أجنحة الإرهاب وأجنداتها في إيران

أجنحة الإرهاب وأجنداتها في إيران

هدفت إيران من خلق تنظيم داعش والنصرة كجناح سنّي ليكون مرادفاً ومبرراً لإرهاب مليشيات الحشد الشيعي الشعبي الصفوي وحركة النجباء والزينبيون والفاطميون وعصائب الحق وحزب الله اللبناني التابع لإيران، والذين يرتكبون جرائم الإبادة الجماعية في سوريا من أجل التغطية عليهم، والذين ينتشرون بأربع عواصم عربية أيضاً، و يُسخّرون الدين ورجاله بغية التجنيد والتخفي خلفه من أجل تبرير القتل والإجرام والإفتاء بسلب ونهب أملاك السوريين.

لذلك قرّرت إيران وحكومة المالكي في العراق وإدارة كلينتون السابقة (وهذا ما جاء على لسان هيلاري) خلق داعش والنصرة وإدخالهم إلى سوريا عن طريق العراق لتبرير قتل السوريين من قبل الميليشيات الشيعية الإرهابية المرتزقة العابرة للحدود وتنفيذ أعمال القتل والتطهير الطائفي في سوريا وجرائم الحرب كي يُظهروا للعالم أن الإرهاب ذو جناحان:

الجناح الأول:

سنّي: داعش والقاعدة 

الجناح الثاني:

شيعي: ويتكون من مليشيات الحشد الشيعي الشعبي الصفوي وحزب الله.

في الواقع الجناحان السني والشيعي، قيادتهما من إيران وتشغيلهما من قبل أجندات غايتها خلط الأوراق على الأراضي السورية.

الهدف الإستراتيجي من خلق داعش والنصرة  في سوريا:

يسعى لحرف مسار الثورة السورية (من ثورة شعب ثائر بوجه ديكتاتور متسلط) له الحق في مطالبه كونه مصدر السلطة في كل القوانين السياسة والاحتماعية، والمطالبة بحقه وبحريته إلى ثورة شعب همجي متشدد من أجل تغيير نظرة العالم بأسره تجاه الثورة السورية المحقّة، وتشويه مضمونها من ثورة شعب ديمقراطي حر إلى ثورة رعاع طائفيين حاقدين.

استطاعوا من خلال الدعاية الإعلامية استدراج الطبقة العظمى من شعوب العالم العادية غير المطلعة على الواقع الميداني والعسكري والتحالفات السياسية والاصطفافات الطائفية في المنطقة التي تتزعمها إيران لابتلاع النظام العربي بأكمله.

العالم كله يعلم أن الشعب السوري ليس طائفياً وصاحب حضارة عريقة منذ زمن بعيد، وسورية الحضارة لم يتم اكتشافها على يد حافظ الأسد بعد انقلاب الحركة التصحيحية، مثلما اكتشف كريستوف كولومبس أمريكا.

سوريا العراقة أمّ الحضارات والمدن والممالك كــ مملكة ماري وأوغاريت ورأس شمرا وتدمر وبصرى الشام عاصمة الحضارة الرومانية وأفاميا، وغيرها العشرات من المدن، وهي من أقدم مراكز الحضارات على وجه الأرض موجودة في سوريا، وكذلك النسيج الاجتماعي المميّز.

لقد تم إدخال داعش والنصرة من أجل دعم وتثبيت حجج وإدعاءات نظام أسد الأقلّوي الذي أدخل عناصر مخابراته بين المتظاهرين في ساحة الساعة بحمص وأطلقوا شعارت طائفية مقزّزة بحق المسيحيين والعلويين، ليفسدوا روح الثورة وينقضّوا على المتظاهرين ويقتلوا ثلاثمئة متظاهر كحجة لديهم بأن الثوار طائفيون، وبأن نظام أسد ومخابراته وشبيحتهم حُماة الأقليات، علماً أن الأقليات في سوريا كانت مصانة الحقوق والمعتقدات قبل أن يولد حافظ الأسد فمن أين جاء العالم بأكذوبة أنه حامي الأقليات من بطش المسلمين في سوريا. والشعب السوري برمّته كان سعيداً بحكم فارس الخوري قبل أن يجيء حافظ أسد للسلطة ويورث ابنه بشار السلطة في عام 2000 ، فالطوائف في سوريا متجذّرة في الأرض السورية وقديمة بقدم ممالكها وأوابدها التاريخية .

السوريون لم ينتفضوا بوجه بشار لأنه من طائفة ما، بل لأنه يقود سوريا كما قادها من قبله حافظ الأسد بمنظومة الفساد الكليبتوراطية وكل أبناء سوريا من كل الطوائف مُجمِعون على أن الفساد أصبح ديدن الحكم في سوريا.

هناك سؤال يشغل بالي على الدوام، لماذا العرب والغرب مخدوعون بنظام حافظ الأسد الذي لا يختلف كثيراً عن تنظيم القاعدة ولا عن فكر داعش فكلاهما إقصائيان بُنيا على الطائفية المقيتة.

وقبل كل شيء يجب أن نعلم أن الإرهاب طائر له جناحان قيادتهما من إيران وأرجله في سوريا وأياديه تقتل الشعب السوري بطلب من بشار أسد فاقد الشرعية الذي استجلبهم هم وحزب الله على أساس ومنطلق طائفي صرف لقتل الشعب السوري ذي الصبغة المختلفة، وهما:

الجناح الأول:

داعش والقاعدة اللذان تم إلباسهما لباساً سنّياً من أجل تشويه الإسلام وتلطيخ المسلمين بلبوس القتل والإجرام والهمجية، والقائم على صناعة هذا التنظيم البغيض هي الأيادي المخابراتية الإيرانية والعراقية، مستندين في تأسيس هذا التنظيم لإيديولوجيا دينية قائمة على الغموض مستقاة من النصوص القرآنية المتشابهة من أجل أن تختلط الأمور، ويتبع الذين في قلوبهم زيغ ما تشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم.  

الجناح الثاني:

الجناح البعثي الذي امتطاه حافظ الأسد وألبسه لباس ظاهره الديمقراطية والحرية وباطنه الثيوقراطية والحاكم بأمر الله، التي تقودها  المجالس النصيرية في الساحل السوري التي تتشابه وتتطابق مع مصلحة تشخيص النظام في طهران والتي تجعل من المؤسسات الحكومية عبارة عن واجهات فارغة، لا تسمن ولا تغني من جوع، ويتوافق الجناحان في تسخير الدين للبقاء في السلطة.  

الفروقات:

1- داعش من خلال الاستدراج الإيديولوجي ونظرياتها السوداء أقنعت المغرَّر بهم أصحاب العقول الناقصة الذين اتبعوهم بأن المسلمين العاديين غير المتشددين، وبقية أصحاب الشرائع والمذاهب الأخرى هم من الكفرة ولا يمكن التعايش معهم، من أجل التغطية على أفعالهم القذرة وأفعال صِنوها حزب الله الميدانية ومليشيات الحشد الشيعية والنجباء والزينبيون الفاطميون وتنظيم القاعدة من جبهة النصرة، وكل المرتزقة الثيوقراطيين على الأراضي السورية الذين يمارسون الإقصاء والقتل والتدمير لكل من هم من غير الشيعة.  

2- حافظ الأسد ومنظومته السياسية أقنع الأقليات في سوريا بأن أعداءكم هم المسلمون بشكل عام، ولا يمكن العيش معهم، علماً أن المسلمين وبقية الأقليات والإثنيات يتعايشون على الأراضي السورية منذ مئات السنين، يقيمون شعائرهم بكل أريحية، ويصومون خمسينهم، وثلاثينهم.

-أيضاً خلف من بعده وريثه القاصر بشار الذي أرهب الأقليات بالمسلمين من خلال مخابراته وجواسيسه في بداية الثورة السورية بشعار ( العلوي ع التابوت والمسيحي ع بيروت )، وأدخل عميلاً من عملائه في درعا ليتهكم على سلطان باشا الأطرش رمز الثورة السورية الكبرى، لخلق شرخ بين أبناء سهل وجبل حوران.  

3- داعش تعتمد على تطويع الفتيان دون سن الثامنة عشرة بالاعتماد على الخطاب الديني وتطوع أبناء السنّة دون غيرهم من خلال أصحاب اللحى المتذرّعين والمختبئين وراء الدين.

4- نظام أسد سَخّر رجال الدين لتجنيد الشباب غير البالغين المندفعين والأطفال الجائعين وتطويعهم في سرايا الدفاع والوحدات الخاصة، والحرس الجمهوري، والتشكيلات الأخرى، وفروع الأمن الدموية، وأرسل لجان التطويع إلى القرى الساحلية دون غيرها.

