خلافاً لما تناقلته وسائل إسرائيلية مؤخراً، كشفت مصادر خاصة لأورينت حقيقة انسحاب الميليشيات الإيرانية، مؤكدة أن تلك الميليشيات تعمّدت إجراء تحركات وتنقلات في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الغارات الإسرائيلية على مناطق سيطرة أسد.
وقالت مصادر خاصة لأورينت نت في دمشق وريفها، إن الميليشيات الإيرانية غيّرت في الاسبوعين الماضيين من مواقع تمركزها ونقلت عناصر ومستودعات للذخيرة والسلاح إلى مواقع جديدة، كما قامت بتعزيز نقاط خشية استهدافها.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أخلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مقراً عسكرياً كبيراً في محيط معضمية الشام غربي دمشق يضم عشرات العناصر الأجنبية من إيرانيين ولبنانيين وعراقيين وباكستانيين وغيرهم.
وبحسب مصادر أورينت، تم نقل العناصر إلى أطراف مدينة قطنا بريف دمشق، كما نقلت كافة التجهيزات والمعدات والصواريخ التي كانت داخله إلى المقر الجديد ومقرات أخرى.
عمليات الإخلاء شملت كذلك موقعاً عسكرياً مكشوفاً للميليشيات الإيرانية في محيط مطار المزة العسكري بدمشق، وقد تم نقل معداته العسكرية والذخائر وقطع تبديل طائرات درون في مستودع المقر باتجاه نقاط عسكرية في منطقة الزبداني غربي دمشق، غير أن الميليشيات الإيرانية احتفظت بنقطتين مخفيّتين بمحيط المطار.
كما نقلت ميليشيا الحرس عدداً من العناصر برفقة أسلحة ثقيلة ومتوسطة من محيط مطار دمشق الدولي باتجاه محيط مدينة السيدة زينب وموقعٍ قرب صحنايا جنوب دمشق.
فيما أفادت مصادر محلية، أن ميليشيا حزب الله اللبناني، أخلت مؤخراً أحد مقراتها العسكرية على أطراف مدينة داريا بريف دمشق الغربي، ونقلت معداتها العسكرية وعناصرها باتجاه البادية السورية.
تعزيز مواقع ونقاط
مصادر أورينت أكدت أنه بالتوازي مع تلك التحركات عززت الميليشيات الإيرانية نقاط انتشارها جنوب دمشق ولا سيما في السيدة زينب وبعض تلال صحنايا، حيث تم نقل شحنات كبيرة من الأسلحة تحوي صواريخ وأجهزة مراقبة وغيرها.
وقامت ميليشيا حزب الله بتدعيم نقطتين لها في الجبل الغربي للزبداني، ووضعت متاريس وكتلاً إسمنتية وأكياس تراب ونشرت صواريخ لها في بعض الحفر وقامت بتدعيم العناصر بأسلحة خفيفة ومتوسطة.
وكذلك عززت الميليشيا اللبنانية أحد مواقعها العسكرية، ونقلت إليه أسلحة بمحيط مدينة داريا، رغم إخلائها لمقر آخر في ذات المنطقة.
نقل أسلحة باتجاه لبنان
فيما رصدت مصادر أورينت في ريف دمشق الغربي، عملية واحدة لميليشيا حزب الله اللبناني نقلت خلالها شحنة من الأسلحة برفقة عدد من العناصر من جرود رنكوس بالقلمون الغربي بريف دمشق باتجاه الأراضي اللبنانية عبر الجرود على الحدود السورية اللبنانية، وقد تزامن ذلك مع انتشار لعناصر الميليشيا واستنفار في النقاط القريبة من جهة جرود فليطة والجراجير لحين مرور الشحنة التي استغرقت نحو ساعتين.
وحتى في دير الزور شرقي سوريا حيث تنتشر الميليشيات الإيرانية بكثافة، لم يختلف الواقع على الإطلاق، إذ أكد مراسل أورينت زين العابدين العكيدي، أن المنطقة لم تشهد أي انسحابات، بل على العكس شهدت المنطقة استقدام أرتال لحزب الله اللبناني على دفعتين؛ ضمّت نحو 1500 عنصر معظمهم سوريون للمشاركة بمعسكر يحمل اسم عماد مغنية في دير الزور.
تلك المعلومات تفند بالمجمل ما حاولت وسائل إعلام إسرائيلية ترويجه حول انسحابات للميليشيات الإيرانية من سوريا مؤخراً بعد الضربات الإسرائيلية على مطاري دمشق وحلب.
وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلت عن ضابط كبير في جيش الإسرائيلي قوله للصحفيين إن الجيش حدد أن حزب الله والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في سوريا بدأت في الانسحاب من المنطقة بعد سلسلة من الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
التعليقات (2)