حوّلت ميليشيا أسد أحد أهم معالم العاصمة دمشق وهو نهر بردى من مكان يتغزّل به الشعراء ويشدو له المطربون إلى مكان عبارة عن مكب للقمامة ومأوى للجرذان والقوارض مع تعرض مجراه لتعديات أصحاب المقاهي والمطاعم، كل ذلك مع الاستمرار بمعاقبة أهالي وادي بردى ومنعهم من العودة لمنزلهم في بلدات بسيمة وعين الفيجة وعين الخضرة وغيرها.
وقال شادي طراف ناشط إعلامي من أهالي وادي بردى لموقع أورينت نت، إن مياه نهر بردى باتت اليوم ملوثة بشكل كبير وذلك نتيجة إهمال حكومة أسد وعدم اهتمامها بتنظيف مجرى النهر، وكذلك تحويل مجاري مياهٍ آسنة إلى مجرى النهر في مناطق وسط العاصمة دمشق، ما جعل من مياه النهر عرضة لوجود الحشرات والقوارض والجرذان.

وأضاف طراف أن هناك تعديات كبيرة على حرم النهر من قبل تجار ومستثمرين محسوبين على ضباط ميلشيا أسد، حيث أقاموا متنزهات ومقاهٍ ومطاعم غير نظامية لا تراعي خصوصية النهر، وذلك في منطقة الربوة وأشرفية الوادي، وهدفهم كسب المزيد من الأموال من رواد مطاعمهم على حساب نظافة النهر، الذي كان يعتبر من أبرز معالم دمشق.
من جهته قال مصطفى عثمان من أهالي دمشق لموقع أورينت، إن سبب الحالة الرثة التي وصل لها نهر بردى هو تهالك شبكات الصرف الصحي بمحيط النهر وعدم اهتمام محافظة دمشق بتنظيف ضفاف النهر ومجراه، ما يخلق بيئة من القمامة والأوساخ والروائح الكريهة في وسط العاصمة بدل أن يكون النهر مركز استقطاب لسكان دمشق وريفها.
وذكر مصطفى أن عدة مشاريع سياحية غير نظامية قامت باستباحة حرم النهر وصبت المياه الآسنة في مجراه دون أي إجراء يذكر من محافظة دمشق التي تكتفي فقط بالبيانات وتوجيه إنذارات شفهية لا تطبق على أرض الواقع لأن المستثمرين من المتنفذين في عصابة ميليشيا أسد.

تقارير موالية تفضح واقع النهر
وكانت تقارير إعلامية موالية اعترفت بالحالة السيئة التي وصل لها نهر بردى، واعترف مدير الصيانة في محافظة دمشق غسان الخطيب لإذاعة شام إف إم بتاريخ 25/6/2022 أن النهر تراجع لأدنى مستوياته من منسوب المياه ونسبة التلوث.
وبحسب ما زعم المسؤول الموالي فإن السبب الرئيسي لتلوث نهر بردى هو رمي الأوساخ بشكل مستمر من قبل المواطنين وعدم وجود أي التزام، وذكر الخطيب أن تحويل بعض المصارف الصحية في دمر وعدة مناطق أخرى إلى النهر أيضاً ساهم بتلوثه، لافتاً إلى أن هناك دراسة حالية لإزالة الصرف الصحي عن النهر وإعادة تجميله بالتعاون بين عدة جهات، على حد قوله.
يذكر أن نهر بردى ينبع من جنوب منطقة الزبداني المحاذية للحدود اللبنانية، ليبدأ رحلته عبر وادي بردى ليرفده نبع الفيجة بغزارة مياهه، ثم يكمل طريقه إلى الهامة ودمّر ويصل إلى منطقة الربوة بدمشق ويتفرع النهر في منطقة الربوة إلى سبعة أفرع تتوزع في أنحاء المدينة، ليتجه بعدها إلى الغوطة الشرقية فيرويها ويصب أخيراً في بحيرة العتيبة بطول 71 كم.
وورد في تسمية نهر بردى قديماً اسم "باراديوس" أي نهر الجنة أو الفردوس، بحسب ما ذكر المؤرخ الكبير ابن عساكر في كتبه، وتغنى الشعراء والأدباء بوصف النهر وجماله وعلاقته بتاريخ دمشق مثل الشاعر أحمد شوقي ونزار قباني وغيرهم.

التعليقات (7)