صحيفة إسرائيلية تكشف 4 أسباب لتكثيف القصف مؤخراً على مواقع ميليشيا أسد

صحيفة إسرائيلية تكشف 4 أسباب لتكثيف القصف مؤخراً على مواقع ميليشيا أسد

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن 4 أسباب رئيسية لتصعيد تل أبيب الأخير على مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا، ساخرة في الوقت نفسه من وزير خارجية أسد الذي هدد بالردّ "مهما كانت الوسائل".

وأشارت الصحيفة في تحليل لها إلى أن الوتيرة الأخيرة المتزايدة للنشاط الإسرائيلي في سوريا على مواقع الميليشيات الإيرانية يرجع إلى مجموعة من الأسباب، تتعلق بالسياسة الأمريكية وروسيا ووضع ميليشيا أسد وغيرها من المتغيرات العالمية.

سخرية من أسد

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل شنّت مؤخراً غارتين جويتين على مطار حلب في غضون أسبوع واحد، وتعطّلت الحركة الجوية لمدة يومين أو ثلاثة أيام بسبب الضربة الأولى، فيما تسببت الضربة الثانية بخسائر فادحة أوقفت المطار إلى أجل غير مسمى.

ونوّهت إلى أن التصرفات الإسرائيلية تكشف عن جو من التوتر في المنطقة، خاصة في ظل إصرار تل أبيب على منع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا ومن هناك إلى لبنان.

كما سخرت الصحيفة من ردّ نظام أسد على الغارات الإسرائيلية التي اعتبرها "جرائم حرب"، مشيرة إلى أن الشيء الوحيد المضحك هو تصريحات وزير خارجيته فيصل المقداد التي قال فيها إن "إسرائيل تلعب بالنار وتدفع المنطقة إلى الحرب"، محذّراً إياها من أن سوريا تحتفظ بحق الرد "متى شاءت وبأي وسيلة لديها"، وأن "صبر سوريا يجب ألا يتم اختباره"، دون توضيح ما هي وسائل الردّ.

4 أسباب رئيسية للتصعيد الإسرائيلي

وقالت الصحيفة إنه نظراً للتطورات الجيوسياسية الأخيرة، بما في ذلك احتمال توقيع اتفاقية نووية جديدة مع إيران، ليس أمام إسرائيل خيار سوى تصعيد الموقف وزيادة نشاطها في سوريا.

وأضافت أن التصعيد الإسرائيلي جاء في وقت تتعامل فيه المنطقة برمتها مع تداعيات أربع أزمات متزامنة: الأولى هي أزمة نظام أسد ذاته، والثانية أزمة العجز الأمريكي عن لعب دور بنّاء وواضح في منطقة الشرق الأوسط والخليج.

أما عن الأزمة الثالثة، فأشارت الصحيفة إلى أنها مرتبطة بأزمة الطاقة، التي أصبحت مشكلة عالمية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وما تركه من انحسار للدور الروسي ليترك حرية ومساحة أكبر للإيرانيين في سوريا.

ووفق الصحيفة، فإن الأزمة الرابعة مرتبطة بالنظام الإيراني، إذ إنه مشروع توسعي يقوم على انتشار الميليشيات الطائفية في المنطقة، بحيث تظهر إيران كقوة إقليمية مهيمنة ومنافسة لأمريكا، مبيّنة أن تصاعد الضربات في سوريا جاء نتيجة لهذه الأسباب الأربعة.

وأكدت الصحيفة أنه لا خيار أمام إسرائيل بعدما وجدت نفسها محاصرة بشكل متزايد من قبل إيران ووكلائها من الميليشيات في المنطقة سوى التصعيد الذي أصبح خياراً واضحاً، بل ونال قدراً من المباركة الأمريكية، لافتة إلى أنه حتى لو وقّعت إدارة بايدن اتفاقية جديدة مع إيران، فلن يلعب البيت الأبيض دورًا في كبح جماح إسرائيل ومنعها من التصعيد.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى توقيت الضربات الإسرائيلية، خاصة أنها جاءت في أعقاب التقارب التركي الإسرائيلي، والذي تم التعبير عنه مؤخرًا من خلال زيارة فرقاطة عسكرية تركية إلى ميناء حيفا، متسائلة بالقول: "هل صدفة أن يأتي هذا التقارب في هذا الوقت بالذات بالتزامن مع توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في حلب الواقعة على مقربة من تركيا؟ الوقت كفيل بإثبات ذلك".

غارات متتالية على ميليشيا أسد وإيران

وأمس السبت، قُتِل عدد من عناصر ميليشيات أسد وإيران وأصيب آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع لتلك الميليشيات في ريف دمشق، ولاسيما محيط مطار العاصمة التي تحوّل ليلها إلى نهار لشدة القصف والانفجارات التي نجمت عنه.

وكثفت إسرائيل هجماتها مؤخراً ضد مواقع ميليشيات أسد وإيران في سوريا وجددت قبل أيام ضرباتها على مطار حلب بعد الضربة الأولى التي جاءت مساء 31 من آب، كما استهدفت تل أبيب في 26 من ذات الشهر بسلسلة غارات مواقع لميليشيا أسد وإيران تضمّ مستودعات ومراكز بحثية وصواريخ في محافظتي طرطوس وحماة.

واعتاد نظام أسد وإعلامه الرسمي على ترديد عبارات "الاحتفاظ بحق الرد" و"الرد بالزمان والمكان المناسبين" بعد كل غارة إسرائيلية، وذلك في محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الموالين.

وفي الثالث من الشهر الجاري، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن لدى تل أبيب قناة اتصال مباشرة مع بشار الأسد وأنها طمأنته مؤخراً من خلالها أن الغارات الإسرائيلية التي ازدادت وتيرتها لا تستهدف إضعافه أو إضعاف ميليشياته ولكنها مرتبطة بالوجود الإيراني لا أكثر.

وخلال الأعوام الماضية شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع نظام أسد وأهدافاً للميليشيات الإيرانية وأخرى لميليشيا حزب الله اللبناني، دون أي ردّ يُذكَر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات