تفاصيل الحصار الأمريكي لـ "جيش مغاوير الثورة" بالتنف

تفاصيل الحصار الأمريكي لـ "جيش مغاوير الثورة" بالتنف

طوّقت قوات التحالف الدولي مواقع فصيل (جيش مغاوير الثورة) في منطقة التنف الخاضعة لسيطرة التحالف بمناطق البادية السورية، وذلك على خلفية رفض عناصر الفصيل وضباطه إقالة قائده وتعيين قيادي جديد ضمن قرارات مفاجئة وغير معلنة.

وأفاد مراسلنا زين العابدين العكيدي، أن عملية تطويق مواقع "مغاوير الثورة"، جاءت عقب تهديد من قبل قيادة التحالف الدولي في المنطقة لضباط المجلس العسكري في الفصيل، لإجبارهم على القبول بتعيين القائد الجديد للفصيل (محمد فريد القاسم) كبديل عن العميد (مهند الطلاع).

وأضاف المراسل، أن التهديد جاء ضمن اجتماع جرى خلال ساعات النهار ضمن قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف التابعة للبادية السورية، حيث جرى التباحث بين الطرفين حول قرار ضباط التحالف تعيين (القاسم) كقائد جديد لفصيل (جيش مغاوير الثورة)، وانتهى الاجتماع بتهديد الرافضين للقرار من عناصر وضباط، بتسليم سلاحهم والخروج من المنطقة كلياً.

سبق ذلك، بيان مصوّر، أصدره ضباط وقادة "مغاوير الثورة" أمس، أكدوا من خلاله رفضهم لقرار التحالف الدولي تعيين (القاسم) قائداً للفصيل، خلفاً للعميد مهند الطلاع، وطالب الضباط والقادة بإعادة الطلاع لمنصبه أو تعيين شخص ثالث في المنصب لحل الخلاف.

وبحسب المراسل، فإن الهدوء الجزئي عاد للمنطقة بعد موافقة أغلبية قادة وعناصر الفصيل بقرار التحالف الدولي، الذي ينص على تسليم القاسم مهام قيادة (مغاوير الثورة) وهو أمر أكده الفصيل على حسابه في “تويتر” قبل قليل، على أن تتضح الصورة بشكل كامل في ساعات الغد.

أسباب وراء التوترات

وكانت قوات التحالف الدولي أقالت العميد مهند الطلّاع من منصب قائد فصيل مغاوير الثورة العامل في منطقة الـ 55 قرب قاعدة التنف، في أواخر الشهر الماضي، واستبدلته بفريد القاسم، دون أن تعلن ذلك رسمياً.

وجاء قرار الإقالة المفاجئ بعد مغادرة الطلاع إلى تركيا لقضاء إجازة اعتيادية قبل نحو أسبوعين، حيث أبلغته قيادة التحالف الدولي بقرار إقالته وترفيعه إلى رتبه لواء وتعيين فريد القاسم مكانه بعد وصوله للأراضي التركية، الأمر الذي قوبل بموجة رفض واستياء واسع بين العسكريين والأهالي في المنطقة.

وبحسب مصادر محلية، فإن استبدال الطلّاع جاء في إطار سلسلة تغييرات أجرتها قوات التحالف الدولي في قواتها المنتشرة في سوريا، ولا سيما نيتها دمج القوات المنتشرة في التنف وإلحاقها بميليشيا قسد من الناحية الإدارية.

وأرجعت المصادر تصاعد الخلاف مؤخراً بين التحالف والطلاّع بسبب مسألتين، أولهما رفض الأخير الانخراط والتبعية لميليشيا قسد بسبب خلفيته الثورية، ولا سيما أنه كان قائداً لمجلس دير الزور العسكري في العامين 2012 و2013.

أما المسألة الأخرى، فهي استياء الطلّاع من تراخي التحالف الدولي في توفير الحماية لمناطق انتشار الفصيل وتغاضيه عن خنق المنطقة من قبل ميليشيات الأسد وروسيا التي استهدفت مؤخراً مواقع للفصيل.

 

رفض عسكري وشعبي

وعلى خلفية ذلك الرفض العسكري والشعبي لإقالة الطلاع وتعيين القاسم قائد لجيش مغاوير الثورة، أوفد التحالف ضابطاً مندوباً عنه من القوات الموجودة في أربيل للتباحث مع قادة المجموعات المنضوية في الفصيل البالغ عددهم 41 قائداً، فضلاً عن لقاء ممثلين عن أهالي مخيم الركبان.

في حين هددت قوات التحالف الدولي بإيقاف الدعم عن الفصيل والرواتب والتضييق عليه في حال رفض قرارات الإدارة العسكرية للتحالف، في إصرار واضح على تعيين القاسم قائداً لـ (مغاوير الثورة) رغم الرفض العسكري والشعبي.

سبق ذلك تغيير جوهري أجرته الولايات المتحدة في 9 من أيلول الماضي، في قيادة قوة المهام المشتركة بالشرق الأوسط، حيث تسلّم اللواء في الجيش الأمريكي، "ماثيو ماكفارلين"، قيادة القوة خلفاً للواء "جون برينان"، ومن المعلوم أن تلك القوة تمثّل الوجود الأمريكي العسكري في كل من العراق وسوريا. 

 

من هو القائد الجديد؟

وينحدر محمد فريد القاسم، من القريتين بريف حمص الشرقي، وكان سابقاً مدرباً في فصيل أسود الشرقية وانتقل بعدها إلى فصيل جيش سوريا الجديد، والذي تحول فيما بعد لنواة لتشكيل فصيل جيش المغاوير الحالي.

كما إن القاسم بقي نحو ثلاث سنوات معتقلاً في سجون ميليشيا أسد وخرج بصفقة تبادل قبل سنوات، إلى جانب أنه متهم بقتل شابين من إحدى العشائر تحت التعذيب خلال السنوات الماضية في المنطقة، الأمر الذي دفع الكثيرين لرفض تسلمه منصب قائد للفصيل.

في 23 من آب الماضي، غيرت قيادة التحالف الدولي وبشكل مفاجئ جميع الضباط في قاعدة التحالف الدولي بضباط من القوات الأمريكية الخاصة، حيث استقدمت الضباط الجدد من قاعدتها في إربيل العراقية، وتشير المعلومات إلى أن إقالة الطلاع جاءت ضمن التغييرات الأمريكية في المنطقة.

أما العميد مهند الطلاع، فكان قائد المجلس العسكري في دير الزور خلال سيطرة الجيش الحر على المنطقة منذ عام 2012، وقاد فصيل جيش المغاوير منذ تأسيسه برعاية التحالف الدولي، وكان الهدف من تأسيس الفصيل محاربة تنظيم داعش في مناطق البادية وحماية قاعدة التحالف الدولي، إلى جانب الإشراف على مخيم الركبان المحاذي في المنطقة ذاتها.

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات