تعمّدت وكالة أنباء ميليشيا القتل والإجرام في سوريا "سانا" حذف مقطع كامل من خطاب متزعّم ميليشيا حزب الله (حسن نصرالله) وهو يعزّي فيه بحادث غرق مركب قبالة سواحل طرطوس والذي سقط فيه نحو 100 قتيل من سوريا ولبنان وفلسطين.
وبحسب وكالة تسنيم، فإن ميليشيا حزب الله في بيان لها "عبّرت عن عميق الحزن والألم الشديد بالفاجعة الكبيرة لغرق عدد كبير من (المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين) في مركب “الموت” مقابل ميناء طرطوس، وتتقدم من ذويهم بأحرّ التعازي والمواساة وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل وعلى المفقودين بالأمن والسلامة"... إلى آخر البيان.
البيان على صغره لم يستثن القتلى والجرحى السوريين بل شملتهم التعزية ولا سيما أنهم الضحية الكبرى في هذا الحادث، لكن ذلك لم يعجب ميليشيا أسد ووكالات الاعلام الموالية لها، فقامت وكالة "سانا" في تجاهل متعمّد بحذف المقطعين الأول والثاني اللذين يتم فيهما ذكر الضحايا السوريين وأبقت مقطع شكر جهود الإنقاذ من قبل الحكومة التابعة للأسد.
وبالرغم من الانتقادات الواسعة التي وجهها ناشطون وحتى موالون للأسد من طريقة التعامل مع الغرقى والمصابين وجهود الإنقاذ التافهة التي تمت بواسطة أفراد محليين، إلا أن كل ذلك لم يوقف وكالة أخبار ميليشيا أسد عن التبجح ببيان التعزية المنقوص، بل بدأته من المقطع الثالث الذي يمتدح فيه السلطة متجاهلة أرواح عشرات السوريين من أبناء وطنها الذين قضوا بالحادث.
وبالمثل فعلت صحيفة الوطن الموالية التي تخلت عن أبسط مبادئ الإعلام والنزاهة بحذفها كلمة السوريين من بيان التعزية وكأنهم غير موجودين أو أنهم لا قيمة لهم كالقارب الذي غرق ولم يبك عليه صاحبه.
ازدياد عدد الضحايا
وكان حادث غرق قارب للمهاجرين قبالة سواحل طرطوس الثلاثاء الماضي أسفر عن مقتل 100 شخص أغلبهم سوريون، فيما تم إنقاذ نحو 20 وفقدان 30 آخرين، في حين حذّرت "مجموعة الإنقاذ الموحد" المتخصصة باستلام نداءات الاستغاثة من المهاجرين الذين يلجؤون إلى دول الاتحاد الأوروبي، من المصير الخطير الذي يمكن أن يهدد حياة بعض الناجين.
وفي منشور لها على صفحتها الرسمية في فيسبوك، عبّرت مجموعة الإنقاذ عن مخاوفها من قيام ميليشيا أسد باعتقال وتعذيب الناجين من حادث انقلاب قارب المهاجرين، ولا سيما أن معظمهم من اللاجئين السوريين بلبنان الذين فضّلوا البحر ومواجهة الموت على العودة إلى بلادهم في ظل حكم الأسد.
رداءة عمليات الإنقاذ
وكان ناشطون حقوقيون اتهموا حكومة ميليشيا أسد بتجاهل أعداد السوريين الناجين والغرقى بشكل مفصّل والمناطق المنحدرين منها، حيث يتم تداول أخبارهم وأعدادهم بشكل متقطع وغير رسمي على المحطات والإذاعات الموالية دون تبيان مصير من تم نقله للمستشفى بطرطوس أو تخريجه بعد مثوله للشفاء بحسب ادعائهم.
وذكر مدير مشفى الباسل في طرطوس (د. اسكندر عمار)، أن عمليات البحث لا تزال جارية دون أن يتطرق إلى أنها تتم بشكل فردي من قبل الصيادين مثلما تُظهر المقاطع المصورة، كما إن ناشطين نفوا قيام ميليشيا أسد بأي مبادرة أو محاولة لإنقاذ الناس بل تركتهم يموتون من خلال التباطؤ بإنقاذهم أو تسيير مراكب للبحث عنهم.
التعليقات (3)