن"، مشيراً إلى أن بينهم متطوعون.
ولفت إلى أن الذين تم استدعاؤهم للجيش تلقوا تدريبات في 80 حقل رماية و6 مراكز تدريب عسكرية.
وأكد ضرورة أن تبقى عملية التعبئة تحت السيطرة، مضيفاً: "ينبغي إرسال الجنود إلى ساحة المعركة بعد تلقي التدريب اللازم".
وذكر أن فترة الجلب لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية ستبدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، لافتاً أنه سيتم خلالها تجنيد نحو 120 ألف شخص.
التعليقات (2)