رحيل الممثلة اليونانية إيرين باباس يذكّر بمصطفى العقاد ومنافسة منى واصف في (الرسالة)

رحيل الممثلة اليونانية إيرين باباس يذكّر بمصطفى العقاد ومنافسة منى واصف في (الرسالة)

غيّب الموت أمس الأربعاء الممثلة والمغنّية اليونانية الشهيرة إيرين باباس، التي عرفها الجمهور العربي من خلال مشاركتها في فيلمي المخرج السوري مصطفى العقاد الشهيرين: (الرسالة) و(عمر المختار). 

ورحلت (إيريني ليليكو) وهذا هو اسمها الحقيقي، والمولودة عام 1926 في مدينة كورنثي اليونانية عن 94 عاماً، فيما نعتها وزارة الثقافة اليونانية باعتبارها الفنانة التي اكتسبت شهرة واسعة بعد مشاركتها في أفلام عالمية أبرزها " مدافع نافارون" و"زوربا". و"الرسالة" واصفة إياها بأنها: "جسّدت الجمال اليوناني في الشاشة والمسرح". 

نشأة مسرحية وشهرة سينمائية

تتلمذت ايرين باباس في المعهد الدرامي للمسرح الوطني اليوناني على يد ديميتريس رونديريس، وسرعان ما اجتذبتها السينما التي فضلتها على العمل المسرحي، فانطلقت من خلال مشاركتها في السينما الإيطالية، قبل أن تشارك في أفلام أمريكية في خمسينات القرن العشرين فعملت مع المخرج ماريو مونيكالي، في فيلم بوبولينا الذي أُنتج عام 1959 ثم كانت مشاركتها المهمّة مع الفيلم الكبير(مدافع نافارون) للمخرج جي. لي. تومسون، بمشاركة غريغوري بيك وديفيد نيفين وآنطوني كوين، الذي أُنتج عام  1961  وتدور أحداثه في منتصف الحرب العالمية الثانية، حين وضع الألمان مدفعين ضخمين على مدخل بحر إيجه بجزيرة نافارون، يتحكمان في السفن العابرة ويدمّرانها، وكيف خطّط الإنكليز بمساعدة مجموعة من الكوماندوز لتدمير المدفعين من الداخل.

في (مدافع نافارون) التقت إيرين باباس لأول مرة بأنطوني كوني، الذي عادت لتلتقيه مراراً في العديد من الأفلام التي سكنت ذاكرة عشاق السينما، كفيلم (زوربا اليوناني) المقتبس بالعنوان نفسه عن رواية الأديب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، والذي صُوّر عام 1964 بإخراج اليوناني مايكل كاكويانيس. واعتُبر اليوم من أعظم كلاسيكيات السينما في القرن العشرين. 

(الرسالة) والمنافسة مع منى واصف 

وقد عادت باباس لتلقي أنطوني كوين في فيلمي المخرج السوري مصطفى العقاد (الرسالة) الذي أُنتج عام 1975، و(عمر المختار) الذي أُنتج عام 1981 وفي (الرسالة) أدّت دور “هند بنت عتبة” في النسخة الإنكليزية من الفيلم، وهي الشخصية التاريخية التي برعت في تأديتها في النسخة العربية من الفيلم السيدة منى واصف، حتى وصفها كاتب السيناريو هاري غريغ بأنها: "أفضل هند لدينا". أما في (عمر المختار) فقد قام مصطفى العقاد باستخدام تقنية الدوبلاج، دون أن يخصص ممثلين عرباً للنسخة العربية من الفيلم، فبقيت إيرين باباس بملامحها التراجيدية، أيقونة الفيلم وهي تجسد عذابات المرأة الليبية في ظل وحشية الاحتلال الإيطالي – الفاشي لليبيا. ومما لا شك فيه أن اختيار مصطفى العقاد لباباس، كان تعبيراً عن رؤيته الفنية المتميزة، التي سعت للاستفادة من ثقافة البحر المتوسط، لتجسيد القضايا العربية في أفلام عالمية، كما إن اختيارها لفيلم (عمر المختار) أتى على خلفية شهرتها لدى الجمهور الإيطالي، الذي كان مَعنيّاً برسالة الفيلم التاريخية بشكل ما. 

سفيرة اليونان في السينما العالمية 

كانت باباس واحدة من أشهر الممثلات اليونانيات في الخارج إلى جانب ميلينا ميركوري التي تولت حقيبة وزارة الثقافة في ثمانينات القرن العشرين، وشاركت في نحو سبعين فيلماً خلال مسيرتها المهنية التي امتدت لأكثر من ستة عقود، ختمتها بفيلم  (صورة تتكلم) الذي أُنتج عام 2003 إلى جانب كاثرين دونوف وجون مالكوفيتش.

ظلت إيرين باباس سفيرة للثقافة اليونانية المعاصرة، والحضور اليوناني في السينما العالمية خلال القرن العشرين كله. قدراتها التعبيرية، وملامحها التراجيدية، وجمالها الهادئ، إلى جانب مواهبها المتعددة في التمثيل والغناء، كل هذا حجز لها أدوار بطولة إلى جانب عدد من أشهر الممثلين مثل ريتشارد بيرتون وكيرك دوغلاس وجيمس كاغني وجون فويت. كما نالت عدداً من الجوائز، أهمها جائزة أفضل ممثلة في 1961 في مهرجان برلين السينمائي عن دورها في فيلم (أنتيجون)، وجائزة المجلس الوطني للمراجعة عن فيلم (النساء الطرواديات) 1971 وجائزة السهم الذهبي من مهرجان هامبتنز السينمائي الدولي عام 1993، فيما كانت جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية الإيطالي عام 2009 عن مجمل مسيرتها الفنية، تتويجاً أخيرا لها في ذاكرة الفن السابع. 

التعليقات (4)

    Asyrian

    ·منذ سنة 7 أشهر
    لروحها السلام

    علوي علماني

    ·منذ سنة 7 أشهر
    فيلم الرسالة حاول يسوق صورة متسامحة عن الاسلام بس ما حكى عن التكفييريين وعن ابن تيمية وعن الجرأئم اللي مترتكب بحق المختلفين مذهبيا. يعني الفيلم كله افيو مسداقية تاريخية

    بسام فياض

    ·منذ سنة 7 أشهر
    عن أي تكفيريين كان بدك مصطفى العقاد يحكي يا طائفي يا حاقد يا علوي علماني يا بو هادي؟؟؟؟؟ إذا كانت داعش بكل اجرامها وهي صناعة استخباراتية قتلت حوالي ستة آلاف شخص وذلك حسب الأرقام الموثقة بينما نظامك الأسدي الغير تكفيري قتل مئات آلاف من السوريين وشرد الملايين واخفى في أقبية استخباراته اكثر من ٢٠٠ ألف إنسان!!!!!! أما ابن تيمية يلي إنت وكل سواقط طائفتك بتتطاولو وتحكو عنه ...... فهو واجه الخونة من طائفتك يلي اعانوا الصليبيين والمغول والتتار ضد أبناء المنطقة ووقف بكل شجاعة وحارب وانتصر ضد المغول ..... ولولا أمثال ابن تيمية لكانت المنطقة من وقتها بخبر كان ...... يا علوي يا علماني!!!!!!!

    ياسر منصور

    ·منذ سنة 6 أشهر
    تحية لبسام فياض , ولعنة الله على الفرس المجوس ومن ولاهم من الرافضة والنصيريين .
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات