في مقابلة خاصة لأورينت.. مرشح سوري للبرلمان السويدي: أسسنا حزباً جديداً للمهاجرين ونقلق من القوانين العنصرية

عرّى المرشح السويدي من أصل سوري، الدكتور عبد الجليل جمالو، الطريقة العنصرية التي تتعامل بها الحكومة السويدية مع المهاجرين والمسلمين بالسويد في إطار الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي، منتقداً في الوقت نفسه مؤسسة "السوسيال" وسحبها لأطفال المسلمين وتأثير ذلك على حياة العائلات المسلمة.

وقال جمالو الذي رشح نفسه عن حزب نيانس في السويد، إن هناك تغيّراً كبيراً في سياسة السويد الحالية، إذ بدأت العنصرية بالظهور بشكل أكبر خلال السنوات الماضية ضد اللاجئين والمسلمين، مشبّهاً تصريحات بعض قادة الأحزاب السياسية في السويد بالنازية.

وأضاف في مقابلة خاصة أجراها معه علاء فرحات موفد أوينت إلى السويد أنه حتى الحزب الاشتراكي الديمقراطي بدأ يفكر بالتحالف مع أحزاب اليمين لأغراض سياسية، في حين أصبح العنصر غير السويدي شماعة لتعليق فشل سياسات الحكومة عليه.

وأشار جمالو إلى أن الأرضية السياسية الحالية فرضت تشكيل حزب جديد يهتم بشؤون وقضايا الأجانب ويحارب العنصرية ومحاولة استهداف الأقليات، مبيّناً أن حزب نيانس جاء لهذا الغرض.

كما أشار إلى وجود وسائل إعلام سويدية وأخرى ناطقة بالعربية تستهدف السويديين من أصول مهاجرة بدعم وتغطية من الحكومة، لافتاً إلى ضرورة التفريق بين الاندماج والانحلال في التعاطي مع الأقليات المهاجرة والمسلمة في السويد.

وحول صعود اليمين المتطرف في السويد قال جمالو إن الأحزاب السويدية هي التي فتحت المجال لقدوم الأجانب وإدخالهم إلى سوق العمل وبالرغم من أنهم الآن يدفعون الضرائب ويخدمون المجتمع، إلا أن تلك الأحزاب باتت تستهدفهم وتعلّق كل فشلها ومشاكل السويد عليهم، داعياً الحكومة إلى وجود حلول صحيحة لحل مشاكل الاندماج.

وأشار إلى أن الحكومة السويدية تحارب أهداف حزبه وتصفه بالإسلامي المتطرف، مؤكداً على أهمية محاربة الإسلاموفوبيا ومناهضة الأجانب في خطاب الحكومة.

كما لفت إلى وجود تمييز بين السويديين الأصليين والآخرين من أصل مهاجر، قائلاً إنه يجب على الحكومة أن تعرّف المسلمين في السويد بالدستور وأن يأخذوا حريتهم وشرعية وجودهم خاصة في ظل حملة التحريض الحالية عليهم، بينما لا يواجه اليهود ذلك.

 قانون الشرف والسوسيال

وحول قانون الشرف والسوسيال، قال جمالو إن القانون السويدي مطاط ويتحمل أي تعريف خاصة بما يتعلق بقانون الشرف إذ إنه يستهدف حياة المسلمين الشخصية ويتدخل بشؤونهم العائلية، بينما لا يتم التدخل بشؤون السويديين الأصليين.

وانتقد جمالو سحب الأطفال المسلمين من عائلاتهم، حيث يتم ذلك بتقرير من أحد موظفي الدولة أو الأشخاص دون أي محاسبة أو مراجعة لذلك الشخص فيما تتم جميع الإجراءات دون علم عائلة الطفل، مشدداً على ضرورة وجود محاسبة ومراقبة لتلك العملية. وأوضح أن هناك مستثمرين يعملون في مجال سحب الأطفال من عائلاتهم.

وحذّر جمالو من أن السياسات الحكومية الحالية دفعت العديد من المسلمين لمغادرة السويد، إذ إنه بعد 4 سنوات قد يمنع الحجاب ويمنع ختان الذكور ويتم سحب الأطفال من عائلاتهم على نطاق أوسع.

أورينت تغطي انتخابات السويد

والأحد الماضي توجه السويديون إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد وسط سيناريو غير مسبوق قد يشهد قيام حكومة مدعومة من اليمين المتطرف، بناء على استطلاعات الرأي والنتائج الأولية للانتخابات.

وأظهرت نتائج جزئية شملت حوالى 95 % من مراكز الاقتراع أن الكتلة التي يقودها زعيم حزب المعتدلين المحافظ أولف كريسترسون ستفوز بغالبية مطلقة تراوح بين 175 و176 مقعدا في مقابل 173 إلى 174 مقعداً لكتلة اليسار بزعامة رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها الاشتراكية-الديموقراطية ماغدالينا اندرسون.

وفي حال تأكدت هذه النتائج سيغادر اليسار السلطة بعدما أمضى ثماني سنوات في الحكم.

فيما تتجه الأنظار نحو هيئة الانتخابات التي أعلنت أن النتيجة النهائية للاقتراع لن تصدر قبل الأربعاء بسبب التقارب الكبير في النتائج.

وغطت قناة أورينت عبر موفدها علاء فرحات الانتخابات السويدية، التي شارك فيها لأول مرة مرشحين وسط ظروف استثنائية، حيث تقدم 4 سوريين بأوراق ترشحهم عن أحزاب اليمين والوسط وهم: سمر دور، وإياد شهاب، وملهم الشويخ، وعبد الجليل جمالو.