أشاد أحد المزارعين الأتراك بالعمال السوريين وميزاتهم في القدرة على تحمل العمل، مقارناً إياهم بالعمال الأتراك الذين قال عنهم إنهم غير جادّين في العمل، شاكياً في الوقت نفسه من قلّة اليد العاملة خلال الفترة الماضية.
وتحدث المزارع التركي مصطفى دميراي عن معاناته بالعثور على عمال في مجال الزراعة لقطف ثمار الخضار والفواكه بالرغم من "الأجر الجيد" الذي يدفعه للعمال، وفق ما نقل موقع "حق سوز" الإخباري.
وأشار دميراي الذي يعمل مزارع في منطقة دليجا في ولاية كركالي ولديه أراضٍ زراعية واسعة في المنطقة، إلى أنه من الجيد أن هناك لاجئين في تركيا إذ إنه بفضلهم يتمكن من مواصلة الإنتاج.
وأعرب دميراي عن شعوره بالرضا عن وجود اللاجئين في تركيا فلولاهم لما كان استمر بعمله يوماً واحد، قائلاً: “شعبنا لا يحب العمل وجميعهم يريد وظيفة مكتبية بينما اللاجئين ليسوا كذلك”.
وحول تصاعد الكراهية ضد اللاجئين في الفترة الأخيرة بفعل تحريض بعض قوى المعارضة لفت دميراي إلى أن أولئك لا يفهمون حقيقة الأوضاع كما هي عليه ولا يعرف لماذا على اللاجئين أن يرحلوا، إذ إن المنتجات ستصبح أكثر تكلفة ما سينعكس على الشعب والطبقات المحتاجة بفعل غلاء الأجور جراء نقص العمالة.
وتساءل قائلاً: "من سيملأ مكانهم؟ إنهم يعملون في الزراعة والصناعة.. شعبنا لا يحب ذلك".
ولفت إلى أن أولئك الذين يريدون خلق تصوّر من خلال اللاجئين وتحقيق مكاسب سياسية هم أولئك الذين يعارضون الإنتاج التركي.
وتابع أن وجود اللاجئين الآن هو ضمان استمرارية الإنتاج في مجالات مثل الزراعة، فضلاً عن الصناعات الثقيلة!.
وخلال الأيام الماضية أظهرت مقاطع فيديو خلوّ العديد من المصانع والورش خاصة الخياطة، وهي شبه خالية من العمال السوريين بعد الموجة الثانية من هجرة السوريين ونتيجة العنصرية والضغط الذي يتعرضون له في تركيا.
وذكرت تقارير إعلامية تركية أن مصانع للحقائب توقفت في ولاية كوجالي شمال غرب البلاد بسبب هجرة السوريين وقلة اليد العاملة التركية، ما فاقم في تعذّر الإنتاج خاصة أن العمال الأتراك لا يفضّلون القيام بهذا النوع من الأعمال لأنها شاقة ومتعبة.
العمالة السورية في تركيا
وعاد ملف العمال السوريين في تركيا إلى الواجهة، بعدما هدد قادة في حزب الشعب الجمهوري المعارض بطرد اللاجئين السوريين حال وصولهم إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2023.
ويواجه العمال السوريون في تركيا ظروف عمل شاقة يتعرضون خلالها لإصابات مختلفة، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، ويعمل معظمهم في الإنشاءات وورشات البناء ومختلف المصانع والمعامل، بالإضافة إلى الأعمال الزراعية، في حين أن معظمهم يتقاضى أجوراً تترواح ما بين 25-50 بالمئة عن نظرائهم الأتراك دون وجود أي ضمانات لحقوقهم.
وبحسب تقرير صادر عن "هيئة الصحة والسلامة المهنية" التركية (ISIG)، شهر حزيران الفائت، قضى 16 لاجئاً سورياً في تركيا بسبب حوادث العمل، مشكّلين بذلك العدد الأكبر من بين حالات الوفاة في حوادث العمل مقارنة ببقية العمال اللاجئين من جنسيات أخرى.
التعليقات (0)