"تحرير الشام" تتهم أورينت: بيان مليء بالتناقض يكذّب نفسه بنفسه والقناة ترد بالأدلة والوثائق

أصدرت هيئة "تحرير الشام" بيانا ادعت فيه أنها لم تحاصر أبراج راديو أورينت وأن الخبر الذي نشرته القناة حول الموضوع كاذب وأن القناة عادت إلى اللامهنية والتضليل، في تمهيد واضح لإيقافها من جديد عن العمل في المناطق المحررة.

وحمل البيان في طياته إضافة إلى التناقض 3 كذبات، سيتضح من خلال كشفها بالأدلة والوثائق أن هيئة تحرير الشام تعمل على حملة كيدية واضحة تهدف في النهاية إلى إسكات صوت القناة التي رفضت التطبيل لها ولغيرها إدارة وأفرادا، وبقيت الرقيب على مبادئ الثورة السورية والمدافع عن حرية الإعلام واستقلاله.

كذبة "تحرير الشام" الأولى

وأما الكذبة الأولى، فقد ذكر البيان أن القناة نشرت خبرا كاذبا مفاده أن "الهيئة حاصرت أبراج راديو أورينت" ولكن الخبر صحيح وليس كاذبا كما يدعون وهو ما يثبته البيان نفسه في فقرة لاحقة ويؤكده لنا بتسجيل صوتي مدير عمليات راديو أورينت في المناطق المحررة.

ففي البيان وفي السطر الذي يلي اتهامنا بالكذب يؤكدون أنهم حاصروا أبراج راديو أورينت، إذ قال: "وأما القضية كما بيناها مسبقا ألا وهي إيقاف إجراءات الصيانة التي طلب تسهيلها فريقهم التقني"، وهذا إقرار منهم بأنهم منعوا الفريق من الوصول إلى المحطة لإصلاحها وتشغيلها، وهو يعني فعليا كما ورد في خبر أورينت " أنهم يحاصرون أبراج أورينت ويمنعون فريقها من الدخول".

وفي فقرة لاحقة من البيان يؤكدون من جديد أنهم منعوا الموافقة عن فريقنا للدخول إلى محطة الراديو وتشغيل المحطة،؛ الفقرة تقول:" إنهم أبلغوا فريق الراديو بإلغاء الموافقة على إجراءات الصيانة نتيجة لعودتهم ‘إلى سياساتهم اللامهنية" حسب وصف البيان.

ويؤكد مدير عمليات أورينت قاسم قباني، عبر كلامه المرفق في تسجيل صوتي، أنهم مُنعوا من الدخول للصيانة ومنه استقينا خبرنا، الذي انتظرنا قبل نشره يومين، بناء على وعدهم لمدير عملياتنا حل الإشكال والسماح لهم بالدخول غير أنهم لم يفعلوا.

الخبر الذي أصدرت هيئة تحرير الشام من أجله بيانا ادعت فيه على أورينت بالكذب

الكذبة الثانية

وأما الكذبة الثانية، فقد ذكر البيان أنه بعد انتشار الخبر "الكاذب" على حد زعمهم تواصلوا مع كادر أورينت على الأرض وأخبرهم كادرنا هناك بأنهم غير موافقين على كذبنا، علما أننا استقينا الخبر من قائد فريقنا هناك وهو من أكد أنه تم منعهم من الوصول للأبراج، وهو موجود بالتسجيل الصوتي المرفق أيضا، فكيف يكون فريقنا غير موافق على خبرنا ويقول إننا كاذبون ومنهم أخذنا الخبر؟!

الكذبة الأخطر

والكذبة الثالثة والأخطر هي أن بيانهم يقول إن قرار منع فريقنا من الدخول إلى محطة أبراج الراديو لإجراء الصيانة كان بسبب عودتنا إلى سياسة اللامهنية على حد تعبيرهم، ولكن وثائقهم نفسها تكذّب ذلك.

إذ تخول الوثيقة، التي حصل عليها فريق راديو أورينت من هيئة تحرير الشام الدخول إلى المحطة لإصلاحها وهي مؤرخة بتاريخ 4/9/2022، أما المادة  والتقرير الذي اعترضت عليه هيئة "تحرير الشام " واعتبرته عودة إلى السياسة "اللامهنية"، فقد تم نشره بـ18/9/2022 أي بعد 12 يوما فكيف يعطون الموافقة ثم يقولون إن إلغاءها جاء بعد عودة أورينت إلى اللامهنية؟! والتي إن فرضنا جدلا عودتنا إلى اللامهنية فإن ذلك جاء بعد 12 يوما، من الموافقة، بينما ذهب الفريق لإصلاح المحطة فور أخذ الموافقة، ومسؤولو حواجز تحرير الشام في المنطقة منعوهم من الدخول والإصلاح، وهو موضح أيضا في التسجيل الصوتي المرفق لكل ما حدث من قبل مدير عمليات راديو أورينت، أفليس ذلك كذب عجيب وتناقض رهيب؟!.

هيئة تحرير الشام يطالبون أورينت بالكذب

ويؤكد مدير عمليات راديو أورينت وفق ما هو موضح بالتسجيل الصوتي أنهم طلبوا من أورينت أن تنفي الخبر الذي أزعجهم وتكذب بما حدث، بعدما أخلفوا هم بالوعد ولم يحلوا الإشكال في الموعد المتفق عليه، ومع ذلك فقد عملت أورينت بشكل مهني وأخبرتهم بأنه في حال سُمح للفريق بإجراء الصيانة وتشغيل المحطة فإنهم سينشرون خبرا يفيد بحل الإشكال وأن الهيئة نفذت وعدها،غير أنهم بدلا من أن يفعلوا وينفذوا وعودهم، نشروا بيانا اتهموا فيه أورينت بالكذب واللامهنية!

من جهة ثانية وبعيدا عن الكذب والتناقض، يمتلئ البيان بلغة خطابية خشبية، إذ تتحدث "هيئة تحرير الشام" عن مبادئ الثورة والإعلام والمهنية والغيرة على الفصائل لاتهامهم بالميليشيات، فهل يحق لسلطة أمر واقع أمنية عسكرية، ولا تملك مؤسساتها أي شرعية انتخابية أو شعبية، أن تضع شروطا للمهنية والإعلام؟!، أوليس من النفاق أن تدعي الهيئة حرصها على الفصائل المعارضة، وقبل أشهر قليلة فقط، اقتحمت مناطق للجيش الوطني بعفرين وقاتلت الفصائل هناك؛ فهل يجوز مقاتلتها ولكن لا يجوز وصفها بالميليشيات لأنه ليس من المهنية؟!.

متى عادت أورينت إلى اللامهنية المزعومة؟

وحول ما حدث في 18 أيلول من الشهر الجاري، وهو ما زاد حنق تحرير الشام على قناة أورينت، أن مراسلها محمد الفيصل قام بتغطية قافلة النور التي كانت تريد المسير إلى أوروبا، ونقل تعرض المدنيين للضرب والإهانة من قبل ما يسمى جهاز الأمن العام التابع للهيئة، فضلا عن تعرض المراسل نفسه للإهانة من قبلهم.

وبشكل مستمر تتعرض قناة أروينت للتضيق والمطاردة من قبل هيئة "تحرير الشام"، حتى وصل الأمر إلى منع مراسليها في 24/ آب /2021 من العمل ضمن مناطق سيطرتها، غير أن الضغط الإعلامي وإدانة قرارها من قبل كثير من الجهات الإعلامية ومنظمات حقوقية ومهنية مختصة بالدفاع عن حرية الإعلام والصحافة، أجبرها للتراجع عن قرارها حينئذ.

واتفقت عشرات المنظمات حينئذ على التأكيد أن الهيئة هي من "تعتمد سياسة التضييق على الجهات الإعلامية وكوادرها في مناطق سيطرتها، وحتى اعتقالهم، ممّن تشعر أنهم يُشكِّلون تهديداً لفِكرها ونهجها المتطرف، ما تسبَّب في الآونة الأخيرة في اعتزال أو نزوح عدد كبير منهم، إلى تركيا ودول أوروبا.

التعليقات (2)

    ابو شكري

    ·منذ سنة 6 أشهر
    والله صايرين من الحماية والكنة. حاجتكم ضحكتوا علينا مليشيات ايران والنظام المجرم وقسد مطايا الامريكان.

    رامي

    ·منذ سنة 6 أشهر
    هيئة تخريب الشام الأسدية
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات