بعد اتهامه بإفساد العلاقات.. داوود أوغلو يروي تفاصيل جديدة عن لقائه الأخير مع بشار الأسد

بعد اتهامه بإفساد العلاقات.. داوود أوغلو يروي تفاصيل جديدة عن لقائه الأخير مع بشار الأسد

بعد اتهامات سابقة له بالتسبب بتدهور العلاقات بين تركيا وسوريا إبان اندلاع الثورة السورية عام 2011، روى رئيس حزب المستقبل حالياً، وزير الخارجية التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمعه بعدد من قادة النظام من بينهم بشار أسد في دمشق.

وقال داوود أوغلو في لقاء صحفي إن العلاقات بين أنقرة ودمشق كانت جيدة قبل اندلاع الثورة السورية حتى إن أنقرة ساندت سوريا في حرب لبنان عام 2006، وتطورت العلاقات بين البلدين لأعلى مستوى مع إنشاء سدّ السلام على نهر العاصي، إذ كان بناء هذا السد بمثابة سلام دائم بين تركيا وسوريا بالتزامن مع بدء حوار من أجل حل القضايا الخلافية حول هاتاي.

وأشار داوود أوغلو إلى أن النظام في ذلك الوقت لم يكن في حالة حرب مع شعبه، إلا أنه مع بدء الربيع العربي حذّرت تركيا بطريقة ودية بشار أسد من استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين وقتلهم.

3 مطالب

ولفت داوود أوغلو إلى أنه زار دمشق محمّلاً بثلاثة مطالب عقب اندلاع الاحتجاجات في البلاد كان أولها: التأكيد على حق الأكراد في الحصول على الجنسية لمنع التدخلات الخارجية في سوريا.

أما المطلب الثاني فهو أن يتمتع الشعب السوري بحرية أوسع وأن يتم إطلاق الحريات والقيام بمجموعة من الإصلاحات. في حين تمثّل المطلب الثالث بمنع الجيش من استخدام السلاح وأن يتم استخدام الرصاص المطاطي أثناء المظاهرات بدلاً من الرصاص الحيّ لتقليل الخسائر في الأرواح وبالتالي منع تصاعد الأوضاع.

وبيّن داوود أوغلو أن تركيا كانت في ذلك الوقت على استعداد لتقديم كل أنواع الدعم الفني في هذا الصدد، مشيراً إلى أن الوحدات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية كانت على اتصال مكثف بحكومة أسد.

جهود مكثّفة لمنع الحرب

ونوّه داوود أوغلو إلى أن الحكومة التركية في ذلك الوقت بذلت جهوداً مكثفة لمنع انزلاق الأوضاع لما وصفه بـ"الحرب الأهلية"، حيث تم إجراء محادثات بين القادة الأتراك على مختلف المستويات مع نظرائهم في دمشق لمنع نظام الأسد من قصف المدنيين إلا أن ميليشياته قصفت دون هوادة محافظات حمص وحماة ودير الزور واللاذقية.

وتابع: "ذهبنا مرة أخرى (إلى دمشق) بسبب قصف مساجد في حماة وحمص في شهر رمضان وهذا أثار السخط في تركيا. وكان لدينا ثلاث ساعات بمفردنا مع الإدارة السورية وثلاث ساعات بين الوفود. جميعها مسجّلة".

وواصل: "تحدثنا عن زيارة السفير التركي في سوريا إلى حماة ومراقبته للأوضاع فيها، وانسحاب الجيش من حماة، وتعديل المادة الثامنة من الدستور، والقيام بإصلاحات، حيث لم يكن هناك تعارض في الآراء".

وأردف: "لكن التقرير الذي قدمه سفيرنا بعد ذهابه إلى حماة كان كارثة، إذ خُلقت في حماة أجواء من شأنها أن تؤدي مباشرة إلى مجازر بحق المدنيين، وكانت هناك بيئة نزاع مسلح ذات احتمالية عالية جداً للانتشار".

ولفت داوود أوغلو إلى بشار أسد لم يلتزم بأي تعهدات قطعها على نفسه أمام المجتمع الدولي للقيام بإصلاحات دستورية، مشيراً إلى أن قواته ضربت اللاذقية من البحر في حين دخلت الدبابات دير الزور.

وانتقد الوزير السابق الأصوات التي تحملّه حالياً المسؤولية عن أزمة اللاجئين السوريين، موضحاً أن تركيا بقيت في موضع لا يسمح لها بمواصلة الدبلوماسية مع نظام يقتل شعبه.

لا فائدة من التطبيع مع الأسد

وانتقد داوود أوغلو مساعي تركيا الرسمية للتقارب مع الأسد، موضحاً أنه لا فائدة من التحدث مع أسد في ظل الدعم الذي تقدمه روسيا وإيران إليه.

وأضاف أن حكومة أسد لا تسيطر على بوابة واحدة على الحدود التركية، في حين أنه تبلغ مساحة المناطق التي يسيطر عليها فعلياً حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة وكثافتها السكانية أقل، داعياً أردوغان أن يرد على مطالب بوتين بالتقارب مع الأسد بسؤاله إياه إذا ما كان الأخير قَبِل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 الذي وقعت عليه موسكو (قرار أممي يؤسس لحكومة انتقالية، تشمل المنشقين، وأن تشارك كل المجموعات العرقية والطائفية من الشعب السوري في تلك عملية انتقالية).

وأضاف متسائلاً: "هل يعود اللاجئ السوري الذي فقد والده بالبراميل المتفجرة في حلب وعمّه بسبب الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية وقريباً آخر في قصف من البحر إلى سوريا سواء كان في تركيا أو الأردن أو أي مكان آخر؟".

إفساد العلاقات مع الأسد

والشهر الماضي، اتّهم وزير الخارجية التركي السابق يشار ياكيش، أحمد داوود أوغلو، بالتسبب بتدهور العلاقات مع سوريا إبان اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وجاء كلام ياكيش الذي كان من بين الأسماء التي أسّست حزب العدالة والتنمية وشغل منصب وزير الخارجية في 2002، في لقاء مع وسائل إعلام تركية، في إطار ردود الأفعال التي توالت خلال الفترة الماضية على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو حول التوصل إلى تسوية بين حكومة أسد والمعارضة.

وقال ياكيش إن أحمد داود أوغلو تسبّب في تدهور العلاقات مع سوريا، كاشفاً عن فحوى حوار جرى بين الأخير وبشار الأسد استمر لمدة 5-6 ساعات، عقب اندلاع الثورة السورية.

وأضاف أن داود أوغلو اقترح على بشار الأسد "ضمّ الإخوان المسلمين إلى الحكومة"، إلا أن الأسد أنهى المحادثات بقوله: "إذا كان هذا هو رأيك، فقد انتهى الأمر".

وفي سؤال حول تدهور العلاقات بين نظام أسد وأنقرة ومن ثم عودة الحديث عنها مجدداً، أشار ياكيش إلى أنه رحّب بعودة العلاقات بعد انقطاعها لفترة طويلة، إلا أنه أكد أن أحمد داود أوغلو كان عاملاً مهمّاً في اضطرابها.

وبيّن أن كلاً من داوود أوغلو وأردوغان اتّبعا سياسة خاطئة فيما يتعلق بسوريا، أوصلت العلاقات إلى نقطة الانهيار، على حد تعبيره.

ويُزعم وفق الموقع الذي نقل تصريحات الوزير، أن داوود أوغلو قال لبشار افعلوا هذه الأشياء، وفي الحكومة التي ستشكّلونها أدخلوا هذه الأسماء إليها من جماعة من الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن بشار الذي سمع هذه النصيحة، أنهى الاجتماع بالقول -إذا كان هذا هو رأيك، فقد انتهى- أي إن نقطة الانهيار في العلاقات حدثت في هذه المرحلة.

التعليقات (1)

    مكانه محكمة لاهاي

    ·منذ سنة شهرين
    بشار الأسد مجرم حرب لايمكن ان يحكم سوريا اعطى الاوامر لقتل اكثر من نص مليون سوري بكل انواع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والعنقودية والصواريخ البالستية والبراميل المتفجرة واعقتل اكثر من نص مليون بين رجل وامراة واذاقهم ابشع انواع التعذيب والاغتصاب وهجر اكثر من 8 مليون سوري الى اصقاع الارض واكثر من 4 مليون سوري يعيشون في المخيمات على المساعدات الاممية ... كل من يصافح هذا المجرم عديم الاخلاق والضمير وسوف يحشر معه يوم القيامة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات