معارض إيراني: نظام الملالي زاد من إعدامات معارضيه ولن تستقر سوريا والمنطقة إلا برحيله

معارض إيراني: نظام الملالي زاد من إعدامات معارضيه ولن تستقر سوريا والمنطقة إلا برحيله

ضيّق نظام الملالي وأجهزة مخابراته (السافاك- السافاما) الخناق على المدنيين وحرياتهم في إيران، وجعل نطاق اجتماعاتهم محدوداً لا يكاد يتعدى الجنائز والأماكن الدينية "الحسينيات"، لكنّ سطوته طالت المعارضين أكثر من غيرهم، واشتد التضييق عليهم في الداخل والخارج بهدف إقصائهم عبر جمع المعلومات عنهم والقضاء على أماكن تجمّعهم بإيران.

ومن الضغوط الكبيرة التي مورست على المعارضة ما حدث في 23-24 تموز الفائت حينما كانت على موعد مع مؤتمرها السنوي العالمي في معسكر أشرف 3 بألبانيا لكن لأسباب أمنية تم تأجيله.

وللوقوف على الأمر جرى لقاء مع السيد "علي صفوي" عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أجاب عن العديد من الأسئلة التي طُرحت عليه وهي..

ما أسباب تأجيل المؤتمر العالمي للمعارضة الإيرانية؟

ورد في إعلان اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تأجيل القمة العالمية لإيران الحرة لعام 2022 بناء على توصية من الحكومة الألبانية، نظراً لمؤامرات إرهابية تستهدف القمة، حيث لم تكن هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه المؤامرات المدبّرة من وزارة المخابرات وفيلق القدس التابع لحرس الملالي.

ففي مارس 2017، تم إحباط محاولة استهداف تجمع النوروز، الذي عقده مجاهدو خلق بالقرب من تيرانا بواسطة شاحنة مفخخة، ونتيجة انكشاف المؤامرة طَردت الحكومة الألبانية سفير الملالي لديها "غلام حسين محمد نيا" ونائبه مصطفى رودكي.

وفي يونيو 2018، تم إحباط مؤامرة تفجير ضد القمة العالمية لإيران الحرة في فيلبينت، بالقرب من باريس في اللحظة الأخيرة، عندما تم إلقاء القبض على دبلوماسي كبير لنظام الملالي ومقره في فيينا يدعى (أسد الله أسدي) وثلاثة من رفاقه الإرهابيين ومحاكمتهم، حيث حُكم عليهم بالسجن 18 إلى 20 عاماً.

ولو وقع الانفجار حينها لكان مئات الأشخاص وربما الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك العديد من المشرّعين والمسؤولين الحاليين والسابقين من مختلف البلدان الذين شاركوا في التحدث في هذه القمة، قد لقوا مصرعهم أو أصيبوا إصابات بالغة، بالإضافة للهدف الرئيسي لهذه العملية الإرهابية الفاشلة وهو السيدة "مريم رجوي" الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

ما حقيقة خطة “أسد الله أسدي” ضد المعارضة الإيرانية؟

أسد الله أسدي رئيس محطة المخابرات التابعة لوزارة مخابرات الملالي في أوروبا حيث إنه بعد فشل مؤامرة النظام ضد تجمع النوروز الذي عقده مجاهدو خلق في مارس 2017 بألبانيا، تم تكليفه بتنفيذ نفس المهمة ضد قمة إيران الحرة 2018، وهي عملية تم اتخاذ قرار تنفيذها على أعلى مستويات النظام الإيراني، في داخل المجلس الأعلى للأمن القومي لنظام الملالي.

أحضر أسدي القنبلة التي كان من المفترض أن تُستخدم في هذه العملية الإرهابية من طهران إلى فيينا على متن طائرة ركاب، ومن هناك توجّه إلى لوكسمبورغ بالسيارة لتسليم المادة المتفجّرة (TAPT)  إلى المرتزقة الإرهابيين "نسيمة نعامي وأمير سعدوني" لكن لحسن الحظ في اليوم الذي انطلق فيه البرنامج، ألقت الشرطة في بروكسل القبض على سعدوني أثناء سفره إلى باريس وتم تفكيك القنبلة.

وفي اليوم التالي تم إلقاء القبض على أسدي أثناء عودته من ألمانيا إلى النمسا وبحوزته الكثير من الوثائق والأدلة حول هذه العملية ونشاطاته السرية الأخرى على الأراضي الأوروبية، كما ألقت الشرطة الفرنسية القبض على إرهابي رابع يدعى "مهرداد عارفاني" في مكان انعقاد البرنامج وقبل دخول القاعة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن “أسدي” قد وجّه الإرهابيين الذين كانوا من المفترض أن يُحضروا القنبلة إلى القاعة أن يضعوها في أقرب مكان ممكن من منصة المتحدثين، التي كانت بالقرب من مكان جلوس السيدة رجوي.

ما قضية معسكر أشرف بالعراق؟ وما التجاوزات التي تعرّضت لها المعارضة الإيرانية؟ 

بعد سلسلة من المناقشات بين الحكومة الفرنسية ونظام الملالي من أجل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين من قبل مرتزقة نظام الملالي اللبنانيين، قامت الحكومة الفرنسية بحظر أنشطة منظمة مجاهدي خلق، وإجبار هذه المنظمة على مغادرة فرنسا والذهاب إلى العراق عام 1986، فتم بناء معسكر أشرف خلال 26 عاماً من إقامة مجاهدي خلق في محافظة ديالى العراقية، والتي كانت مساحتها 14 ميلًا مربعًا.

وعلى مر السنين تحول المعسكر إلى مدينة حديثة بها جميع المرافق والبنى التحتية بما في ذلك مستشفى ومسجد ومتحف وملعب رياضي وحمام سباحة وقاعات للمؤتمرات.

وقبل احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة عام 2003، هاجم نظام الملالي معسكر أشرف بـ13 طائرة فانتوم في عدة مناسبات، بما في ذلك هجوم أبريل 1992، واستُشهد أحد أعضاء مجاهدي خلق نتيجة له.

وبعد احتلال العراق وتشكيل حكومة نوري المالكي، الذي كان مرتزقاً وتابعاً لنظام الملالي، أصبح معسكر أشرف هدفاً لهجمات شنّها الجيش العراقي وقوات الأمن في تموز/يوليو 2009، ونيسان/أبريل 2011 وأيلول/سبتمبر 2013، بالإضافة لأربعة هجمات صاروخية على معسكر ليبرتي، حيث تحرك مجاهدو خلق من أشرف، وقُتل ما مجموعه 140 مجاهداً وأُصيب أكثر من 1500.

وفي أثناء غزو القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية العراقية، والتي كانت برفقة مرتزقة من فيلق القدس التابع لحرس الملالي، قُتل 52 مجاهداً، بينهم ستّ نساء في معسكر أشرف، وكثير منهم استُشهد وهو مقيّد اليدين بعد أن تم إطلاق النار على رؤوسهم وجباههم من مسافة قريبة، كما تم اختطاف 7 أشخاص بينهم ستّ نساء وما زال مصيرهم مجهولاً.

إيران في المستقبل

إيران بعد الملالي ستكون جمهورية ديمقراطية تعدّدية تقوم على فصل الدِّين عن الدولة وغير نووية، تؤمِن بصناديق الانتخاب من خلال انتخابات حرة واقتراع سرّي لجميع أفراد الشعب الإيراني.

وفي إيران الحرة غداً، ستتمتع المرأة بحقوق متساوية مع الرجل في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وستتمتع جميع الأقليات الدينية والعرقية بحقوق متساوية أمام القانون، وسيكون لإيران المستقبل قضاء مستقل كما ستُلغى عقوبة الإعدام وقانون الملالي الرجعي.

والتزام إيران الغد بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة بالإضافة لحرصها على بناء علاقة تعايش سلمي مع جميع دول الجوار على أساس عدم التدخل في شؤونها.

ما رسالتكم لشعوب الدول العربية الذين يكتوون بنار نظام الملالي؟

ما دامت ديكتاتورية الملالي والتي تعيش في العصور الوسطى تحكم إيران، فلن ترى المنطقة الاستقرار والسلام والأمن، والطريقة الوحيدة لإسقاط هذه الفاشية الدينية هي بأيدي الشعب ومقاومته المنظمة، وفي كل يوم يمرّ يغرق نظام الملالي أكثر فأكثر وسط أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية داخلية لا يمكن علاجها وتقرّب من لحظة الإطاحة به.

ونظراً لإدراك نظام الملالي ذلك قاموا بتعيين "إبراهيم رئيسي" المعروف بجلاد عام 1988 (مجزرة قُتل فيها 30 ألف مجاهد ومقاتل سياسي)، ما أدّى لزيادة غير مسبوقة في القمع والإعدامات، إلا أن ذلك لم يحُلَّ أي تناقضات للنظام، ولم تتوقف انتفاضات واحتجاجات الطبقات المختلفة، بل زادت، وهنا لا بد من الإشارة للدور المهم الذي تلعبه وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق.

في المقابل، على الدول العربية الشقيقة أن تتبنى سياسة حاسمة تجاه هذا النظام، وتعترف بحق الشعب الإيراني ومقاومته في قلب نظام الاستبداد الديني الحاكم، فهذا النظام هو الداعم الأكبر للإرهاب على المستوى الدولي، وقد عرّضت برامجه النووية والصاروخية السلام والأمن الإقليميين والدوليين للخطر بالإضافة لتدخله المدمّر في دول المنطقة.

وعليه فلا مكان لنظام الملالي بين الأمم المتحضرة ويجب أن يرفضه المجتمع الدولي وأن يخضع لعقوبات أشد، بما في ذلك إعادة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الستة، كما يجب أن يُخصّص مقعد إيران في الأمم المتحدة لممثل حقيقي للشعب الإيراني، أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

والآن بدلاً من استخدام أموال الشعب الإيراني في التنمية الاقتصادية وتقدم المجتمع، تنفق هذه الأموال على البرنامج النووي والصاروخي، فضلاً عن تجهيز وتسليح مرتزقة هذا نظام الملالي في العراق ولبنان واليمن وبلدان أخرى، حيث أنفقت طهران عشرات الملايين من الدولارات وأرسلت عشرات الآلاف من المقاتلين والمرتزقة الأفغان والباكستانيين وحزب الله لإبقاء الدكتاتور السوري المتعطش للدماء على قيد الحياة.

كما إن إيران تحت حكم الملالي لديها أعلى سجلّ عالمي من الإعدامات مقارنة بعدد السكان، وهي الجلاد الوحيد للأطفال في العالم المعاصر، ففي عام واحد فقط منذ تولّي "رئيسي" منصبه، تم إعدام ما لا يقلّ عن 520 شخصاً، بما في ذلك العشرات من المعارضين السياسيين والنساء والأطفال دون سن 18 عاماً.

التعليقات (3)

    سعيد شلبي

    ·منذ سنة 8 أشهر
    الملالي الإيرانيون ومن ساندهم هم مصدر الاجرام والارهاب في العالم اللهم اقلعهم من جذورهم وأهلكهم عن بكرة أبيهم وعجل يارب بهلاك كل من والاهم وأيدهم اللهم آمين

    عبد المنعم محمد

    ·منذ سنة 8 أشهر
    دولة الملالي في ايران أكبر دولة تصنع الارهاب في العالم وهم الشيطان الأكبر في الكرة الارضية

    مسعود محمد

    ·منذ سنة 8 أشهر
    كل ما قال السيد علي صفوي حق، وعلى العالم العربي أن يتخذ موقف موحد صارم تجاه هذا النظام القاتل المحتل، هذا النظام وصمة عار على جبين البشرية، ليست وإلا
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات