تفاصيل اعتقال ميليشيا قسد لعدد من الطلاب الجامعيين في الرقة

شنّت ميليشيا قسد حملة اعتقالات تعسفية بحق عدد من طلاب الجامعات في مدينة الطبقة غرب محافظة الرقة.

وقال مراسل أورينت زين العابدين العكيدي إن حملة الاعتقالات التي شنتها قسد طالت العديد من الشباب عبر حواجزها في الطبقة واقتادتهم لتجنيدهم بشكل إجباري في صفوفها، لافتاً أن أغلبهم من طلاب الجامعات.

وأشار إلى أنه تم اعتقال الطلاب أثناء عودتهم من دمشق، حيث عُرف منهم: عبد الفتاح الضويحي، وإبراهيم أحمد العمر.

وبيّن أنه تم اعتقال الشباب بذريعة أنهم لايملكون دفاتر الخدمة العسكرية، أو تأجيلات دراسية، في مناطق سيطرة قسد، حيث ساقتهم إلى التجنيد الإجباري كونهم من نفوس الرقة.

وأوضح مراسلنا أن الشباب كانوا قادمين من مناطق سيطرة ميليشيا أسد بعد انتهاء الامتحانات الجامعية، لافتاً أنه بات يلزم تأجيلين اثنين من قبل كل من ميليشيات أسد وقسد على حد سواء.

الشبكة السورية تطالب بالكشف عن مصير المغيّبين

من جهتها، وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" اعتقال "إبراهيم أحمد عمر العمر"، وهو طالب في كلية الطب البشري في جامعة حلب، من أبناء قرية مغربتين التابعة لمدينة عين عرب بريف محافظة حلب الشرقي، يبلغ من العمر 22 عاماً.

ولفتت إلى اعتقاله من قبل عناصر تابعة لقسد في 21-8-2022، لدى مروره عند نقطة تفتيش تابعة لها في مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة الغربي، وذلك أثناء توجهه من مدينة حلب إلى مدينة عين عرب، واقتادته إلى أحد مراكز الاحتجاز التابعة لها في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة.

كما وثقت الشبكة اعتقال "عبد الفتاح عبد الوهاب الضويحي"، طالب في كلية الطب البشري في جامعة القلمون الخاصة الواقعة في مدينة دير عطية بمحافظة ريف دمشق، من أبناء مدينة منبج شرق محافظة حلب، وذلك في 20-8-2022، لدى مروره عند نقطة تفتيش تابعة لها في مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة الغربي، وذلك أثناء توجهه من مدينة دمشق إلى مدينة منبج.

وسجّلت الشبكة اعتقال الصيدلاني "مهند أحمد الهايش"، من أبناء قرية حطلة بريف محافظة دير الزور الشرقي، من قبل عناصر تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في 20-8-2022، من مبنى الصحة العامة التابع للقوات ذاتها قرب منطقة المعامل بريف محافظة ديرالزور الشمالي، على خلفية انتقاده الوضع الصحي في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، واقتادته إلى جهة مجهولة.

وطالبت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بتعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً، وإيقاف كافة عمليات الاحتجاز التعسفية، والكشف عن مصير الآلاف من المُختفين قسرياً لدى قوات سوريا الديمقراطية، والتي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع، وابتزاز الأهالي، ولدينا تخوّف حقيقي على مصيرهم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان

وفي وقت سابق من شهر آب الجاري، حذرت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان من نزوح جماعي للمدنيين من مناطق سيطرة ميليشيا قسد وذلك إلى دول الجوار وأوروبا، بسبب ممارسات الميليشيا القمعية بحقهم.

وأوضح مدير الشبكة، فرهاد أوسو في تصريحات لوكالة الأناضول، أن الشباب في مناطق سيطرة ميليشيا قسد يضطرون إلى الهروب لمجموعة من الأسباب من أبرزها الخوف من التجنيد الإجباري في صفوف الميليشيا والاعتقال والترويع وعوامل أخرى تزيد الوضع سوءاً.

وفي أيار الماضي، أدانت 23 منظمة حقوقية كردية ميليشيا "قسد" بسبب ظاهرة خطف وتجنيد القاصرات والقصر، مطالبة الميليشيا بتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه هذا الملف وإعادة المخطوفين إلى عائلاتهم بشكل فوري.

يذكر أن الميليشيا وسّعت خلال الفترة الماضية حملات التجنيد الإجباري والاعتقالات التعسفية في مناطق سيطرتها بشمال شرق سوريا تزمناً مع تهديد تركيا بشنّ عملية عسكرية ضخمة ضدها في تلك المناطق. 

ويرفض معظم أهالي المناطق التي تستولي عليها ميليشيا "قسد" في الحسكة والرقة وديرالزور، سوق أبنائهم إلى التجنيد الإجباري في صفوفها، إذ شهدت مناطق شرق ديرالزور في ضفة الجزيرة الخاضعة لـ "قسد" مظاهرات كبيرة خرجت مؤخراً، رفضاً لممارسات "قسد" بحق المدنيين، وعمليات الاعتقال التعسفي بتهمة الانتماء إلى داعش، وكذلك لرفض سوق الشباب إلى التجنيد الإجباري.