5- داعش شعارها الموت لأمريكا ولإسرائيل ولنظام الأسد بينما هي تحمي دائماً حدود نظام أسد وتتمركز في المنطقة الفاصلة بين الجيش الوطني ونظام أسد، وتعمل لصالحه وتسيطر بشكل دائم على الحواجز المقابلة له وتقيم معابر حدودية معه،  ولا تهاجمه مطلقاً، لكنها تهاجم الجيش الوطني، وسجونه مليئة بالسوريين والإعلاميين والصحافيين، وتتمركز داعش دائماً بمحاذاة إسرائيل (كما هو حوض اليرموك المحاذي لإسرائيل ) وتشنّ هجماتها على الجيش الحر وسكان المنطقة التي يحتلونها ويعسكرون بها. 

6-  نظام أسد يرفع شعار المقاومة والممانعة ضد إسرائيل من أجل تحرير الجولان، ولمدة خمسين عاماً لم يطلق طلقة واحدة على الجولان بينما استغل اتفاق الطائف ودخل لبنان وقتل اللبنانيين في ديارهم ودكّ الفلسطينيين براجمات الصواريخ في تل الزعتر، وأكبر شاهد على إجرامه وحقده على العرب والعروبة سجون وأقبية فرع فلسطين الذي يعجّ بالمعتقلين العرب من فلسطينيين وأردنيين ولبنانيين. 

7- داعش تُلزم النساء بلباس معيّن و تفرض نهجها على النساء لارتداء زيّ حسب مزاجها، وتسيّر دوريات تسمّى الحسبة من أجل فرض عقوبات على من لم يلتزمن بقراراتهم في لباس ما أنزل الله به من سلطان. 

8- آل الأسد (رفعت وحافظ وأذرعهم من المظليات) نزعوا حجاب النساء في قلب العاصمة دمشق في دوريات مظليات سَيّرها رفعت الأسد وبموافقة أخيه حافظ وصعدن إلى حافلات الركاب في دوريات منظمة، وأنزلن المحجبات وهتكن سترهن.

9- داعش تعمل على شكل خلايا نائمة تقتل السوريين، رجال العلم والثقافة والأدب الفن.

10- نظام أسد يعتمد على الخلايا النائمة لاغتيال الأطباء والمهندسين والمحامين والقياديين والضباط من الموالين الذين هم مطلعون على أسرار جرائمه المرتكبة في لبنان وسوريا وعلاقاته السرية والمعارضين الذين يهددون بقاءه على الكرسي. 

11- داعش عندهم أجانب طبقة كاملة وأعلى طبقة أجانب من 82 دولة وله إعدامات ميدانية.

12-نظام أسد لديه من الأجانب من يقاتلون معه من ميليشيات ومرتزقة يرتكبون جرائم الإبادة الجماعية والإعدامات الميدانية.

في الختام نجد أن كليهما متفقان في العقيدة وكلاهما شعاره الموت لأمريكا ويلعن إسرائيل باللافتات فقط، وكلاهما يفجّر مساجد ويقتل المصلّين ويسخّر الفتوى وله رجال دين مُفتون، ويكفّر الآخر من ليس معه فهو مرتد وعدو حتى لو كان من مذهبه وهكذا مقولة الأسد أو نحرق البلد.

كلاهما محترف بسرقات النفط وثروات البلد مدارس بهذا الموضوع، ويقدّس إيران ولا يمسّها بسوء وكلاهما مفارق للواقع.

التعليقات (2)

    الاسد وداعش واحد

    ·منذ سنة 7 أشهر
    الاسد وداعش والحشد الجحشي والشيعي وحزب الشيطان والحوثي كلهم من منبع واحد هو الخرامني (الشيطان الاكبر ) في طهران ولكل واحد منهم دور وكأنهم أبطال مسلسل عنوانه "" الخراب والارهاب "" والمخرج هو الخرامني في طهران يوزع الادوار في القتل والبطش والنهب والسلب والاغتصاب والسرقة والتدمير للدول العربية من العراق الى سوريا ولبنان واليمن وكل هذا القتل والدمار هدفه تدمير جميع الدول المحيطة في ايران لتصبح عبارة عن مستعمرات ايرانية تابعة للولي السفيه المنحط في ايران ومتى ينتهي هذا المسلسل المكسيكي لا احد يعلم ولكن الذي اعلمه ساعة الباطل ساعة وساعة الحق الى قيام الساعة ..

    العميد محمد حسن وزان

    ·منذ سنة 7 أشهر
    منشور قيم جداً وتم توضيح كافة الملابسات الحاصلة في سورية. كل التقدير والمحبة دكتور عبد الله الاسعد
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات