شذرات في الفرح

د. أحمد برقاوي
طلّ الفرح خجولاً من وراء السواد
تسلل إلى روحه مبتسماً
حاملاً معه بارقة أملٍ مدمى
ولاءات تصرخ في الساحات
في وجه الطغاة.
***
طلّ الفرح من وراء الأفق
متخفّياً بلون أسنية الشمس الغاربة
وفي الصباح راح يفتش عن أطفاله وألعابهم
فلم يرَ سوى خوذة وحذاء وبندقية
وصورة جلاد على الجدران.
***
طل الفرح من عيون حبيبته
وطار يقطع المسافات إليه
فتّش عنه في كل الشوارع والخمارات
فلم يجد له أثراً سوى بقايا وصية
كتبها على الجدران.
***
بنى الفرح لروحه أكواخاً في غابة الآتي
ومحطات انتظار
وأسند وجهه بيدٍ أشقاها التعب
مرت سنون ولم يفقد الأمل
بقدوم باخوس وعشتار.
***
كتب الفرح وصاياه للخلق
وأودعها آلهة الحرية
الحرية التي لا تخون ذاتها أبداً.
***
سألَ الفرحُ الحزن
من أنتَ
أجاب الحزن ساخراً:
أنا أنت
أنا طقوس عزاء روحك بموتك.
***
توحّد الفرح والحزن
وراحا يعزفان موسيقى الوجود
الوجود الذي يبتسم باكياً
ويبكي مبتسماً.
1 تعليق
Mohammed Said
Beautiful poetry Dr. Ahmed. Thanks
اضافة تعليق
يرجى الالتزام باخلاق واداب الحوار