تركيا تُرحّل 300 سوري من مخيم عثمانية إلى شمال سوريا

كشف لاجئ سوري موجود حالياً بمخيم عثمانية الواقع في ولاية هاتاي التركية عن ترحيل السلطات هناك عدداً كبيراً من السوريين الموجودين بالمخيم دفعة واحدة إلى الشمال السوري.
وقال أحمد زكور في حديث مصوّر مع راديو أورينت، إن السلطات التركية رحّلت منذ نحو أسبوعين قرابة 300 شخص من مخيم عثمانية إلى سوريا، موضحاً أن الأشخاص المرحّلين كانوا موجودين بالمخيم منذ 3 أشهر تقريباً.
وعن تفاصيل عملية الترحيل؛ أشار زكور إلى أنه قبل عملية الترحيل تم إخبارهم بصدور قرار يتعلق بمنح السوريين الموجودين بالمخيم وثائق وأن المتزوجين في تركيا سيكونون أول من سيحصل على هذه الوثائق، ثم المتزوجين الذين يعملون في تركيا وعائلاتهم في الشمال السوري، ومن ثم الشباب.
وتابع: "في نفس اليوم الذي صدر فيه القرار حضرت موظفة برفقة عناصر من الشرطة التركية مساء، وأخذوا ينادون على أسماء عدد من الأشخاص لكي يصعدوا إلى الباصات، حيث تم نقلهم إلى مخيم كلس، وفي اليوم التالي اتصلنا بهم لنتفاجأ بأنه تم ترحيلهم إلى الشمال السوري". 

الخوف من الترحيل

ولفت إلى أنه يوجد حالياً في مخيم عثمانية 400 شخص والجميع يعيشون حالة نفسية صعبة خوفاً من الترحيل إلى سوريا، مؤكدا أن الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة صعب جداً ولذلك فإن السوريين يعملون في تركيا لإعالة أسرهم في سوريا.
وأوضح أن عدداً قليلاً جداً من اللاجئين يستطيعون مغادرة المخيم، وذلك عن طريق استصدار جواز سفر والحصول على فيزة لدولة ما، حيث تمنحهم السلطات 15 يوماً لمغادرة تركيا، منوهاً إلى أن توكيل محامٍ للخروج من المخيم لا يفيد بشيء، كما إن هناك حالات نصب يتعرض لها الشبان بالمخيم.
وعن الحالات الصعبة التي شاهدها في المخيم، أشار زكور إلى أن شخصاً من جبل الزاوية تم احتجازه في مخيم عثمانية، بينما تم احتجاز عائلته في مخيم مرعش، وهو يطالب بنقله لمرعش أو إحضار عائلته للعثمانية ولكن دون جدوى، كما يوجد شخص محتجز في المخيم يعاني من مرض القلب.

ترحيل سوريين

وأواخر تموز الماضي، كشفت رئاسة الهجرة التركية عن إجمالي عدد السوريين تحت بند الحماية المؤقتة والأجانب المقيمين في الولايات، مشيرةً إلى أنه تم ترحيل قرابة 100 ألف مهاجر غير شرعي في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 2022.
وقالت الهجرة التركية في بيان، إنه تم نقل 66,524 مهاجراً غير شرعي إلى مراكز الترحيل في الولايات الأخرى بالتنسيق مع مديرية إدارة الهجرة لترحيلهم، بعد أن تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنهم.
وفي أيار الماضي، كشف الرئيس التركي عن مشروع جديد يضمن عودة مليون لاجئ سوري من المقيمين في تركيا إلى الداخل السوري، مشدداً على أن تركيا تعمل على دعم استراتيجية السيطرة على الهجرة عبر الحدود بمشاريع العودة الطوعية.
واعتبر أردوغان أن منازل الطوب التي يتم إنشاؤها في سوريا على وجه الخصوص تعدّ واحدة من هذه الخطوات، وذلك بدعم من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.
وبيّن أن "المشروع سيتم تنفيذه مع المجالس المحلية في 13 منطقة مختلفة، ولا سيما في إعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين"، مؤكداً أنه مشروع واسع للغاية.
وتصاعد خلال الفترة الماضية الخطاب المعادي لوجود اللاجئين السوريين في تركيا بفعل تحريض أحزاب المعارضة التركية ضدهم، التي تستخدم ورقة اللاجئين للضغط على الحكومة قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل، وهو ما رفع من نسبة الجرائم المرتكبة ضد السوريين.