حملات اعتقال مكثفة للشباب في دمشق ومحيطها وميليشيا أسد تتبع أسلوباً جديداً للإيقاع بهم

حملات اعتقال مكثفة للشباب في دمشق ومحيطها وميليشيا أسد تتبع أسلوباً جديداً للإيقاع بهم

كثفت ميليشيا أسد حملات الاعتقال في أحياء مدينة دمشق خلال الأيام الماضية عبر أساليب استخباراتية غير اعتيادية، وذلك بهدف اعتقال أكبر عدد من الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية في صفوف "الجيش"، بعد أيام على قرار أصدرته الميليشيا يقضي بتسريح أقدم الدورات في صفوفها.

وذكرت مصادر محلية متطابقة من دمشق لأورينت نت، اليوم، أن دوريات أمنية من مخابرات أسد تنتشر بكثافة منذ أيام في مناطق وأحياء العاصمة دمشق بشكل غير اعتيادي، لملاحقة المطلوبين واعتقالهم في الشوارع الرئيسية والفرعية وأمام المحلات التجارية ومداخل الأسواق.

وأوضحت المصادر أن دوريات الميليشيا اتبعت أسلوب التخفي في حملتها الحالية، من خلال ارتداء لباس مدني واستخدام سيارات مدنية غير ملفتة للانتباه، وكذلك اندساس عناصر المخابرات بين المدنيين أو تخفّيهم في أماكن غير ملحوظة بهدف تصيّد المطلوبين واعتقالهم فجأة.

وذكر شهود عيان بروايات مختلفة أن الحملة الحالية طالت العشرات من الشبان المطلوبين للخدمة الإلزامية في الأسواق والمناطق المكتظة بالمدنيين كالأسواق والمولات والمطاعم والكافتريات ووسائل النقل العامة، وقالت امرأة دمشقية (تحفظت على اسمها لأسباب أمنية) لأورينت نت: "عناصر المخابرات  كانوا لابسين مدني ومعهم سيارة قديمة ومدنية ومو واضح عليهم أنهم عناصر أمن، وفجأة قرب عنصر باتجاهنا ونحنا طالعين من المطعم بحي المزة وطلب هوية أخي، وبعدين أخدوه لأنو مطلوب عالجيش".

ولا تقتصر تلك الأساليب على مناطق محددة، حيث شوهدت الدوريات الأمنية في معظم المناطق وبذات الأساليب، مع تكثيف حركة البحث والتفييش الأمني للهويات على الحواجز الثابتة والمؤقتة في أغلب أحياء العاصمة، إضافة لملاحقات بأساليب أخرى تجري في مناطق الريف لاعتقال أكبر عدد من المطلوبين للخدمين، الإلزامية والاحتياطية.

 

تعويض النقص

التحركات الجديدة تجاه المطلوبين تأتي بعد أيام على قرار أصدره بشار أسد في الـ 27 من آب الماضي ويقضي بتسريح أقدم الدورات العسكرية من العناصر المحتفظ بهم منذ ستة أعوام في ميليشياته، بعد ضغوط شعبية كبيرة دعت لتسريح الدفعات القديمة من العناصر من الخدمة، إضافة لخسائر متكررة في صفوف الميليشيا بهجمات وظروف مختلفة على جبهات المعارك.

وينصّ قرار التسريح الأخير على إنهاء الاحتفاظ اعتباراً من 2022/10/1 لـ ( الضباط المجندين المحتفظ بهم والطلاب الضباط المجندين المحتفظ بهم من كافة الاختصاصات - والضباط والطلاب الملتحقين بالخدمة الإلزامية اعتباراً من تاريخ انتهاء خدمتهم الإلزامية - وصف الضباط والأفراد الاحتياطيين (المحتفظ بهم، والمدعوين الملتحقين) لكل من بلغت خدمته الاحتياطية الفعلية ست سنوات ونصف فأكثر حتى تاريخ 2022/8/31 - صف الضباط والأفراد الاحتياطيين (المحتفظ بهم، والمدعوين الملتحقين) من مواليد عام 1983م لكل من بلغت خدمته الاحتياطية الفعلية سنتين فأكثر حتى تاريخ 2022/8/31).

وبحسب القرار يتم (إنهاء الاحتياط لطلاب الجامعات الذين تصل مدة دراستهم الجامعية 5 سنوات فما فوق)، وهو ما أثار موجة غضب دفعت الكثيرين لانتقاد القرار واصفين إياه بـ (الاعتباطي وغير المنصف)، ومشيرين أن فارق السن بالنسبة لـ (طلاب الفروع الجامعية الذين يدرسون 4 سنوات فقط) سيهدر مستقبل كثيرين منهم.

وتعاني ميليشيا أسد من نقص كبير في عدد عناصرها من كافة الفئات والاختصاصات بسبب الخسائر المستمرة في صفوفها منذ ما يزيد عن عشرة أعوام، خاصة مع تسجيل خسائر شبه يومية بهجمات عسكرية في معظم المناطق السورية، فيما تلجأ الميليشيا لتعويض نقصها بحملات اعتقال للشبان الذين بلغوا سن الخدمة الإلزامية وتطال أيضاً المؤجلين بسبب ظروف الدراسة الجامعية أو المرض، إلى جانب التجنيد الاحتياطي الذي يطال مواليد (1983) وما دون.

وأدى التجنيد الإجباري (الإلزامي والاحتياط) في صفوف (الجيش) لتفريغ مناطق سيطرة نظام أسد من فئة الشباب بشكل لافت، حيث دفعت تلك الحملات معظم الشباب إلى الهجرة بكافة الوسائل المتاحة خارج البلاد هرباً من الزج في الخدمة العسكرية أو الظروف الأخرى كالاعتقال والأزمات الاقتصادية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات