بسبب تفشي الكوليرا.. الأردن يمنع دخول المواد الغذائية من مناطق سيطرة أسد

بسبب تفشي الكوليرا.. الأردن يمنع دخول المواد الغذائية من مناطق سيطرة أسد

قرر الجانب الأردني منع إدخال المواد الغذائية القادمة من مناطق سيطرة نظام أسد، وذلك على خلفية تفشي وباء (الكوليرا) في سوريا وتخطي عدد الإصابات حاجز الـ 200 إصابة، في خطوة ستنعكس سلباً على السوريين الذين يعانون أزمات اقتصادية خانقة بسبب جرائم وفساد مسؤولي أسد وحكومته المتهمة بالوقوف وراء ظهور الوباء من خلال سقاية المزروعات بالمياه الملوثة.

وقالت وسائل إعلام أردنية إن وزارة الصحة الأردنية ولجنة الأوبئة، وجّهت "بضرورة إتلاف الأطعمة غير المعلبة القادمة من سوريا عن طريق معبر جابر الحدودي"، كخطوة احترازية لمنع وصول الكوليرا من مناطق سيطرة نظام أسد إلى الأردن.

وبحسب الوزارة فإن القرار الأردني سيكون سارياً إلى حين تنظيم قرار يحدّ من دخول المواد الغذائية التي تنقل وباء الكوليرا إلى الأردن قبل فحصها من قبل المكاتب الصحية والمخبرية في المنافذ الحدودية مع سوريا.

وكانت رئيسة المركز الأردني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية رائدة القطب قالت أمس، إن هناك ضرورة ملحة لاستمرار التنسيق بين الجهات الرسمية المعنية مع المركز في الفترة المقبلة لضمان الأمن الصحي المتعلق بمنع وصول انتشار الكوليرا إلى الأردن.

كما شدد المسؤولون الأردنيون خلال اجتماعهم أمس على ضرورة تكثيف الرقابة على المسافرين القادمين من المعابر الحدودية و"خاصة على الأغذية التي تؤكل نيئة مثل الخضروات والفاكهة التي قد تكون بحوزتهم وإتلافها في حال كانت غير معلبة أو غير مصنعة."

بدوره ذكر إعلام أسد عبر صحيفة "الوطن" الموالية، اليوم، إن الأردن منع استيراد الخضار والفواكه السورية وذلك "دون إعلام رسمي للجهات السورية"، ونقلت الصحيفة عن مصدر في معبر نصيب قوله إن "برادات نقل الخضار غادرت الحدود وتحتاج إلى يومين للعودة في حال صح الخبر".

فيما اعتبرت (لجنة تصدير الخضار والفواكه) التابعة لحكومة أسد أن "الخبر صحيح لكن لن يؤثر في الصادرات المتوجهة أساساً لدول الخليج العربي"، بحسب تعبيرها.

تفشي الوباء

وكانت وزارة الصحة في حكومة أسد أعلنت قبل يومين تفشي وباء الكوليرا بمناطق سيطرتها مع تخطي عدد الإصابات حاجز الـ 200 إصابة في تلك المناطق مع تسجيل أكثر من 20 حالة وفاة معظمها في مدينة حلب بسبب التقصير والفساد الطبي من الوزارة ذاتها.

ودفع ذلك ذلك منظمة الصحة العالمية لإرسال مساعدات طبية إلى وزارة الصحة التابعة لحكومة أسد، في محاولة للمساعدة على الحد من تفشي الوباء، ومن المتوقع وصول مساعدات أخرى الأسبوع المقبل.

كما بدأ الوباء بالتفشي في مناطق سيطرة ميليشيا (قسد) بالمنطقة الشرقية لسوريا، إلى جانب تسجيل حالتين بمناطق سيطرة الجيش الوطني بريفي حلب والحسكة، وسط تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة للتحذير من مخاطر تفشي الكوليرا في سوريا، حيث ناشدت المجتمع الدولي لتقديم "تمويل عاجل" لمنع تفشي المرض في البلاد.

أسباب متوقعة لظهور المرض

ويعزو كثيرون تفشي وباء الكوليرا في سوريا لسقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي بسبب غياب المياه الصالحة (الآبار والأنهار) وغيرها من وسائل السقاية، إضافة للفساد الموجود في مسؤولي حكومة أسد من جهة رقابة الزراعة وتقديم الوسائل الآمنة للإنتاج الزراعي.

وتعدّ حكومة أسد المسؤول الأول عن تفشي وباء الكوليرا في سوريا، مع وجود معلومات تؤكد بيع مياه الصرف الصحي “رغم خطورتها” من قبل البلديات التابعة للحكومة للمزارعين مقابل مبالغ مالية بذريعة عدم وجود مياه صالحة للسقاية، رغم محاولات الحكومة تغطية جرائمها بتقارير إعلامية تدّعي إتلاف المحاصيل التي سُقيت من مياه الصرف الصحي بعد انتشار فضيحة تفشي المرض أمام الرأي المحلي والدولي.

في حين يبرر معظم المزارعين أسباب استخدام المياه الملوثة لسقاية المزروعات بسبب شح الأمطار وتراجع منسوب المياه الجوفية والأنهار، الأمر الذي سينعكس سلباً على مواسمهم التي تعد مصدر الرزق الوحيد لهم، في ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة التي وصلت لغلاء فاحش في أسعار المحروقات وتكاليف الزراعة والسماد والتسويق، وكذلك فقدان مياه السقاية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات