فاجعة حلب.. ارتفاع حصيلة ضحايا حي الفردوس والبحث عن مفقودين مستمر

فاجعة حلب.. ارتفاع حصيلة ضحايا حي الفردوس والبحث عن مفقودين مستمر

ما زالت مدينة حلب تلملم جراحها وتبحث عن مفقودين من أبنائها تحت ركام البناء المُنهار في أحد أحيائها الشعبية ليلة أمس، ضمن “فاجعة” متكررة تعيشها تلك المدينة التي تعرضت لقصف جنوني من قبل ميليشيات أسد والاحتلال الروسي قبل سنوات.

وذكرت وسائل إعلام موالية منها “إذاعة شام إف إم”، أن حصيلة ضحايا المبنى المنهار في حي الفردوس بالجهة الشرقية لمدينة حلب، ارتفعت إلى 11 شخصاً بينهم 7 نساء و3 أطفال ورجل ستّيني، وسط عمليات مستمرة للبحث عن ناجين.

وأضافت الصفحات أن فرق الدفاع المدني تعمل منذ ليلة أمس على رفع الأنقاض للتأكد من عدم وجود ضحايا آخرين، إلى جانب إخلاء عدد من المباني المجاورة خوفاً من أي انهيارات أخرى في الحي الشعبي المكتظّ بالسكان.

وكان حي الفردوس وسط مدينة حلب، شهد مساء أمس انهيار مبنى سكني مؤلف من خمسة طوابق بشكل مفاجئ على رؤوس عدد من العائلات التي تقطنه، حيث شكلت الحادثة فاجعة كبرى لأهالي حلب وجميع السوريين، ولقيت تعاطفاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعزا إعلام أسد عبر إعلامه سبب الفاجعة إلى أن البناء "مخالف" بسبب فساد بعض المتعهدين والمتنفّذين في المنطقة الخاضعة لسيطرته، رغم أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها في الأحياء التي تعرضت لقصف جوي "وحشي" من طيران الاحتلال الروسي وميليشيا أسد قبل عام 2017.

وتكررت مأساة انهيار الأبنية السكنية فوق رؤوس ساكنيها وخاصة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، حيث تعد تلك الأحياء غير صالحة للسكن بسبب التصدعات التي طالتها نتيجة القصف الجوي الروسي بشتى أنواع الأسلحة، وخاصة الصواريخ المحرمة دولياً وآلاف الأطنان من الأسلحة ذات القدرة التدميرية الكبيرة، ما جعل أحياء المدينة المُستهدفة تتوزّع بين مُدمّرٍ بشكلٍ كليّ أو جزئيّ أو آيلٍ للسقوط بأيّ لحظة.

أبرز تلك الكوارث كان بانهيار مبنى مؤلف من أربعة طوابق في حيّ صلاح الدين غرب حلب، في عام 2019، وأسفر عن مقتل 11 مدنياً حينها، وقبلها بأيام انهار مبنى سكني في حيّ الصالحين شرق حلب، نتج عنه مقتل 5 مدنيين من عائلة واحدة، وكذلك انهارت عدة أبنية سكنية في أحياء كرم الجبل والفردوس وحيّ السكري، توفّي فيها أكثر من 10 مدنيين وعشرات الجرحى.

وكان عضو نقابة المهندسين في حلب سابقاً، المهندس (سليم الحاجي) اعتبر في وقت سابق أن أهم أسباب انهيار الأبنية في حلب يعود لما أسماها "وحشية نظام الأسد باستهداف المدينة"، وقال حينها لأورينت نت: "كان لوحشية نظام الأسد وحلفائه الدور الأساسي بتدمير مدينة حلب فيما مضى، وبانهيار أبنية أحيائها المُتصدّعة في الآونة الأخيرة".

وأضاف الحاجي: "عبر الحملة الوحشية التي شنّها طيران النظام والطيران الروسي مع ميليشياتهم ضد أحياء حلب التي كانت خاضعة لفصائل الثوار، تم تدمير أكثر من 100 ألف منزل تدميراً كاملاً، ولكن حسب الاحصائيات الأخيرة فإن أكثر من 80% من أبنية حلب متصدّعة وآيلة للسقوط، وتتراوح نسب ضررها بين الشديدة والمتوسطة، ما يزيد احتمالية وقوع انهيارات متجددة شهرياً".

كما إن نظام أسد ومنذ سيطرته على كامل أحياء مدينة حلب أواخر عام 2016، لم يعمل على إزالة الأبنية المتضررة كلياً أو جزئياً رغم مطالبة الأهالي وبعض المهندسين بذلك، إضافة لعدم مساهمة مجلس المحافظة بعملية الإزالة أو إعادة تأهيل تلك المباني.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات