التقى المبعوث الأمريكي الجديد يوم أمس مع المجلس الوطني الكُردي في مدينة القامشلي، بعد ساعاتٍ من اجتماعه مع دائرة العلاقات الخارجية لما تسمّى بالإدارة الذاتية التابعة لميليشيا قسد.
وقال مصدرٌ من المجلس الوطني الكُردي لأورينت نت بأنّ نيكولاس غرانجر - المبعوث الأمريكي الجديد لشرق الفرات اجتمع مع رئاسة المجلس الوطني في مقر الأخير، ودام الاجتماع أكثر من ساعتين، حيث تناول الطرفان الأوضاع الجارية في سوريا بشكلٍ عام والمناطق الكُردية بشكلٍ خاص.
4 ملفات رئيسية
وكشف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، بأنّ المجلس كان بجعبته العديد من الملفات التي وضعها أمام طاولة غرانجر، وأهمها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة في ظلّ الفساد المستشري ضمن صفوف ما تسمّى بالإدارة الذاتية والتي يتحكّم من خلفها كوادر من حزب العمال الكُردستاني، وبشكلٍ خاص بعد سنتين متتاليتين من الجفاف وشحّ الأمطار كون المنطقة تعتمد على الزراعة.
وأضاف المصدر بقوله: "ركّز المجلس على دور قسد في تهجير أبناء المنطقة وزعزعة الاستقرار في المنطقة نتيجة العمليات التي قامت بها ضد الجيش التركي على طول الحدود بدءاً من المالكية شرقاً وانتهاءً في بلدة تل رفعت غرباً، والتي قابلتها أنقرة بقصف وغارات ما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا من بينهم أطفال ونساء كما جرى في مدينة عين العرب (كوباني) وبلدة تل رفعت في منتصف الشهر الفائت".
وأشار المصدر بأنّ المجلس أشار إلى غياب دور الولايات المتحدة في إنعاش المناطق الكُردية كمحافظتي دير الزور والرقة من إنشاء المشاريع الإنتاجية (متوسطة - كبيرة) التي قد تساعد في تحسين معيشة المواطنين، بالإضافة إلى الحدّ من أزمة الوقود والكهرباء والماء والتي تسيطر عليها قسد لتضغط من خلالها على الأهالي وتفرض هيمنتها.
ومن الناحية السياسية، ناقش الطرفان، بحسب المصدر، توجه العديد من الدول للتطبيع نحو النظام، وآخرهم تركيا، مشيراً بأنّ المبعوث الأمريكي أكّد للمجلس بأنهم باقون في سوريا لأمدٍ طويل، لمحاربة تنظيم داعش عسكرياً وفكرياً واقتصادياً، وبنفس الوقت هم ضد أي عملية تطبيع مع النظام بأي شكلٍ من الأشكال، دون التطرّق إلى التصريحات التركية أو الخطوة التي بصددها القيام بها، وبأنّ الحلّ الأمثل لسوريا هو الحلّ السياسي وعبر القرار الأممي 2254.
وفيما يتعلّق بالحوار الكُردي/ الكُردي، لم يتطرّق الجانبان لهذا الملف، وذلك بحسب المصدر، ولكن نيكولاس أشار في خضم حديثه عما يجري في شرق الفرات، وبأنهم على دراية تامة بما يجري وبأدقّ التفاصيل دون الخوض في الخطوات التي هم بصددها.
كما طالب المجلس المبعوث الأمريكي بالضغط على قسد للإفراج عن المختطفين و المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم حميد مروان عيدي العضو في حزب يكيتي الكُردستاني (أحد أبرز أحزاب المجلس الكُردي).
وفي نهاية الاجتماع أكّد نيكولاس بأنّ أمامهم عملاً جاداً للبتّ أو إيجاد حلول لهذه الملفات جميعها، من أجل استقرار المنطقة.
وفي سياق متصل نشرت دائرة العلاقات الخارجية التابعة لما تُسمّى بالإدارة الذاتية بأنهم اجتمعوا مع المبعوث الأمريكي، وبحسب الدائرة فإنّ الجانبان تطرّقا إلى سبل الدعم من التحالف الدولي لقسد لمحاربة تنظيم داعش ومستقبل مخيم الهول وعناصر التنظيم الموجودين في سجون قسد، بالإضافة لما سمّوها بالتهديدات التركية للمناطق التي يسيطرون عليها.
يُذكر بأنه منذ انتشار القوات الأمريكية في سوريا وتشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، أرسلت الولايات المتحدة مبعوثاً لها في شرق الفرات كممثلٍ لها. ويُعتير نيكولاس غرانجر المبعوث الرابع، في شمال شرق سوريا، وبحسب مراقبين، فإنّ غرانجر يُعتبر الدبلوماسي الأكثر تجربةً مقارنةً مع سابقيه.
التعليقات (0)