أوكرانيا.. روسيا ماضية في التقسيم وتستفز أمريكا بضابط مخابرات وأوروبا تهدد

أوكرانيا.. روسيا ماضية في التقسيم وتستفز أمريكا بضابط مخابرات وأوروبا تهدد

تستعد روسيا لاحتلال 4 أقاليم أوكرانية شرق البلاد بعد أن أطلقت فيها استفتاءات للانضمام إليها بالتزامن مع تهديد العالم باستخدام الأسلحة النووية، فيما طالبت واشنطن بتسليمها ضابط المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن، بعد ساعات على منحه الجنسية الروسية.

وتتواصل عملية التصويت بشكل مباشر في اليوم الخامس والأخير من الاستفتاء، حيث أعلنت السلطات الموالية لروسيا أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 87% حتى مساء أمس في دونيتسك، و83% في لوغانسك، و63% في خيرسون، و66% في زاباروجيا.

استفتاءات زائفة

ومن المقرر انتهاء التصويت اليوم الثلاثاء على انفصال 4 مناطق أوكرانية، حيث زعم الكرملين بأن تكون للاستفتاء انعكاسات أمنية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين إن المناطق الأوكرانية التي تجري فيها عمليات الاستفتاء من أجل ضمها إلى روسيا ستشهد تغييرات جذرية من وجهة النظر القانونية، ومن وجهة نظر القانون الدولي، وكذلك بفعل التدابير المتخذة لضمان الأمن فيها، وفق تعبيره.

وأضاف بيسكوف "مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا غير أن الظروف تتغير، ويظل مبدأ أهداف العملية العسكرية باقياً".

ومن جهة أخرى، قالت المفوضية الأوروبية إن استفتاءات روسيا في شرق أوكرانيا "غير قانونية"، مشيرة إلى أنها تجرى في مناطق تحت تهديد الحرب.

وأضافت المفوضية الأوروبية "من يساهمون في إجراء الاستفتاءات غير الشرعية في شرق أوكرانيا ستفرض عليهم عقوبات".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إنه من المرجح أن يعلن بوتين ضم هذه المناطق الأوكرانية المحتلة إلى روسيا الاتحادية خلال خطابه أمام البرلمان يوم الجمعة.

وأضافت في بيان أن "قادة روسيا يأملون بشكل شبه مؤكد في أن يُنظر إلى أي إعلان ضم على أنه إثبات لضرورة العملية العسكرية الخاصة وأن يعزز الدعم الوطني (داخل روسيا) للصراع".

ورغم تنديد أوكرانيا وحلفائها بهذه الاستفتاءات "الزائفة"، وتعهد دول مجموعة السبع بعدم الاعتراف "مطلقا" بنتائج الانتخابات، فإن هذه الانتقادات والتهديدات لم تردع موسكو، ومن المتوقع أن يصوت البرلمان الروسي قريبا على قانون يشرع ضم المناطق الأربع إلى روسيا.

تهديد العالم بالنووي

في موضوع آخر، اعتبر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي أن لروسيا الحق في استخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر.

وقال ميدفيديف، وهو رئيس روسيا سابقا، إن بلاده ستبذل جهدها لمنع ظهور أسلحة نووية لدى جيرانها المعادين، مثل أوكرانيا التي يسيطر عليها حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاليا، حسب قوله.

وأضاف "لروسيا الحق في استخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر… وإذا تجاوز التهديد لروسيا الخط الأحمر فسيتعين علينا الرد والأمر ليس خدعة بالتأكيد".

واعتبر ميدفيديف أن أمن واشنطن ولندن وبروكسل أهم بكثير لحلف شمال الأطلسي من مصير أوكرانيا الزائلة التي لا يحتاجها أحد، حسب تعبيره.

واشنطن تطالب بتسليمها عامل استخبارات سابق

إلى ذلك، جدد متحدث الخارجية الأمريكية نيد برايس التأكيد على أن ضابط المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن الحاصل على الجنسية الروسية يجب أن يعود إلى الولايات المتحدة لمحاكمته.

وأضاف برايس أن قرار بوتين لم يغير أي شيء في وضع سنودن الذي منحه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجنسية الروسية، "باستثناء أنه أصبح مواطناً روسياً ويمكن تجنيده بشكل إجباري للخدمة العسكرية".

تسرّب غاز من "نورد ستريم" 1 و2

على صعيد آخر، أعلنت السلطات الدنماركية والسويدية عن رصدهما تسرُّباً غير مفسّر للغاز في موقعين من خط أنابيب "نورد ستريم 1"، الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، غداة الإعلان عن تسرّب غاز في "نورد ستريم 2"، الأمر الذي أثار شكوكاً حول أعمال تخريبية في الخطّين الخارجيين عن الخدمة، بسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.

وحسبما أوضحت سلطات الدولتين الإسكندنافيتين، فقد تأثّر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" الذي يربط روسيا بألمانيا، الثلاثاء بتسرب غازين نادريْن جدّاً في بحر البلطيق.

وقال وزير المناخ والطاقة الدنماركي دان يورغنسن إن "من المبكر الحديث عن أسباب هذه الحوادث"، لكنه أشار إلى "رفع مستوى التأهُّب في قطاع الكهرباء والغاز" في البلاد.

وأكّدت السلطات الدنماركية صباح الثلاثاء أنها أبلغت "بوجود نقطتين أخريين لتسرُّب الغاز في خط أنابيب نورد ستريم 1 الخارج عن الخدمة أيضا لكنه يحوي الغاز".

وأكد الناطق باسم الهيئة البحرية السويدية لوكالة الصحافة الفرنسية، رصد تسربين قبالة جزيرة بورنهولم السويدية.

وحُدّدت إحدى نقطتَي التسرب في المنطقة الاقتصادية الدنماركية الخالصة، والأخرى في المنطقة التابعة للسويد على ما أفاد البلدان.

تواصل الاشتباكات

ميدانياً، تكثفت الهجمات الروسية بمسيرات إيرانية مؤخراً، حيث أعلن الجيش الأوكراني أمس تسجيل عمليات قصف روسية لأكثر من 40 مدينة وبلدة، وصد هجمات في حوالي 10 اتجاهات من بينها سوليدار وباخموت في الشرق.

وفي منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية إن هجومها المضاد في خيرسون كبّد العدو خسائر بلغت 77 جندياً و6 دبابات و5 مدافع هاوتزر و3 أنظمة مضادة للطائرات و14 عربة مدرعة.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد مصورة لقصف بمروحيات هجومية على أهداف عسكرية أوكرانية.

كما أكدت الوزارة تدمير محطة التحكم الأرضية للطائرات المسيرة في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرق أوكرانيا، وقالت إن قواتها أسقطت مقاتلتين أوكرانيتين من طراز ميغ-29 في مقاطعة خيرسون.

وفي وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع العسكري في دونيتسك بأنه "خطير للغاية".

وقال "نبذل قصارى جهدنا لاحتواء نشاط العدو، هذا هو هدفنا الأول الآن، لأن دونباس لا تزال الهدف الأول للمحتلين"، في إشارة إلى المنطقة الأوسع التي تضم دونيتسك ولوغانسك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات