الرضيعة يقين أيقونة الكارثة الإنسانية في الركبان المحاصر.. صرخات وحملة عاجلة لإنقاذها

الرضيعة يقين أيقونة الكارثة الإنسانية في الركبان المحاصر.. صرخات وحملة عاجلة لإنقاذها

أطلق ناشطون سوريون حملة إنسانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بإنقاذ أهالي مخيم الركبان، الواقع في منطقة الحدود السورية والأردنية والعراقية، وناشد منظمو الحملة مختلف المنظمات الدولية والمؤسسات ذات الصلة لاسيما الحكومة الأردنية التدخل العاجل لإنقاذ الطفلة يقين وبقية مرضى المخيم وعلاجهم في الأردن، وحل المأساة الإنسانية الحاصلة هناك من كل النواحي.

واتخذ الناشطون وسم "أنقذوا الطفلة يقين" كعنوان لمأساة المخيم الذي يعاني من شح المياه، ونقص حاد في إمدادات الغذاء، فضلاً عن حالات الوفيات لمرضى آخرهم طفلة بعمر تسعة أشهر قضت بسبب ارتفاع درجة حرارتها، وانعدام الكوادر الطبية أو توفر العلاج المناسب.

ويقين طفلة الركبان كما صار اسمها والتي تبلغ من العمر 212 يوماً، تحولت لأيقونة للمأساة السورية عموماً وأهالي مخيم الركبان خصوصاً، حيث ولدت الطفلة بعيب خَلقي تمثّل في فتحة في سقف الحلق وقصر في اللسان، داخل أسوار مخيم الركبان المحاصر، والذي يتّسم بهشاشة الواقع الطبي داخله، وانعدام وجود أي طبيب من أي تخصص كان، وذلك رغم المناشدات المتكررة للمنظمات الإنسانية والدول الكبرى بالسماح بإدخال الأطباء والأجهزة الطبيّة.

مجزرة دون دم

وأفاد أفراد من أهالي المخيم أن ما يشهده المخيم من مآسٍ عبارة عن مجزرة بحق الإنسانية ولكن دون إراقة للدماء، فلا مياه، وإن توفرت فهي ملوثة، الحصول عليها مكلف مادياً وجسدياً، وغالباً ما يخبز الأهالي من "النخالة".

الصحفي خالد العلي المقيم في المخيم يقول: ما نطالب به هو نقل المخيم إلى الشمال السوري أو الشمال الشرقي، أو أن تعترف بنا الأمم المتحدة وتقوم بدورها المنشود، وأن يكون ذلك الآن، لأنه كان عليهم أن يفعلوا ذلك قبل سنوات.

ويضيف العلي أن المأساة التي يشهدها المخيم غير مسبوقة، الجوع والعطش والبؤس هو ما يسيطر على المكان، وبالتالي المرض والموت، ويقول الصحفي (الذي طالما أطلق مناشدات لإنقاذ أهالي المخيم) عن حالة الطفلة يقين: إن الحالة المأساوية للطفلة يقين تدعونا لمناشدة الضمائر الحية للتدخل لإنقاذها وإنقاذ بقية المرضى الذين يعانون وينتظرون علاجاً منذ سنوات، إنهم يموتون ببطء، يضيف عن حالة الطفلة يقين: “يصعب وصف معاناة الطفلة، تعاني من تسرّب الحليب من الأنف، مستقبلاً إن استمرت على قيد الحياة لا تستطيع أن تأكل، تعاني من سوء التغذية، خلل في الجهاز التنفسي في منطقة غبارية، صرخاتها يجب أن توقظ الضمائر، والحالة المأساوية للطفلة يقين تدعونا لمناشدة الضمائر الحية للتدخل، لإنقاذها وإنقاذ بقية المرضى الذين يعانون وينتظرون علاجاً منذ سنوات, إنهم يموتون ببطء، إنها مجزرة”.

معجزة إلهية

أحد سكان المخيم رفض ذكر اسمه يقول: "طالما ناشدنا قوات التحالف الدولي القريبة من المخيم التدخل لعلاج المرضى في مشفى القاعدة العسكرية، لكنهم يرفضون ولا يستجيبون، وتكون نهاية المريض الموت المحتّم، وغالباً يكون العلاج منقذاً للحياة، لكنه لا يتوفر لدينا، نحن محاصرون والقاعدة العسكرية عملياً تحاصرنا وكذلك الميليشيات الإيرانية تحاصرنا، العراق بحدوده القريبة والمغلقة يحاصرنا، والأردن الملاصق للمخيم يحاصرنا، وهذا الحال منذ سنوات، نحن نعيش بمعجزة إلهية، أستغرب أننا أحياء إلى الآن في هذا المعتقل الصحراوي، في مقبرة الإنسانية المتناثرة شواهد قبورها على تلال الركبان".

السيد أحمد العامر من أهالي المخيم يؤكد ما قاله مواطنه في المخيم حيث أشار إلى انعدام كل شيء لاسيما التعليم، المدرسة التي بنيناها من طين لا كوادر فيها، لا تعليم، وقال إن الأطفال والنساء هم أكثر من يعاني في هذا المكان المنسي، والذي يشيح العالم بنظره عنه. يبدو أنه لا أحد يريد أن يسمعنا، لا الدول ولا المنظمات, ولا حتى الإعلام.

ردود المعارضة الخجولة

وعن حملة “سوريون مناصرون لقضية مخيم الركبان” يقول الناشط مصطفى الحلبي: إن قضية مخيم الركبان منسية، ونريد أن نسلط الضوء عليها، نسلط الضوء على الكارثة الحاصلة هناك أمام مرأى العالم، نريد أن نكون صوتاً للأهالي هناك، صوتاً للطفلة يقين التي تواجه الموت كل يوم، نريد أن يصل صوتها لكل العالم.

ويضيف الحلبي: نناشد العالم لإنقاذ الطفلة يقين، نقلها إلى أي مكان لاسيما الأردن لتلقي العلاج, السماح للمرضى الآخرين أيضاً بتلقي العلاج في أي مكان لاسيما الأردن وهو الأقرب. إننا نسعى جاهدين لكسر الحصار عن مخيم الركبان. هذه جريمة تحدث أمامنا ونحن نشاهد دون حراك؟ لذلك جمعنا أنفسنا كناشطين سوريين مستقلين من كل أنحاء العالم في دول الشتات السوري, بينهم من كان معتقلاً أو محاصراً ومنهم المصاب أو غير ذلك, وعبر وسائل التواصل تمكنّا من الحصول على تضامن السوريين, ولفتنا انتباه الكثيرين للقضية, وأضاف: "لكننا لا نعمل فقط على هذا المسار, أو فقط في النشر عبر وسائل التواصل والإعلام, بل نعمل أيضاً بالضغط على بعض المنظمات وأصحاب القرار, إضافة لبعض المعارضين الذين "للأسف, بل يا للعار" خيّبوا أمالنا بردودهم الباردة والتبريرية, ألا يكفي تخاذل الجميع؟!".

نقل المخيم أو تنميته "الآن"

ويضيف الحلبي: لقد أرسلنا لهم تصوراً كاملاً عن المخيم, مع إحصائيات وأرقام, وكامل الواقع المعيشي للأهالي, كما قدّمنا تصوراً دقيقاً عن المطالب والحلول وما يجب اتخاذه عاجلاً ومنها : إما نقل المخيم, أو القيام ببعض المشاريع التنموية العاجلة "الآن" التي تؤمن المياه والطبابة والتعليم فضلاً عن الغذاء وغيرها, ومنها حق الأهالي لاسيما الأطفال بالترفيه.

ويتابع الحلبي: لكن ردود المعارضة كانت مفاجأة لنا للأسف، ولابد أن نُطلع السوريين على وقائع ردود فعلهم وكيف كانت استجابتهم, وطريقة تعاطيهم مع القضية، إنه حق للسوريين.

وفي السياق ذاته يبدو أن قضية مخيم الركبان تتفاعل، حيث أثيرت قضيته قبل عشرة أيام في مجلس الأمن الدولي, كما قام وفد من قوات التحالف مؤخراً وللمرة الأولى بزيارة المخيم, ووقفوا عند مطالب الناس وقدّموا لهم الوعود بحلها في أقرب وقت. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يزداد التفاعل تحت وسم "أنقذوا الطفلة يقين" وهناك العديد من المتضامنين العرب من مختلف البلدان لاسيما من تونس والذين يغردون بكثافة على حسابات المنظمات الأممية والمعرفات الرسمية للدول الفاعلة, مع المطالبة بالتدخل والتحرك لأجل الطفلة يقين, وبقية المرضى من سكان المخيم, وكل الأهالي في مخيم الركبان المحاصر والذي يشهد مجزرة دون دماء كما قال الأهالي.

 

التعليقات (1)

    لا حول ولا قوة

    ·منذ سنة 7 أشهر
    الا بالله...
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات