بعد افتضاح أمرهم.. وزير لبناني يبرر انتحال مواطني بلده صفة لاجئين سوريين

برّر وزير الخارجية اللبناني قيام بعض مواطني بلده بتزوير هويات لاجئين سوريين للهروب إلى أوروبا بأنهم أصبحوا بحاجة وفقر، بعد أن قام السوريون بشغل جميع المهن والأعمال في لبنان بسعر رخيص، لذا اضطر الكثير من الأهالي إلى انتحال صفة لاجئ.    

وخلال لقاء مصور أجرته معه صحيفة النهار اللبنانية قال وزير الخارجية اللبناني "عبدالله بوحبيب" إن سفيرة إحدى الدول الأوروبية (لم يسمها) أخبرته شخصياً باكتشاف حالات تزوير وادعاء صفة لاجئ سوري بين من يتقدمون لطلبات لجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد عبورهم البحر.  

وتابع "بوحبيب" كلامه أن الوضع الاقتصادي للبلاد جعل غالبية اللبنانيين في حاجة ماسة للمساعدات لذا اضطروا إلى القيام بمثل هذه الأعمال غير الشرعية مؤكداً في الوقت نفسه أن "الحاجة أم الاختراع" وأن انتحالهم شخصية سوري يسهّل حصولهم على اللجوء.

تصريحات الوزير اللبناني التي برر فيها ما يقوم به أبناء بلده من تزوير وانتحال، تأتي في وقت يشتد فيه الضغط على اللاجئين السوريين من أجل إعادتهم إلى من هجرهم وقتل أطفالهم، كاشفاً أيضاً عن ورقة من 10 إلى 15 بنداً تحضرها حكومة بلاده لإرسالها إلى مفوّضية اللاجئين بهدف وضع خطة وإعادة اللاجئين.

ولفت "بوحبيب" إلى أن قضية إعادة اللاجئين لا تزال على طاولة اجتماعات المسؤولين اللبنانيين، وأن الكثير من الدول الأوروبية لا تزال متمسّكة بموقفها الرافض لعودة اللاجئين السوريين، مضيفاً أنه سيطلب من الأمم المتحدة تطبيق البنود وفي حال امتنعوا سيتّخذ إجراءات في حقهم تقيد من عملهم.

اتهامات للوزير اللبناني بالتبعية لأسد

وطالب الوزير اللبناني المنظمات الدولية بالكشف عما يقدم للاجئين السوريين ومشاركة تلك المعلومات مع حكومة بلاده، مشيراً إلى أن المفوضية السامية بلبنان أبدت استعدادها للتعاون، في حين اتهم مراقبون وسياسيون لبنانيون الوزارة بالتبعية لميليشيا أسد وأنها تقدم تفاصيل ومعلومات عن اللاجئين ما يعرضهم للخطر.

زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من جهته كان قد اتهم في وقت سابق "بو حبيب" بأنه أصبح بوقاً للأسد وكأنه وزير خارجيته وليس وزير خارجية لبنان، مضيفاً في تغريدة له أنه "كان الأجدى في هذه الحالة لو عيّن وزيراً أصيلاً للخارجية في سوريا".

وكان "بوحبيب" المحسوب على التيار العوني والمقرب من ميليشيا حزب الله اعتبر في بيان سابق له أن معظم اللاجئين السوريين نازحون اقتصاديون يستفيدون من المساعدات الدولية المباشرة دون المرور بالسلطات الرسمية اللبنانية، مضيفاً أن ما يحصلون عليه من مداخيل بالعملة الصعبة يرفدون بها الداخل السوري.

وأشار الوزير اللبناني إلى أن اللاجئين السوريين سواء في الأردن أو تركيا أو حتى لبنان يقومون بتحويل الأموال بالعملات الأجنبية إلى أقاربهم في الداخل السوري، الأمر الذي يحقق مردوداً مادياً كبيراً لحكومة أسد التي تحاول جاهدة إبقاءهم في الخارج لكيلا ينقطع هذا الدعم.

ويعيش في لبنان حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري تقريباً، 900 ألف منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.