اتهامات وخلافات.. ملف إعادة اللاجئين السوريين يفجّر سجالاً كبيراً بين مسؤولي الحكومة اللبنانية

اتهامات وخلافات.. ملف إعادة اللاجئين السوريين يفجّر سجالاً كبيراً بين مسؤولي الحكومة اللبنانية

تتصاعد أزمة اللاجئين السوريين في لبنان وذلك بعد أن سحب رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ملف اللاجئين من سلطة وزير شؤون المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال “عصام شرف الدين”، وأحاله إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، تزامناً مع إخراجه من التشكيلة الحكومية.

واشتعل الخلاف مجدداً بعدما انتقد شرف الدين، في لقاء مع قناة الجديد اللبنانية، الجمعة، النهج الذي يتّبعه ميقاتي في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين في لبنان، وتهميشه من الخطة التي تقترح إعادة 15 ألف سوري شهرياً إلى سوريا، وإحالة الملف إلى وزارة الشؤون الاجتماعية.

واتهم شرف الدين، ميقاتي، بتغيير رأيه حول خطة إعادة اللاجئين “180 درجة”، زاعماً أن ذلك يأتي من أجل إرضاء ميقاتي للمجتمع الدولي، و”لحماية مصالحه وشركاته في الغرب”.

ولفت شرف الدين إلى أنه قام بزيارة حكومة ميليشيا أسد حيث استقبله وزيرا الداخلية والإدارة المحلية التابعان لأسد، إلا أن ميقاتي ردّ على زيارته بتهكّم، متهماً ميقاتي بالعمل ضد مصالح لبنان.

مستشار ميقاتي يردّ

من جهته، اعتبر مستشار رئيس الحكومة اللبنانية، فارس الجميل، اتهامات "شرف الدين" غير دقيقة، مُرجعاً ملف اللاجئين إلى وزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارها جهة الاختصاص قانوناً.

وقال الجميل في مقابلة على القناة ذاتها، إن زيارة شرف الدين جاءت بمسعى فردي وعلى رأس وفد حزبي لا يمثل الدولة اللبنانية، واللجنة الوزارية المعنية التي التزمت بتحفظات المنظمات الدولية والهيئات الأممية على ملف العودة.

وانتقد الجميل موقف شرف الدين على اعتباره “تسييساً” لملف عودة اللاجئين في إطار “فتح النار” على رئيس الحكومة على خلفية إقصائه من التشكيلة الوزارية المقترحة.

وزير كندي يردّ على خطة لبنان

وقبل أيام، حذّر وزير التنمية الدولية الكندي، هارجيت ساجان، من مخاطر إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قسراً، مؤكداً أن مناطق سيطرة أسد ليست مكاناً آمناً.

وقال ساجان في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس: "من المهم جدًا جدًا التأكد من وجود بيئة آمنة تمامًا حيث يمكنهم العودة إليها"، مضيفاً أنه "من الواضح، أن سوريا ليست مكانًا آمنًا لعودة الناس في الوقت الحالي، بناءً على تقييماتنا".

وأضاف ساجان الذي شغل سابقاً منصب وزير الدفاع أنه رأى بنفسه آثار و"أهوال الحرب، التي تدفع الناس للخروج"، مؤكداً أنه "لا أحد يريد مغادرة منزله، لكن كان عليهم ذلك".

ووصف اللاجئين المهجَّرين بأنهم أناس أصحاب كرامة، ويرغبون بالعودة إلى ديارهم ولا يريدون العيش في هذه الظروف، مشدداً على أن أي عودة يجب أن تكون "طوعية"، وذلك في رد واضح على خطة لبنانية طُرحت مؤخراً لإعادة  15 ألف سوري كل شهر.

وقال إن كندا ستواصل البحث عن سبل مع “الشركاء الدوليين” لتقديم الدعم المباشر المناسب للشعب اللبناني و"اللاجئين السوريين المعرّضين للخطر أيضًا".

خطة لبنانية لإعادة آلاف اللاجئين

تحذيرات الوزير تأتي بعد حديث وزير المهجّرين  اللبناني عصام شرف الدين في الخامس من تموز الماضي، عن خطة تستهدف "إعادة 15 ألف نازح سوري شهرياً إلى بلادهم" وطلبه من مفوّضية شؤون اللاجئين تعليق المساعدة لأولئك الذين تم اختيارهم للعودة.

وعقب ذلك، حذّرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من عمليات الإعادة القسرية التي ينوي لبنان تنفيذها بحق اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه، مؤكدة بالأدلة أنهم سيواجهون خطر التعذيب والاضطهاد.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان 1.5 مليون تقريباً، نحو 900 ألف منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعاني معظمهم أوضاعاً معيشية صعبة، خاصةً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية اللبنانية من جهة والعالمية من جهةٍ ثانية.​​​​​​​

التعليقات (1)

    آمنة 🤔

    ·منذ سنة 8 أشهر
    بعدما القاتل الذي ذبح أولادهم و دمر بيوتهم ونهب ارزاقهم و اغتصبهم و عذبهم حتى الموت... لا يزال يعيث فسادا فوق الأرض... الا لعنة الله على الظالمين وكل من وقف معهم وسكت عنهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات