العراق يعتزم تسليم سوريين لنظام أسد ومناشدات عبر أورينت لوقف ترحيلهم

تعتزم السلطات العراقية ترحيل عدد من الشباب السوريين بشكل غير قانوني إلى مناطق سيطرة نظام أسد في سوريا، رغم المخاطر المحدقة بترحيلهم إلى تلك المناطق كونهم لاجئين فروا من بلادهم بسبب الملاحقات الأمنية من ميليشيا أسد.

وقالت السيدة السورية (فهمية) لـ (أورينت نت) إن السلطات العراقية تصرّ على تسليم ابنها (دل سوز حسن) مواليد 1997، لنظام أسد عبر تسفيره إجبارياً إلى مطار دمشق في العاصمة السورية، وترفض إعادته إلى مدينة أربيل العراقية أو أي منطقة أخرى آمنة.

وناشدت والدة الشاب الحكومة العراقية والمنظمات الدولية لوقف ترحيل ابنها إلى مناطق سيطرة نظام أسد، لأنه معرّض لخطر الاعتقال والتجنيد الإجباري وقالت المرأة عبر أورينت: “ابني ماله تهمة ولا شي، راح لكردستان وعندو إقامة وكل شي، وراح لبغداد بشكل نظامي على أساس يسافر لدولة أخرى، وفي المطار قبض عليه الأمن العراقي وحكموا عليه بالسجن سنة ونصف بتهمة دخول المدينة”.

وتضيف السيدة السورية: "وكّلنا محامي ودفعنا 6 آلاف دولار والمحامي ما عمل شي لابني، وبعدها وكلنا محامي تاني اسمه (فاروق) وعمل إضبارة لابني وعلى أساس يطلع من السجن، بس ما طلع وبقي لوقت قضى محكوميته".

وكان الشاب السوري (دل سوز حسن) مواليد 1997، ينحدر من مدينة القامشلي السورية، دخل مدينة بغداد قبل عام ونصف قادماً من مدينة أربيل العراقية ويحمل إقامتها، وفي مطار بغداد ألقي القبض عليه وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف دون أي تهمة أو جرم ارتكبه، وهو حاصل على "فورما لاجئ" من منظمة (UN) التابعة للأمم المتحدة إلى جانب امتلاكه إقامة أربيل وجواز السفر الخاص به، بحسب أقاربه وبعض الناشطين المحليين.

قضى الشاب السوري سنة ونصف السنة في سجون العراق وما زالت السلطات العراقية تعتقله وتفرض عليه السفر إلى مطار دمشق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد، وتقول والدته إن ابنها يتعرض لتعذيب يومي وإهانات وشتائم من الأمن العراقي الذي يضغط عليه لتأمين تكاليف السفر بالطائرة إلى دمشق، ويرفض ترحيله إلى مدينة أربيل أو أي منطقة آمنة. 

وتقول والدته: “اتصل فيني أمس وكل يومي بيتصل فيني وبقول ابعتولي مصاري منشان اقدر سافر على مطار دمشق، عم يعذبوني ويهينوني بكل الشتائم ويقولوا لازم تقول لأهلك يبعتولك ثمن كرت الطيارة لحتى نسفرك لدمشق”، وتصف حالة ابنها السيئة نتيجة التعذيب والتهديد المستمر بقولها: "هو مو منيح من كثر التعذيب والضرب، وقال اليوم انو هي آخر مرة احكي معكم.. إذا تم ترحيله إلى دمشق بدهم ياخدوه فورا عالجيش (ميليشيا أسد).

وتطالب الأم بوقف ترحيل ابنها إلى مناطق سيطرة نظام أسد في سوريا، والسماح له بالعودة الى أربيل أو أي منطقة آمنة، في حين تصرّ السلطات العراقية على ترحيله مع مجموعة من الشباب السوريين "حصرياً" إلى مناطق سيطرة نظام أسد عبر تسفيره جواً إلى مطار دمشق، رغم المخاطر المحدقة بالشاب في حال عاد إلى تلك المناطق، ورغم أنه قدم إلى بغداد من مدينة أربيل شمال العراق، وطرق شرعية، وهو بعيد عن أي جرائم أو مخالفات يحاسب عليها القانون.

وكذلك الحال ينطبق على مجموعة من الشباب السوريين الكرد والعرب الموجودين المحتجزين لدى السلطات العراقية وتصر على تسفيرهم بذات الطريقة (الطيران) إلى مناطق سيطرة نظام أسد، رغم أنهم يحملون إقامات أربيل يصر القضاء العراقي على ترحيلهم إلى دمشق بشكل تعسفي ومخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.

وكان رئيس منظمة (جاني روج) في إقليم كوردستان العراق، رشيد علي جان، ناشد رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، لإنقاذ حياة الشاب دل سوز المحتجز في (سجن التسفيرات – قسم الإقامات) في العاصمة بغداد.

واعتبر علي جان المعروف بـ " سفير السلام لحقوق الإنسان" في تصريحات نقلتها شبكة (رووداو) الإعلامية أن إصرار الحكومة العراقية والقضاء على ترحيل عدد من الشباب السوريين إلى سوريا عبر مطار بغداد الدولي، يجعل حياتهم "في خطر"، وأضاف أن "اللاجئين السوريين هربوا نتيجة الظروف التي تعانيها بسبب الحرب، وهم ليسوا بمجرمين".

كما كشف رئيس المنظمة أن السلطات العراقية تعتقل 130 شخصاً من أهالي الحسكة والقامشلي في سجونها بمدينة الموصل "بتهمة دخول العراق بطرق غير شرعية"، مطالباً بالإفراج عنهم ومراعاة ظروف السوريين الفارّين من جحيم الحرب في سوريا.