ولكن هدفنا نحن الفوز على الأسد .. سيدي الرئيس !

ولكن هدفنا نحن الفوز على الأسد .. سيدي الرئيس !

في معرض رده على أسئلة الصحفيين في طريق عودته إلى البلاد من أوكرانيا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ( هدفنا ليس الفوز على الأسد ، وإنما مكافحة الإرهاب )  وتأتي تلك التصريحات لتؤكد أن ثمة مساراً مختلفاً للسياسة الخارجية التركية في الإقليم عموماً، وأن سبلاً مختلفة سيتم اتباعها – منها الانفتاح على نظام الأسد – لهدف إيجاد مخارج سياسية للأزمة السورية المستعصية ضمن مقاربات جديدة تأخذ في الاعتبار أولويتين تركيتين هما محاربة التنظيمات الكردية المتطرفة المتوضعة شمال شرق سوريا والتي تعتبرها تركيا تهديداً جدياً للأمن القومي التركي ، وقضية اللاجئين السوريين التي صارت تشكل صداعاً مزمناً للحكومة الحالية التي لا ترغب من جعل هذا الملف مطيّة للأحزاب المعارضة في صراعها مع التحالف الحاكم على تحقيق تقدم في الاستحقاق الانتخابي القادم  . 

  وكما هو واضح فإن الأجندة هنا هي ما يخص الدولة التركية ومصالحها العليا، وهذا أمر طبيعي، فالرئيس أردوغان هو رئيس تركيا وهو بالضرورة يعمل وسيعمل دائماً على خدمة مصالح الدولة والشعب التركيين وفق سياسات لا ثوابت فيها إلا تلك المصالح  .. وبالتالي من الطبيعي جداً أن تتوافق وتتقاطع تلك المصالح في لحظة أو سياق ما، مع أجندة ومصالح السوريين المناهضين لحكم الأسد الاستبدادي ، وقد تتضارب وتفترق في لحظات وسياقات أخرى لا يرى فيها السوريون الثائرون على حكم الطاغية الأسد أي مصلحة أو خدمة لقضيتهم، وفي جميع الأحوال فإن اختلاف الرؤى والمصالح والسياسات يجب أن لا يفضي أبداً إلى عداء وخصومة.

  السوريون كما تركيا يرون في التنظيمات الكردية الإرهابية خطراً وجودياً على الكيان السوري ويؤمنون أن تلك القوى لها أجندات لا تنسجم مع موجبات بناء الدولة الوطنية القائمة على مفهوم المواطنة المتساوية، والسوريون أيضاً يرون في القوى والأدوات الإسلاموية المتطرفة أصحاب دولة الشريعة المتخيلة خطراً داهماً أيضاً على الهوية الوطنية التي يفترض أن تتأسس عليها دولة القانون والمواطنة .. لكن قبل كل ذلك وبعده فالسوريون أيضاً يرون في الدولة ( الأسدية ) الطائفية خطراً ماحقاً على سوريا نفسها وجميع مواطنيها، وقد أثبتت أحداث العقد المنصرم أن هذه الدولة الطائفية دائماً ما تخيّر شعبها بين البقاء تحت حكمها أو الفناء تحت براميلها وكيماويّها  .. تخيّر شعبها بين بقاء الأسد أو إحراق وتدمير البلد  (!!!).

  نحن وأنتم يا سيدي الرئيس نتفق على قضيتين ، لكن أبداً لا نتفق على الثالثة .. السوريون لن يقبلوا بعد ما فعل بهم العودة لبيت الطاعة ( الأسدي )  ،  والسوريون عندما أُجبروا على الاختيار بين الانصياع لحكم الأسد المجرم ودولة الاستئثار الطائفي أو تدمير البلد وجعل عاليها سافلها ، اختاروا الثانية ليس لأنهم لا يحبون بلدهم ويفضلون تدميره .. على العكس تماماً هم انحازوا لهذا الخيار لأنهم يحبون بلدهم ويبحثون عن خلاص أبدي له من عَلَقَةٍ لا تكفُّ عن مصّ دمائهم ونهب ثرواتهم وتدمير مستقبل أجيالهم . 

  حسناً إذاً نحن كسوريين لن نجادل – ولا يحق لنا ذلك - فيما ترونه مصلحة عليا لبلدكم ، ولن نجادل – ولا يحق لنا ذلك أيضاً - بقضية أن الفوز على الأسد ليست قضيتكم ، بل إن قضيتكم هي محاربة الإرهاب ، فهذه خيارات سياسية عليا لبلدكم الآن وأنتم أدرى بها .. ولكن سنجادل بالتأكيد فيما يتعلق بمصالحنا العليا كمواطنين سوريين لا يرون لهم مستقبلاً طالما بقي هذا النظام، وبالتالي فإن للسوريين كل الحق في رفض أي حلول لا تنسجم مع تلك المصالح  وتلبي الحدود الدنيا لحقهم البشري في اختيار شكل مستقبلهم، وللسوريين أيضاً  وأيضاً كل الحق في التمسك بالحدود الدنيا للحل الذي توافقوا عليه مع المجتمع الدولي - بمن فيهم تركيا وروسيا - والذي تم التعبير عنه ببيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة بالوضع في سوريا، وفي رفض أي مسار من شأنه أن يقوّض أسس هذا الحل . 

  لقد سعى الأسد طوال عقد كامل لإخضاع السوريين وإعادتهم لبيت طاعته، واستخدم في سبيل ذلك مختلف سبل القمع والقتل والتهجير القسري والتنكيل والتدمير الممنهج ، لكنه لم يفلح في مسعاه قط ، ولن يفلح ..  فمن استباح حياة السوريين وأعراضهم،  ليس له مكان في مستقبلهم .. لقد انقضت مرحلة امتثال السوريين وخضوعهم لثقافة الخوف، وسيبقى دائماً سعي السوريين مبذولاً لإسقاط هذا الطاغية وتفكيك دولته الطائفية مؤمنين أنه لم يتمكن طاغية قط من إفناء شعبه.

 

التعليقات (9)

    ابن سراقب

    ·منذ سنة 7 أشهر
    ماشاء الله الكل قاعد برى سوريا وبدوا حرب وفتح جبهات الي بدوا يحارب يتفضل ينزل مكان الشام وحلب مبين خلوا الناس في حالها وكلكم جبناء

    سوري

    ·منذ سنة 7 أشهر
    جميل جدا صدقني لن يمنعك احد من تحقيق اسقاط النظام تفضل الساحة لك ول 1000 فصيل لو كان فيهم ذرة من الوطنية لاجتمعوا من اجل بلدهم وشعبهم اجل الشعب يجب ان ينتفض على النخبة السياسية والفصائلية الموجودة و انتاج طبقة جديدة تنظم العمل الثوري

    Firas

    ·منذ سنة 7 أشهر
    احترام ملك بريطانيا و اليابان وهولندا سمات الشعوب الراقية أما الشعوب الغبية تتطاول على زعمائها مثل في سوريا حتى في استراليا يقدسون ملكة بريطانيا ويضعون علمها

    كاسبروف

    ·منذ سنة 7 أشهر
    أثناء الربيع لقناة الجزيرة اجتمع ملوك الخليج و المغرب واتفقو عدم المساس بالملوك و عاشت الشعوب الملكية العربية رفاهية أما الشعوب الغبية التي تطاولت على زعمائها في كارثة ( الملك حتى في الشطرنج غالي ) فمن يخسر الملك سوى المغفلين

    محمود

    ·منذ سنة 7 أشهر
    لماذا شعب الأردن سعيد لانهم يحترمون زعمائهم

    Nadim

    ·منذ سنة 7 أشهر
    نحن نعيش في عصر أجهل من الجاهلية التي كانت في عهد رسول الله محمد صلى الله علي وسلم في الجاهلية على الأقل كان الناس في ذاك الزمان ذو شرف وكرم وإغاثة المستضف والمسكين وكان عندهم الشجاعة .والعجب العجاب كيف تطالبون من شعب ذبح منه مليوني إنسان ودمرت مدنه وقراه وعذب معتقلوه في السجون حتى الموت واغتصبت حرائره أمام أزواجهن أن يتصالح مع جلاديه .ياحكام العرب الخونة لانستثني منكم أحدا ويامن تطبلون لهم ويامن تقاتلون تحت رايتهم يا أنجس من حظيرة خنزير .الغانية أفضل منكم لعنة الله عليكم .تصلون وتصومون وتقاتلون وتدافعون عن الطاغوت تحت راية جاهلية ماأحمقكم . ألم يشطرط عليكم الله أن تكفروا بكل من لايحكم بشرع الله وسماه الله طاغوت. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء:60]، الآيات ألم تقرؤا قول الله تعالى. فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . [البقرة 256] . فاشترط عليك الكفر باطاغوت .فلا يجتمع الإيمان بالله مع عدم الكفر بالطاغوت, وهذاالكلام مدون بكتب كبار العلماء خسرتم الحياة الدنيا والآخرة ذالك هو الخسران المبين .لعن الله المجوس والعلويين وحميرهم العلمانيون العرب أعداء الملة والدين الملايين من الشباب المسلم يشتاقون إلى الموت في سبيل الله بعد وضوح الراية وخلو القيادة من العملاء والماسونيين.للأسف قيادات المعارضة تحركها أجندة خارجية.تلحق بتلك القيادات الهزيمة تلو الأخرى ويبقون في مناصبهم لأنهم جواسيس ولو كان عندهم أدنى شرف لاستقالوا واعترفوا بفشلهم هذا.وعلى الله قسد السبيل

    بيكفي

    ·منذ سنة 7 أشهر
    بيكفينا شعارات يا سيدي المحامي. التحرير وتحقيق الأهداف لا يتم بالجلوس في الغرف المكيفة والمقاعد الوثيرة. أكثر من عشر سنوات كانت كافية لابلور جسم موحد وقوي وواضح المعالم ضد نظام البعث وأعوانه. ولكن للأسف هذا لم يحصل. فقط نسمع كلام من أناس لا ندري من نصبهم للتحدث باسم السوريين ولا نعلم عنهم شيئاً ولا ماذا يعملون ولا من أين يتكسبون الشعب السوري ابتلى بمجرم سفاح قاتل طائفي وابتلى أيضاً بالمتعيشين المستفيدين من دماء السوريين. صدقاً أكاد أجزم أن كثيرين ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب السوري وناطقين باسمه مثل هذا المحامي الثورجي لا يريدون للوضع الحالي أن يتغير. فمكاسبهم وقصورهم وشركاتهم تتأتى من هذا الوضع. أما الشعب المسكين....

    sundus

    ·منذ سنة 7 أشهر
    الى غزوان قرنفل, اذا كان اردوغان هو سيدك الرئيس, فغدا سيعيدك الى حضن سيدك الرئيس بشار اسد... كفى ارتزاقا ولعقا لاحذية الاتراك... كفى الحريه لاتاتي من استانبول وانقره... هي لديها مشاكلها مع 20 مليون كردي لا تعترف بوجودهم وتستعملكم لمحاربة اخوتكم الكرد في سوريا, التي على اساس تحترم مستقبلها المتناغم ولا انا غلطان يا غزوان قرنفل؟؟؟

    شي واحد

    ·منذ سنة 7 أشهر
    قضية سوريا أكبرمن أي مواطن سوري..لقد اتفق العالم على تخريب سوريا عندما سمح لهذه العصابة النصيرية الحاكمة بأن تظل بالحكم منذ ٥٠ سنة و حتى يومنا هذا.. قتل المجرم الدكتاتور الارهابي بشار السفاح و عصابته ملايين السوريين و هجر و سجن مئات الآلاف ومع ذلك مازالت هذه العصابة تتابع جرائمها بحق الشعب السوري دون أي إهتمام من العالم لأن هذا هو ما يريدونه إبادة أهل السنة لأنها حرب على الاسلام!!!
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات