سوريا والمشهد الأخير في غرف الملح!

سوريا والمشهد الأخير في غرف الملح!

في سوريا تجري انتخابات الإدارة المحلية وكأن الوضع بلغ النهى والمراد إنجازه ولم يتبقّ سوى محصلات العمل على العمل الدؤوب والمجتهد من أجل بناء دولة المواطنة والقانون!!

بلد أنهى ما عليه من التزامات كبرى وصغرى، مرعب أن يكون الوعي في هذه الاستراحة وكأنها موت محقق، جهات أربع محتلة من أربع دول وما بينهما. 

المدن لم تعد مدناً بل أكوام من دمار وخراب، العاصمة بالكاد تذكرك بدمشق، فقدت ملامحها واغتُصبت هويتها وتاريخها، وباتت تحتل المراتب الأولى في قوائم أسوأ المدن للعيش عالمياً، كل عام!

من تعانق دمشق؟

في كثير من الأوقات تنفجر مستودعات الأسلحة والعتاد الإيراني، إسرائيل تصول وتجول في جوارها الرخو، تقصف هنا وهناك ويعود طياروها سالمين مطمئنين، وقد أنجزوا المهمة التي ستعاد وستتكرر في ذات الأسبوع أو في ذات الشهر أكثر من مرة.

أما البعث الذي غنت له دلال الشمالي يوماً: " من قاسيون أطل يا وطني.. فأرى دمشق تعانق الشهبا" فلست أدري من أين يطل على دمشق؟ وكيف هي حالها وحال البعث اليوم ومن تعانق؟ ومن ينثر فوقها الشهبا.. غير الشهب الإسرائيلية أو البراميلية؟  وكيف هو إعلام الخطاب والصريخ والضجيج والتحدي والخيال المتوهم تحقيق انتصارات عظيمة، وبلوغ نصر تشم رائحته نجوى كرم، ويغني له هاني شاكر: يا ريتني!

خطاب الممانعة في غرف الملح

الخطاب الذي يمانع ويهدد ويتوعد ويترصد ويعلل ويبرر ويسوّف، حتى بات رقماً صعباً في الاحتفاظ بحق الرد، حق الرد ... نعم، كيف سنرد وسوريا باتت بلا معامل ولا مصانع ولا بشر ولا شجر، باتت لا مكان ولا زمان لا دولة ولا مجتمعات ولا شعوب، بل طوائف وعشائر وميليشيات ومخازن للمخدرات ومقابر للنفايات المشعة. 

كيف نرد والهجرة بلغت عنان السماء والجوع بلغ حد الرذيلة والقبح والموبقات؟ كيف نرد والبلد يجاور غرف الملح. 

غرف الملح، الابتكار السوري بماركة الأمن السوري، غرف الملح عبقرية الشر والسادية وحيونة الإنسان، حين يصبح هدفه قتل الإنسان وتهجيره وتشريده لا ترويضه وحسب!

إسرائيل تصفّي حسابها مع إيران وعلى الحكومة والأمن أن يصفيا حسابهما مع الشعب الذي تجرأ برأي ونصيحة ومشورة واقترف حب الوطن مرة موتاً مالحاً، وآخر الموت ذوبان في أحواض الأسيد وطوراً تقطيع أوصال..... وقطع جذور!

حفلات الترفيه والشتائم الجنسية

ولكن دمشق المجاورة لغرف الملح لا تنسى أبداً أن تقيم حفلات الترفيه، وعلى وقع ضربات إسرائيل ليلاً وينشغل المشهد الفني بقصة فنانة من الدرجة العاشرة تحت الصفر وبين كرّ وفرّ بينها وبين نقيب الفنانين، تقدم حفلاتها بعد وعود ثم تعود لسيرتها الحميدة، تقدح وتذم وتكيل الشتائم الجنسية، ثم يعود السجال ليشغل المواقع، ما أعظمه من سجال بين رفيعي القيمة والقدر وكم هما مخلصان رغم خصامهما للمشهد في سوريا، اليوم هما نتاج شرعي وحلال للسقوط الذي يتوالى حيث لا قرار له 

ولكن مهلاً ...أعدت لكم محطاتنا المحترفة والمتمكنة، برامج التنبؤات العظيمة الذي يعكس قلة الحيلة ونشر القبح والرداءة والتستر بما يهواه الشعب.

هو المشهد السوري اليوم، بلغ حداً لا يقارن بأي بشاعة على الإطلاق ...

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات