بعد انتشار الكوليرا.. خسائر كبيرة يتكبدها القطاع الزراعي في ريف دمشق وحكومة أسد تضاعف المعاناة

بعد انتشار الكوليرا.. خسائر كبيرة يتكبدها القطاع الزراعي في ريف دمشق وحكومة أسد تضاعف المعاناة

تكبد المزارعون في مناطق ريف دمشق خسائر فادحة نتيجة عدم تصريف منتجاتهم الزراعية من الخضار في أسواق دمشق بسبب قرارات حكومة أسد بمنع التعامل بالخضار الورقية في المطاعم والندوات في العاصمة دمشق، بعد تفشي مرض الكوليرا، وهذا ما جعل محاصيل المزارعين تكسد في الغوطة الشرقية والكسوة وفي ريف دمشق الغربي دون أي تعويض من حكومة أسد.

إتلاف محاصيل الفلاحين

وقال أبو مصعب حمدان مزارع من الغوطة الشرقية لموقع أورينت نت، إن مديرية زراعة ريف دمشق قامت خلال الأسبوعيين الماضيين بإتلاف عدة محاصيل لمزارعين في بلدات "المليحة وزبدين وكفر بطنا وبالا وجسرين" بذريعة أن المحاصيل تسقى بمياه الصرف الصحي في محاولة من حكومة أسد لتسويق نفسها على أنها تكافح الكوليرا.

وذكر أبو مصعب، أن معظم الفلاحين في مناطق ريف دمشق عاجزين عن سقاية محاصيلهم من الآبار الارتوازية وعبر الغطاسات نتيجة عدم توفر الكهرباء فضلاً عن الارتفاع القياسي في سعر مادة المازوت إذ يبلغ سعر الليتر الواحد 7200 ليرة سورية في السوق السوداء، إن وجد، ولا يستطيع 80% من الفلاحين شراء الوقود بهذه الأسعار.

تحميل المزارعين المسؤولية وغياب التعويض

وأضاف، أن المجالس البلدية التابعة لحكومة أسد تعلم تماماً أن مزارعي العديد من مناطق ريف دمشق في الغوطتين الشرقية والغربية وفي الكسوة يسقون زروعهم بمياه الصرف الصحي منذ عدة سنوات على أعين شرطة البلدية، ومع ذلك قامت عناصر شرطة أسد بالفترة الأخيرة بإتلاف محاصيلهم التي تسقى بتلك المياه دون تأمين البدائل لهم، وكأنها تحملهم مسؤولية انتشار المرض وليس تقصير حكومة أسد.

من جهته قال عمر صادق تاجر خضار وفواكه من الغوطة الشرقية، إن الخضروات الورقية في ذروة إنتاجها حالياً في الشهر التاسع نتيجة اعتدال الجو وبعد صدور تعميم من حكومة أسد بمنع تداول الخضروات الورقية في المطاعم تأثر الفلاح بشكل كبير وأتلفت معظم محاصيله، لذا تكبد خسائر مالية كبيرة ولم يتم الاهتمام بأضراره أو حتى دراستها.

وذكر صادق لموقع أورينت، أن الفلاحين في ريف دمشق والغوطة الشرقية على الرغم من خسائرهم الفادحة لا يتم أي تعويض لهم بعكس المزارعين في مناطق الساحل عندما تتلف محاصيلهم، فحكومة أسد تكيل بمكيالين وتعاقب فلاحي المناطق التي خرجت ضده.

اعتراف بالمشكلة وغياب الحلول 

بدوره اعترف عضو لجنة تجار ومصدري الخضروات والفواكه التابع لحكومة أسد، أسامة قزيز، بأن الطلب على الخضروات الورقية انخفض بنسبة تقارب 30 بالمئة والطلب الأقل حالياً على الملفوف والجزر، فضلاً عن ذلك فقد انخفضت أسعارها بالجملة بنسبة 50 بالمئة فعلى سبيل المثال كان يباع كيلو الملفوف بسعر 600 ليرة، أما اليوم فيباع بسعر 300 ليرة.

وأضاف قزيز لصحيفة الوطن الموالية، إن تجار المفرق يشترون الخضروات الورقية حالياً بكميات قليلة ونسبة كبيرة منهم لم يعودوا يشترون أبداً خوفاً من عدم بيعها وخسارتهم ثمنها، وخصوصاً أن نسبة كبيرة من المواطنين لا يشترونها خوفاً من إصابتهم بمرض الكوليرا.

وأوضح أن 50 بالمئة من الكميات التي كانت تدخل سوق الهال بدمشق من الخضروات الورقية كانت تذهب إلى المطاعم والفنادق والمعامل، أما اليوم فإنها لا تستجر أي كميات منها بعد صدور تعميم من محافظة دمشق بمنع تداول الخضروات الورقية بالمطاعم خوفاً من الإغلاق حتى إن بعض أصحاب المطاعم قاموا بإعادة الكميات الموجودة لديها من الخضروات الورقية إلى تجار سوق الهال.

الجدير بالذكر أن مناطق سيطرة نظام أسد تعاني من تفشي مرض الكوليرا وارتفع إجمالي الإصابات المثبتة إلى 338 إصابة، وبلغ عدد الوفيات 29 بحسب بيانات وزارة صحة نظام أسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات