3 أسباب تحول دون نجاح التفاوض بين واشنطن ونظام أسد للإفراج عن الصحفي الأمريكي "تايس"

3 أسباب تحول دون نجاح التفاوض بين واشنطن ونظام أسد للإفراج عن الصحفي الأمريكي "تايس"

أعاد إنكار نظام أسد احتجاز الصحفي الأمريكي أوستن تايس لديه، التساؤلات عن الأسباب التي تحُول دون التوصل إلى صفقة تضمن الإفراج عن تايس الذي اختُطف قبل عشر سنوات.

وابتزازاً لواشنطن لا يريد نظام أسد الاعتراف باختطاف تايس، بل يصرّ على إنكار وجوده لديه، رغم تأكيد إدارة البيت الأبيض أن بحوزتها معلومات تكذّب رواية أسد.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، قد كذّب الأربعاء بيان خارجية أسد، مؤكداً أن "رأي واشنطن في الموقف السوري تجاه الصحفي الأمريكي المحتجَز أوستن تايس لم يتغير".

جاء ذلك، تعليقاً على نفي خارجية أسد، اختطاف أو إخفاء أي مواطن أمريكي في سوريا، أو إقامته في مناطق سيطرتها.

معلومات موثّقة بحوزة واشنطن

وعلى خلفية هذا السِّجال، يقول المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا إن الخارجية الأمريكية لا تطلق التصريحات جزافاً، وإنما تستند إلى معلومات استخباراتية موثوقة تنشط في سوريا.

ويضيف لـ"أورينت نت" أن من الصعب تصديق النظام، ومن غير المستغرب أن يكون تايس هو أحد ضحايا هذا النظام الذي فتك بالسوريين.

ورطة أسد

لكن، لماذا يصرّ النظام على إنكار احتجاز تايس لديه؟، يردّ الغبرا بقوله: "النظام يبدو في موقف صعب للغاية، لأن اعترافه باحتجاز تايس سيقود بالضرورة إلى ردود فعل قوية من واشنطن، رغم العروض التي تقدّمها الأخيرة والتلويح بمقايضات".

ويعتقد الغبرا أن السبب الأساسي وراء عدم اعتراف النظام بتغييب تايس كل هذه المدة، هو الخشية من المحاسبة، مضيفاً أن "النظام لم يُحسن التصرف بعد اعتقال تايس، ويبدو إن إخفاء الصحفي كان نتيجة عدم توفر خيارات مطروحة، نظراً لأن الظروف في حينها كانت مختلفة".

وحسب المستشار السابق في الخارجية الأمريكية، فإن بقاء الوضع على حاله، يعني زيادة الضغوط الأمريكية على النظام، مستبعداً في الوقت ذاته حدوث أي صفقة للإفراج عن تايس.

ويعقّب بقوله: إن "احتمالية الصفقة كانت قائمة بعد تغييب الصحفي بأسابيع، لكن لا يمكن بعد مرور عقد من الزمن أن يتم التوصل إلى أي مبادلة أو صفقة"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة لن تتفاوض مع جهات راعية للإرهاب، واعتقال صحفي يضاف إلى قائمة الأعمال الإرهابية التي ارتكبها النظام، وبالتالي لا يجب انتظار صفقة في هذا الجانب".

واشنطن غير جادّة

من جهة ثانية، تعتقد مصادر مطلعة أن واشنطن غير مستعدة لدفع الثمن الذي يطالب به الأسد، أي تجميد "قانون قيصر" أو تخفيف حدّة عقوباته، وكذلك هي غير جادة في الدخول في مفاوضات سياسية مع أسد.

وتقول المصادر لـ"أورينت نت" إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تثير ملف تايس من وقت لآخر، لحسابات متعلقة بالشارع الأمريكي واستقطابه انتخابياً، وعادة ما يتم تجاهل هذا الملف، لأن مساومات النظام كبيرة، ولا تجرؤ أي إدارة على الأقل حالياً على المضي بها، رغم التزام واشنطن بإعادة الرهائن الأمريكيين.

وكان بايدن قد شارك قبل أيام، عائلة الصحفي في إحياء الذكرى السنوية العاشرة لاختطافه في سوريا، وقال: "نعلم يقيناً أن نظام أسد يحتجزه وقد طلبنا مراراً منه العمل معنا حتى نتمكن من إعادة أوستن إلى الوطن".

أوستن تايس

ومنذ اختطافه في صيف العام 2012 أثناء توجهه من ريف دمشق إلى لبنان، عندما كان يعمل صحفياً متعاوناً مع العديد من الصحف ووكالات الأنباء ومنها "واشنطن بوست" وشبكة "سي إن إن" ومجموعة "ماكلاتشي نيوز"، ووكالة "فرانس برس"، والمعلومات عن مصيره لا زالت شحيحة.

وظهر تايس بعد اختطافه في أيلول 2012 في مقطع مصوّر، وهو معصوب العينين لدى مسلحين، ليسود اعتقاد بأن المقطع من إنتاج نظام أسد، بغرض اتهام فصائل المعارضة بالمسؤولية.

وبعد اختطافة بنحو 3 سنوات، كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نقلاً عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، أن مبعوثاً حكومياً أمريكياً تمكن من رؤية تايس عبر وساطة دبلوماسي تشيكي حيث تحتفظ التشيك بسفارة لها عند نظام أسد، تمثّل المصالح الأمريكية في دمشق.

يُذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية كشفت قبل أيام عن محادثات مباشرة أجرتها مع نظام أسد بغية تأمين الإفراج عن تايس، وأكدت أن المحادثات خُصّصت لهذا الغرض فقط.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات