رغم السماح للبعض بالعودة.. مخيم اليرموك واقع مزرٍ وتعفيش مستمر بإشراف وحماية مخابرات أسد

رغم السماح للبعض بالعودة.. مخيم اليرموك واقع مزرٍ وتعفيش مستمر بإشراف وحماية مخابرات أسد

تستمر ظاهرة تعفيش وسرقة المنازل في مخيم اليرموك في جنوب دمشق رغم عودة أكثر من 2500عائلة من سكانه إلى منازلهم وممتلكاتهم منذ نهاية العام الماضي، حيث سمحت محافظة دمشق التابعة لحكومة أسد بعودتهم بالتنسيق مع الميليشيات الفلسطينية الموالية، وذلك بعد عملية تهجيرهم عام 2018.

"تعفيش" ممنهج للمنازل

وقال "مصطفى يعقوب "ناشط من جنوب دمشق لأورينت نت، إن الواقع الخدمي والمعيشي في مخيم اليرموك مقيت للغاية فلم يتم إعادة تأهيل البنى التحتية من كهرباء ورفع أنقاض فضلاً عن أن شبكة الصرف الصحي مدمرة بشكل شبه كامل رغم ادعاءات حكومة نظام أسد بإجراء إصلاحات خدمية بالمخيم.

وأضاف مصطفى، أن مئات العائلات الفلسطينية عادت للمخيم في ظل عدم توفر الأمان وكثرة عملية السرقة والتعفيش التي يقوم بها أشخاص مقربون من الفرقة الرابعة لميليشيا أسد، وكذلك الأمن العسكري وعناصر من الميليشيات الفلسطينية الموالية بهدف سحب الحديد والنحاس وبعض الأجهزة الكهربائية المتبقية من المنازل المدمرة كلياً أو جزئياً ولم يوفروا بسرقتهم المنازل المؤهلة حديثاً لإرعاب الأهالي.

وأردف مصطفى، أن نتيجة كثرة عمليات السرقة والسطو تزرع الخوف في قلب العائلات التي عادت مؤخراً إلى المخيم وتجعل من يريد العودة إلى منزله من خارج المخيم هرباً من الإيجارات المرتفعة يعيد حساباته مئة مرة.

السرقات بحماية الأمن العسكري

بدورها ذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أن مجموعة لصوص سرقوا خلال الأسبوع المنصرم أثاث منزل أحد اللاجئين الفلسطينيين الذي قام بإعادة تأهيل منزله وتجهيزه ببعض الأثاث من أجل العودة إليه، إلا أنه عندما عاد إلى منزله الذي لم يزره لمدة أسبوع بسبب انشغاله وجده مسروقاً (معفشاً) فارغاً ليس فيه أي قطعة أثاث.

وتابعت المجموعة، أن دوريات الأمن العسكري التابعة لميليشيا أسد تقوم بحماية العفيشة في حال تعرضوا للمساءلة من قبل الأهالي أثناء دخولهم للأحياء المأهولة

وأضافت المجموعة، أن أهالي مخيم اليرموك طالبوا حكومة أسد ومنظمة التحرير الفلسطينية ووكالة الأونروا العمل على تحسين الواقع الأمني وتأهيل البنى التحتية للمخيم من أجل الإسراع بعودتهم إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن، حيث أشاروا لأنهم يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية نتيجة غلاء الأسعار وإيجارات المنازل التي أنهكتهم من الناحية الاقتصادية.

وكانت محافظة دمشق التابعة لميليشيا أسد أعلنت خلال شهر شباط الماضي عن عودة 2000 عائلة إلى مخيم اليرموك في الفترة السابقة، كما أشارت إلى أنها منحت 4000 أسرة أخرى موافقات للعودة إلى منازلهم.

إحصائية مرعبة للنهب والتعفيش

وأصدرت مجموعة العمل تقريراً في عام 2018 يوثق حالات النهب و"التعفيش" التي طالت منازل مخيم اليرموك، عبر استبيان إلكتروني في محاولة لأخذ الرأي العام لأبناء المنطقة حول إعادة إعمار المخيم، وأظهرت نتائج الاستبيان، أن 93.2% من المشاركين تعرضت منازلهم للتعفيش من نهب الأثاث والأبواب والشبابيك والأسلاك الكهربائية وغيرها، بينما نجا فقط 6.7% من المنازل من ذلك.

وسمحت حكومة أسد في أيلول الماضي من عام 2021، بدخول بعض من أهالي مخيم "اليرموك"، من سوريين وفلسطينيين، وذلك من خلال إصدار قرار للجهات المعنيّة بإدخال بعض العائلات بعد إعطائهم موافقات أمنية وفق شروط معينة.

ومخيم اليرموك يقع على مساحة 2،11 كم ويبعد 8 كيلومترات عن دمشق وكان يقطنه حوالي 160,000 لاجئ من فلسطين، ما يجعله أكبر مجتمع للاجئي فلسطين في سوريا، وهو واحد من ثلاثة مخيمات غير رسمية في سوريا تضمّ غالبية اللاجئين الفلسطينيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات