لندن لم تعد هنا.. السوريون ينعون إذاعة "بي بي سي" بين حنين الماضي والواقع المخزي

لندن لم تعد هنا.. السوريون ينعون إذاعة "بي بي سي" بين حنين الماضي والواقع المخزي

أثار قرار هيئة الإذاعة البريطانية إغلاق إذاعة “بي بي سي” أو ما يعرف بإذاعة "لندن" مشاعر مختلطة لدى قطاع واسع من السوريين على منصات التواصل الاجتماعي ليطغى ذلك الخبر المفاجئ على منشوراتهم المحملة بالكثير من القصص والذكريات ولا سيما بالنظر للمكانة الرمزية للإذاعة في أذهان أجيال نشأت وترعرعت على أمواج أثيرها.

وخلال الساعات القليلة الماضية، تفاعل قطاع واسع من السوريين مع ذلك القرار عبر ردود أفعال متباينة ارتبط بعضها بالإرث التاريخي للإذاعة وما كانت تشكله من قيمة إخبارية، مقابل وجهات نظر رأت أنها وصلت إلى نقطة النهاية وأصبحت خارج العصر.

أحمد الهواس: انتفى سبب وجودها

الكاتب والصحفي أحمد هواس تطرق إلى قرار إغلاق الإذاعة في منشور على  فيسبوك معرباً عن اعتقاده أن ذلك القرار جاء لانتفاء السبب الذي وجدت لأجله، وليس لقلة التمويل، معتبراً أن الإذاعة لم تعد تملك التأثير الذي كانت عليه أو مجاراة تجارب بسيطة على وسائل التواصل.

وأضاف: "البي بي سي توجه الرأي العام، وتعيد تشكيل العقل العربي وفق سياسة ممنهجة، وكان المثل الشهير في خمسينيات القرن المنصرم: إذا أردت أن تعرف ماذا يحصل بدمشق فعليك بإذاعة لندن".

الكاتب والمؤرخ نشوان الأتاسي استذكر ذكريات الماضي وقال في منشور على فيسبوك إن نبأ إغلاق المحطة أعاده بالذاكرة إلى ما يربو على ستين عاماً ونيف حينما كانت تبث من قبرص.

وأضاف أن الإذاعة كانت تعتبر أهم مصدر موثوق للأخبار لدى قطاع عريض من السوريين المتابعين لما يجري في العالم وفي المنطقة.

عقيل حسين: حنين مخادع

أما الصحفي عقيل حسين فعبر عن إحساسه المختلط نتيجة إغلاق الإذاعة باستخدام عبارة " الحنين المخادع" بعد أن فاتها قطار الزمن نتيجة تطور وسائل الإعلام.

وفي منشور عبر حسابه على فيسبوك قال عقيل إنه بعد دخول الستلايت للمنزل حاول الاستماع لإذاعة لندن، لكنه لم يتحملها أكثر من خمس دقائق رغم أنه تربى وترعرع  على الإذاعة التي يدين لها بنصف ثقافته، خاتماً منشوره بعبارة "التغيير سنّة الكون لكن الحنين يخدعنا".

الصحفي السوري أحمد كامل شارك صورة له أثناء عمله بالإذاعة وعلق في منشور مقتضب قائلاّ " سبحان الدايم.. لا دائم إلا الله .. إذاعة لندن راديو بي بي سي العربي في ذمة الله".

فيما أفرد الإعلامي أحمد فاخوري تسجيلاً مصوراً تحدث فيه ذكرياته وعائلته مع الإذاعة واصفاً الخبر بالحزين جدًا مع تعيلق "إذاعة بي بي سي العربية تودع مستمعيها".

غسان ياسين: تغطية مخزية

الصحفي والإعلامي غسان ياسين علق هو الآخر على خبر إغلاق الإذاعة قائلاً " كانت بي بي سي مصدرنا الأول للأخبار وتأتي بعدها مونت كارلو، مضيفاً أن والده كان يتابع كافة أخبار الحرب العراقية الإيرانية على أثير الإذاعة بينما كان هو طفل صغير يدفعه الفضول للركض والجلوس عند الراديو مع سماع دقات ساعة "بيج بن".

غير أن ياسين أعرب عن رضاه لقرار إيقاف بث الإذاعة قائلاً إنه ليس حزيناً على ذلك رغم كل ما في الذاكرة عنها لأن تغطية بي بي سي للربيع العربي أقل ما يقال عنها "مُخزية"، حسب تعبيره.

قات تنعى الإعلام التقليدي

الصحفية ميس قات ذهبت أبعد من ذلك، معتبرة في منشور أن بي بي سي أعلنت رسمياً وفاة وسائل الإعلام التقليدية مع إغلاق خدمة الراديو بسبع لغات، وتسريح مئات الموظفين وطرح.

ومضت في منشورها قائلة إن التحول الرقمي الكبير الذي قامت به هيئة الإذاعة البريطانية، يشكل علامة تاريخية في عالم صناعة الإعلام، المؤسسات التي لا تفهم التغيير سوف يقتلها التغيير قريباً، مشيرة إلى وجود خطة رقمية هائلة لدى هيئة الإذاعة البريطانية عوضاً عن صنبور التمويل النازف الذي كان مفتوحاً لسنوات.  

أما الصحفي أحمد صلال فقال في منشور مقتضب :"البي بي سي ليست مجرد راديو، هي ذاكرة جيل عربي كامل عن فلسطين، وما يجري خارج الوطن العربي الكبير"، خاتماً منشوره بعبارة "شكراً بي بي سي: ولن نقول وداعاً بل إلى لقاء قريب".

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية أعلنت يوم أمس الخميس رسمياً عزمها إيقاف بث الإذاعة الناطقة بالعربية بعد 84 عاماً من الخدمة، وذلك في إطار خطتها لإعادة الهيكلة والتوجه إلى العروض الرقمية.

 

التعليقات (1)

    مسخرة ...

    ·منذ سنة 6 أشهر
    نحنا السوريين والعرب عمموماً هاد يلي شاطرين فيه، نتفاعل و نكتر حكي ونتفزلك ع شي بلا طعمة ..وشو يعني اذا اذاعة بطيخ مبسمر اغلقت ؟؟!! اما نحكي ع مجازر الاسد و الكيماوي والفقر والجوع يلي عم يعاني منو الشعب ، هاد مو مهم نكتب عليه ونتفاعل ع منصات البطيخ الاجتماعي ... عنجد قمة المسخرة ...
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات