رغم وفاة عشرات اللاجئين السوريين قبل أيام بعد غرق مركبهم قبالة سواحل طرطوس، إلا أن الكثير منهم ما زالوا يسعون جاهدين للفرار من لبنان عبر تلك القوارب المسماة بـ (قوارب الموت) هرباً من الجوع والانهيار الاقتصادي والانفلات الأمني والتشبيح في مناطق سيطرة أسد.
وفي خبر جديد لها عن قوافل المهاجرين، ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن الهجرة غير الشرعية ما زالت مستمرّة، وأن مركباً جديداً على متنه 95 راكباً أغلبهم سوريون انطلق من لبنان فجر اليوم عبر أحد شواطئ منطقة المنية شمال البلاد.
الصحيفة اللبنانية لم تذكر إذا ما كان القارب الجديد قد تم إيقافه من قبل السلطات اللبنانية، أم إنه لقي مصير سلفه الذي غرق قرب طرطوس، وكان على متنه نحو 150 مهاجراً، قضى منهم أكثر من 100 فيما نجا 20 وفقد نحو 30 آخرين.
مراقبون أكدوا بحسب تصريحات العديد من اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان، أنهم يفضلون المغامرة بحياتهم وحياة أطفالهم بالذهاب عبر البحر، على مجرد التفكير بالعودة إلى حضن الأسد الذي لم يُبق لهم أي أمل بالحياة الكريمة لا أمنيا ولااقتصاديا ولا حتى سياسيا.
منظمات إنسانية تحذر
وكانت "مجموعة الإنقاذ الموحد" المتخصصة باستلام نداءات الاستغاثة من المهاجرين الذين يلجؤون إلى دول الاتحاد الأوروبي، حذرت من المصير الخطير الذي يمكن أن يهدد حياة بعض الناجين من المركب اللبناني الغارق قبالة سواحل طرطوس.
وفي منشور لها على صفحتها الرسمية في فيسبوك عبّرت مجموعة الإنقاذ عن مخاوفها من قيام ميليشيا أسد باعتقال وتعذيب الناجين من حادث انقلاب قارب المهاجرين، ولا سيما أن معظمهم من اللاجئين السوريين بلبنان الذين فضّلوا البحر ومواجهة الموت على العودة إلى بلادهم في ظل حكم الأسد.
وعنونت المجموعة منشورها بالقول (لا تجعلوا الناجي من غرق قارب لبنان يلعن ساعة النجاة)، في إشارة إلى المصير المظلم الذي ينتظر الناجين بعد أن وقعوا بيد ميليشيا الإجرام، التي تقوم باعتقالهم بحجة أنهم مطلوبون أمنيون ثم تعذبهم في المعتقلات، ما يؤدي إلى موت الكثير منهم.
التعليقات (4)