قتل وأصيب عشرات الأشخاص خلال مواجهات دامية (شيعية - شيعية) اندلعت بين أنصار التيار الصدري وتحالف الأحزاب الموالية لإيران وسط العاصمة العراقية بغداد، في ظل مطالبات دولية وعربية بوقف التصعيد ومنع البلاد من الانزلاق نحو مزيد من الدماء والعنف.
وذكرت وسائل إعلام عراقية اليوم، أن مواجهات دامية اندلعت في المنطقة الخضراء ومحيطها وسط بغداد بين أنصار التيار الصدري وقوى الأمن مدعومة من الأحزاب الموالية لإيران (الإطار التنسيقي) بعد اقتحام الصدريين للمنطقة الحكومية.
ونقلت الوسائل عن مصادر طبية عراقية أن 10 قتلى ونحو 200 جريح معظمهم من أنصار التيار الصدري وبينهم عناصر من الأمن العراقي، هي الحصيلة الأولية للمواجهات المستمرة في المنطقة الخضراء.
كما اقتحم أنصار الصدر مكتب مجلس النواب في محافظة كربلاء، إضافة لإغلاق مداخل ميناء أم قصر بالبصرة، فيما تواردت أنباء عن مقتل القيادي في التيار الصدري (عباس الزيادي) برصاص الحشد الشيعي في مدينة النجف.
يأتي ذلك بالتزامن مع استقدام تعزيزات أمنية ضخمة تابعة لميليشيات إيران (الحشد الشيعي) للمنطقة الخضراء للتصدي لأنصار التيار الصدري، وفي ظل مطالبات حكومية ودولية بوقف التصعيد، بالتوازي لامتداد المواجهات لمحافظات ومناطق أخرى من شأنها تعطيل الحياة في كامل الأراضي العراقية، إلى جانب إغلاق جميع المنافذ الحدودية بين العراق وإيران بسبب التوترات الحاصلة.
بدوره طالب رئيس الحكومة العراقية، الكاظمي، بوقف العنف تجاه المحتجين في المنطقة، وقال: "إن قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين"، كما طالب بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
دعوات دولية للتهدئة
دولياً، اعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن ما يشهده العراق "هو تصعيد خطير للغاية"، مطالباً بوقف العنف والتصعيد تجاه المتظاهرين، فيما وصفت الخارجية الأمريكية التقارير بشأن الاضطرابات في العراق وتعطيل مؤسسات الدولة بأنها "مقلقة للغاية"، ودعت جميع الأطراف للحوار من أجل تشكيل حكومة تسعى لتحقيق تطلعات العراقيين.
كما طالب القائم بأعمال السفارة البريطانية في بغداد: جميع الأطراف بتغليب لغة الحوار من أجل الوصول إلى حل سلمي، في حين أكد الرئيس المصري في اتصال مع نظيره العراقي على "ضرورة الالتزام بالحوار ووضع مصلحة العراق فوق أي اعتبار"، فيما حثت سفارة الكويت في بغداد رعاياها على مغادرة العراق.
وكان الكاظمي دعا المتظاهرين إلى "الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر "وكذلك دعا الرئيس العراقي برهم صالح، جميع الأطراف إلى "التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد".
أسباب وراء الانفجار
وتأتي تلك التطورات عقب إعلان زعيم التيار الصدري في العراق (مقتدى الصدر) اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي، على خلفية تعطيل الحياة السياسية وعرقلة تشكيل حكومة وطنية منذ تسعة أشهر على التوالي، بسبب الهيمنة الإيرانية التي تؤثر كلياً على المشهد العراقي.
وقال الصدر في بيان له على معرفاته في "تويتر" اليوم إنه سيُغلق "كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام"، وألمح إلى احتمالية مقتله في الفترة المقبلة، حين قال في بيانه، "الكل في حلّ مني.. وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".
وعقب ذلك اقتحم أنصار الصدر القصر الجمهوري والمباني الحكومية في المنطقة الخضراء، ما دفع الجيش العراقي لإعلان حظر التجوال الشامل في بغداد، (اعتباراً من الساعة 2:30 ظهر اليوم الإثنين)، فيما أجلت قوات الأمن موظفي مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية إثر اقتحامهما من المحتجين الغاضبين، وسط إطلاق نار كثيف وتعزيزات أمنية للسيطرة على المشهد الحالي.
ويعاني العراق فراغاً سياسياً متواصلاً منذ 300 يوم بسبب التناحرات السياسية الداخلية التي أبقت البلاد دون رئيس أو حكومة، مقابل إصرار "الإطار التنسيقي" وهو تحالف الأحزاب الشيعية الموالية لإيران ويتصدره المالكي، على تشكيل حكومة بزعامة محمد شياع السوداني، في ظل تزايد الأزمات على الأصعدة السياسية والاقتصادية بسبب المعرقلات الإيرانية لأي خطوات سياسية تسعى لإنقاذ البلاد من الفوضى الأمنية والفراغ السياسي.
ومنذ تشرين الأول الماضي، تواصل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المنتهية ولايتها تصريف الأعمال، وستبقى كذلك حتى تتفق الأحزاب على حكومة جديدة، إلا أن هذا الشلل السياسي ترك العراق دون موازنة عامة لعام 2022، وأثّر على حياة المواطنين والاقتصاد وملف مكافحة الإرهاب، وفق مواقع محلية.
التعليقات (3)