دير الزور.. ظاهرة "التفييش" بين الاستغلال وأهون الشرور وفراس العراقية مجرم حرب بصلاحيات مفتوحة

دير الزور.. ظاهرة "التفييش" بين الاستغلال وأهون الشرور وفراس العراقية مجرم حرب بصلاحيات مفتوحة

تتفشى ظاهرة “التفييش” في مناطق سيطرة نظام أسد بمحافظة دير الزور (غرب الفرات)، وهي إعفاء العناصر من الدوام في قطعهم العسكرية مقابل مبالغ مالية طائلة (رِشا) ، حيث يلجأ غالبية عناصر الجيش والميليشيات من أبناء المنطقة لتلك الوسيلة للتغيّب عن الخدمة في صفوف الميليشيا، وبالذات الذين عادوا خلال التسوية الأخيرة، فهم لا يلتحقون بالخدمة ولا يقومون بأي مهام عسكرية لقاء دفع الأموال والهدايا لضباط الميليشيا وقادة المجموعات الرديفة.

وفي الصدد، يقول الناشط المحلي محمد الخالد لأورينت نت:" تتراوح المبالغ التي يدفعها الراغبون بالتفييش من 250 - 300 ألف ليرة سورية، بحيث يحملون ورقة مهمة مفتوحة تتيحُ لهم التحرك بحرية، مقابل عدم الخدمة والانخراط في المهام القتالية، وبحكم هذهِ التصاريح التي يأخذونها يعتبرون في مهمة (في منازلهم)، وطبعاً هذه الطريقة هي للميسورين ومن يستطيع تدبر المال طبعاً، وتعد هذه الظاهرة مستشرية في ميليشيا النظام قبل الثورة حتى، باعتبار الجيش منظومة فاسدة جداً، ويضيف أن ظاهرة «التفييش» هي أسلوب للغنى السريع يعتمد عليه غالبية ضباط جيش الأسد، "ومن خدم بهذا الجيش سابقاً يعرف هذا الأمر، واليوم هو مستشرٍ جداً في دير الزور بالذات في جهاز الأمن العسكري، والمخابرات الجوية، وميليشيا الدفاع الوطني التي تعدُ الميليشيا الأكثر فساداً في المحافظة".

 

الصراع على التهريب

بشكل عام تعيشُ مناطق سيطرة ميليشيا أسد في دير الزور حالة من الفوضى الأمنية وانتشاراً للسلاح، بسبب الكم الكبير من الميليشيات المنتشرة على الأرض والتي تتقاسم النفوذ في المنطقة، لا يكادُ يمرُ أسبوع دون حصول اقتتال بين عناصر تلك الميليشيات بسبب خلافات بين عناصرها، وغالباً تتعلق بالنزاع على عائدات معابر التهريب، أو خلافات حول بضائع مُهربة والمخدرات من ضمنها.

قالت شبكات محلية في دير الزور إن سبعة اشتباكات اندلعت بين الميليشيات خلال الفترة الممتدة من 5 أغسطس الجاري لغاية الثالث والعشرين من ذات الشهر، ستة منها كانت ميليشيا الدفاع الوطني طرفاً فيها، وتعتبر الميليشيا الأسوأ سمعةً في دير الزو، وآخر تلك الاشتباكات كانت بتاريخ 23 أغسطس الحالي في حي هرابش بمدينة دير الزور، حيث اندلع اشتباك بالأسلحة الرشاشة بين عناصر من ميليشيا (أسود الشرقية) وميليشيا (الدفاع الوطني)، بسبب خلاف بين العناصر على عائدات حمولة "حشيش" قرب مطار دير الزور العسكري، أدى الاشتباك لمقتل عنصر من ميليشيا أسود الشرقية وإصابة اثنين من ميليشيا الدفاع.

الجليّ اليوم في دير الزور أن ميليشيا الدفاع الوطني بقيادة المدعو فراس الجهام باتت فوق الجميع، وتجاوزات عناصرها فاقت الحدود، وحول الموضوع قال الصحفي المحلي مصطفى العلي من دير الزور:" يمكننا القول إن ميليشيا الدفاع الوطني هي عبارة عن عصابة، يدها تطول كل شيء، ومشاكلها لا تتوقف، حتى إنها باتت مزعجة لقيادة النظام في المحافظة، ويعتبر زعيم الميليشيا "فراس الجهام" شخصاً بصلاحيات مفتوحة، ولا يردُ له أمر، وتجاوزات عناصره تعدت المعقول، فراس الجهام أو كما يسميه أهل دير الزور "فراس العراقية" كان أكبر المستفيدين من الأحداث التي حصلت في المحافظة خلال السنوات الماضية، حيث تحول من شخص منبوذ وفقير، لمتحكم في دير الزور وذو غنىً فاحش".

 

مجرم وتاجر حرب

وحول الصعود فراس السريع للمدعو “فراس” وتحوله لزعيم مافيا كبير في دير الزور، يمكننا العودة لتقرير خاص كانت نشرته وكالة "نهر ميديا" المحلية بتاريخ 15 يونيو 2021، بعنوان (فراس العراقية - المقامر الذي أصبح رجل أعمال) ويستعرض التقرير عدة مراحل في حياة الرجل، الذي ينحدر من مدينة دير الزور ومن مواليد عام 1982، وتعود أصوله إلى بلدة البحرة بريف دير الزور الشرقي، كان يمتلك قبل قيام الثورة السورية، حانة للعب القمار وكشكاً لبيع المشروبات الكحولية والمخدرات التي يروّجها، وعند انطلاق الثورة، وبعد مقتل أخيه “محمد” تحديداً، وجد “الجهام” قيام الثورة فرصة لكسب ودّ مسؤولي النظام بدير الزور، وتحقيق مكاسب شخصية فكان له ما أراد، بعد أن تطوع لصالح الأمن العسكري ومن ثمّ تولى قيادة ميليشيا “الدفاع الوطني” بدير الزور، بدعم من اللواء في ميليشيا أسد محمد خضور، حيث حقق “الجهام” مكاسب كان لا يحلم بها، من خلال عمليات السرقة والتعفيش والابتزاز واستخدام الميليشيا التابعة له لتغطية عمليات ترويج المخدرات والتهريب، واليوم يفرض “الجهام” على كل قائد قطّاع دفع مبلغ شهري يبلغ 50 مليون ليرة سورية وهي عوائد "التهريب، والابتزاز، والتفييش"، وتجدر الإشارة إلى أنّ “الجهام” يوكل إلى زوجته إدارة مؤسسة خيرية تابعة لميليشيا “الدفاع الوطني” تسمى “مؤسسة شهيد”، وتمارس أعمالاً مشبوهة تستهدف بالدرجة الأولى عوائل عناصر المليشيا، كنوع من أنواع التغطية على الأعمال المشبوهة التي ينفّذها.

وفي ذات السياق يقول الناشط خطاب العمر: "يمتلك الجهام شبكة تهريب ضخمة قوامها أفراد الميليشيا التابعة له، وينتشرون في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، ويشرفون على عمليات تهريب المحروقات، الأثار، المخدرات، وحتى البشر، والأخيرة باتت رائجة جداً، حيث يتعاون الجهام مع سماسرة ومهربين يجلبون له الشباب الراغبين بالهجرة من محافظات دمشق، حماة، حمص، يصلون دير الزور ويقتادهم عناصر الجهام نحو مناطق الجزيرة عبر نهر الفرات، وبالتنسيق مع مهربين في مناطق سيطرة قسد ومتواطئين معه، عائدات تهريب البشر تلك تدرُ ألوف الدولارات أسبوعياً لجيب الجهام، ولم يعد قائد ميليشيا عسكرية، بل بات زعيم مافيا بدون مبالغات، ويطلق عليه البعض تهكماً "إسكوبار دير الزور".

فيما يقول الناشط مصطفى العلي: "يحظى الجهام بدعم كبير من الروس في دير الزور، وسبق أن قام المندوب الأول لقاعدة حميميم الروسية في سوريا، بتكريمه منتصف عام 2021، حيث مُنح فراس “وسام البطولة”، فاقت سطوة الرجل كل الحدود وحتى نادي كرة القدم الأول في المحافظة "نادي الفتوة" هو اليوم بإشراف الجهام، بتاريخ 13 فبراير 2022 أعلن نادي الفتوة تعيين فراس الجهام، رئيساً فخرياً للنادي، وهذا الموسم وبشكل مفاجئ اشترى نادي الفتوة غالبية نجوم الدوري في مناطق النظام، وبمبالغ خيالية".

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات