احتجاجات إيران.. اعتقالات واسعة تطال الصحفيين ومنظمة حقوقية توثق الأعداد

احتجاجات إيران.. اعتقالات واسعة تطال الصحفيين ومنظمة حقوقية توثق الأعداد

وثّقت منظمات دولية أعداد الصحفيين الذين اعتقلتهم ميليشيات نظام الملالي خلال المظاهرات الأخيرة في إيران، في ظل احتجاجات متواصلة في معظم المحافظات، وخاصة المناطق ذات الغالبية الكردية، بينما تقابلها السلطات الإيرانية بأسلوب القمع والاعتقال في محاولة لإخمادها ووصفها بـ “المؤامرة الكونية”.

وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحافيين، فإن 19 صحفياً جرى اعتقالهم في عموم المناطق الإيرانية أثناء قمع الاحتجاجات الشعبية خلال الأيام الماضية، والتي اندلعت على خلفية مقتل الشاب مهسا أميني على يد (شرطة الأخلاق).

وكشفت المنظمتان أن الصحافين الموثقين معتقلون في ظروف غير مناسبة، فيما دعا الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين، أنتوني بيلانجر، السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح الصحافيين في سجونها، ورفع القيود الأمنية عن المحتجين ولا سيما وضع حدّ لتعطيل الإنترنت في المحافظات الإيرانية.

ووفقا للتقرير الحقوقية فإن آخر المعتقلين، كانت الصحافية (إلاهه محمدي) التي غطت تشييع جنازة الشابة مهسا أميني، وهي صحفية في جريدة (هم مهين) وجرى اعتقالها اليوم الخميس، بسبب تغطية الجنازة في مدينة سقز، إضافة للصحافية بجريدة (شرق)، نيلوفر حامدي، جرى اعتقالها في منزلها في العاصمة طهران في 22 من الشهر الحالي، وذلك بسبب نشرها صور حضور عائلة مهسا أميني في مستشفى كسرى.

ومن بين الصحافيين المعتقلين، المصوّرة يلدا معيري والتي قالت في تسجيل مسرب من سجن (قرشك) إن "أحوالنا هنا سيئة للغاية، هناك مشاجرات وضرب كل يوم، ليس لدينا أمن، تم وضع أكثر من 100 شخص في قاعة رياضية بدون مرافق وبدون تهوية، لا يوجد سوى ثلاثة مراحيض ودورات مياه لهؤلاء المعتقلين".

وشملت القائمة كلاً من الصحفيين، مجتبى رحيمي، وعلي رضا خوشبخت، وروح الله نخعي، وخسرو كردبور مؤسس تحرير وكالة أنباء "موكريان"، ورئيس تحريرها مسعود كردبور، ومرضية طلائي وعلي خطيب زاده صحافيي، إيمان به بسند، وويدا رباني، وكذلك المصور الصحافي أحمد حلبي ساز، بتول بلالي، وسميرة علي نجاد، والصحافية الأحوازية، مهرنوش طافيان.

 

مظاهرات الغضب

وكانت الاحتجاجات الإيرانية اندلعت الأسبوع الماضي تنديداً بوفاة الفتاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، بعد أن دخلت في غيبوبة إثر احتجازها من قبل ما يُعرف بـ"شرطة الأخلاق"، التي تفرض قواعد صارمة على لباس النساء في البلاد، وفرض ارتداء الحجاب الإلزامي.

فيما واجهت السلطات الإيرانية الاحتجاجات بأسلوب القمع الأمني وإطلاق الرصاص والاعتقالات، إلى جانب إطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل عناصر ميليشيات إيران لتفريق المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام وإبعاد القبضة الأمنية عن رقاب الإيرانيين.

وقالت منظمة (حقوق الإنسان في إيران) أمس، إن أكثر من 76 شخصاً قُتلوا خلال المواجهات بين الميليشيات الإيرانية والمتظاهرين المحتجين على وفاة الشابة مهسا أميني في مراكز (شرطة الأخلاق) قبل نحو أسبوع.

في حين دعا مدير منظمة "حقوق الإنسان في إيران" محمود أميري، أمس، المجتمع الدولي إلى "اتّخاذ خطوات عملية بشكل حاسم وموحد لوقف قتل وتعذيب المتظاهرين"، وأشار إلى أن التسجيلات المصورة وشهادات الوفاة التي حصلت عليها المنظمة تظهر بأن "الذخيرة الحية تطلق مباشرة على المتظاهرين".

وعلى صعيد دولي، نددت الدول الغربية بأسلوب القمع الذي ينتهجه نظام الملالي تجاه المتظاهرين في إيران، وأولهم الاتحاد الأوروبي الذي ندّد بما وصفه الاستخدام "غير المتكافئ والمعمم للقوة" تجاه المتظهرين، فيما أعربت فرنسا عن "إدانتها بأشدّ العبارات القمع العنيف الذي يمارسه الجهاز الأمني الإيراني ضدّ المظاهرات" المستمرّة في إيران، في حين استدعت ألمانيا السفير الإيراني للتعبير عن الاحتجاج لديها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات