أعلن الأردن إحباط محاولة تهريب شحنة مخدِّرات قادمة من مناطق سيطرة حكومة ميليشيا أسد في سوريا، وذلك بعد ضبطها في معبر جابر الحدودي وهي مخبأة داخل كروزات دخان.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام قوله إن العاملين بإدارة مكافحة المخدرات، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ودائرة الجمارك الأردنية، تمكنوا في مركز حدود جابر من ضبط 60 ألف حبة كبتاغون المخدرة مخفية داخل عبوة بلاستيكية.
وأوضح أن العاملين داخل المعبر اشتبهوا بتلك العبوة التي عثروا عليها ملقاة داخل أحد مرافق المعبر، ليتبين أن بداخلها مجموعة من كروزات الدخان المحشوة بالحبوب المخدرة من الكبتاغون، مضيفاً أن التحقيق والعمل جارٍ لضبط المتورطين بالقضية.
وتتكرر محاولات تهريب المخدرات من مناطق سيطرة أسد إلى الأراضي الأردنية، بإدخال كميات ضخمة بوسائل مختلفة بهدف توريدها إلى دول الخليج العربي، وهو أمر زادت نسبته في الآونة الأخيرة عبر المعابر الرسمية وغير الرسمية من قبل عصابات تابعة لميليشيات أسد وإيران.
لكن العملية الأخيرة تؤكد بوضوح استهزاء ميليشيا أسد بالجانب الأردني ومحاولات إغراق المملكة بالمواد المخدرة بشتى السبل، خاصة أن السلطات الأردنية أحبطت مئات محاولات التهريب التي تحمل كميات ضخمة خلال العامين الماضي والحالي.
مخدرات أسد
وقبل أسابيع، نشر موقع ميديا بارت "media part" الفرنسي بالتعاون مع صحيفة (دوماني) الإيطالية معلومات ووثائق تثبت تورط بشار الأسد ومقرّبين منه بعمليات تهريب الكبتاغون إلى أوروبا وليبيا عبر ميناء اللاذقية وصولاً إلى السواحل اليونانية والإيطالية التي يتم فيها تفريغ الحمولة وتوزيعها على بعض الدول الأوروبية والإفريقية.
ووفقاً للموقع فقد تم الكشف عام 2020 عن إحدى أكبر عمليات ضبط المخدرات في مدينة ساليرنو الإيطالية قادمة من ميناء اللاذقية بسوريا ومتّجهة إلى ليبيا عبر وضعها في 4 حاويات، حيث قُدّرت الكمية بـ 14 طناً (850) مليون حبة بيضاء صغيرة.
وفي 12 تموز الماضي، نقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية تأكيد مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول وخبراء دوليين وإقليميين وسوريين تحول مناطق سيطرة أسد إلى مناطق مصنعة للمخدرات، ووصفها بـ"دولة مخدرات" و"جمهورية الكبتاغون"، في حين أن حكومة أسد بدت كمن يريد حجب الشمس بكفه، بادعائها أنها "تواجه هذه الآفة بكل عزيمة وإصرار" وأن مناطقها "بعيدة كل البعد عن زراعة وصناعة المخدرات".
وأشارت الصحيفة إلى أن سوريا اعتادت أن تكون نقطة عبور للمخدرات المهربة من أفغانستان وإيران، لكنها الآن منتج ومستهلك، حيث انتقلت تجارة المخدرات في سوريا إلى مرحلة جديدة.
وتعدّ حكومة ميليشيا أسد وحليفتها إيران وميليشياتها وعلى رأسها حزب الله اللبناني من أبرز المصدّرين للمخدرات على مستوى الشرق الأوسط وربما العالم، وقد كشفت العديد من التقارير الخط الإنتاجي للمخدرات والحبوب المخدرة وطرق التصدير إلى دول الخليج وأوروبا وغيرها من الدول الأخرى.
وكانت أبرز الصفقات التي تم ضبطها (صفقة الرّمان اللبناني في السعودية) في نيسان 2021، والشحنة الأكبر في تاريخ الجمهورية التركية، والتي تم خلالها ضبط 1072.6 أي ما يعادل (طناً و 72 كيلوغراماً) من حبوب "الكبتاغون" المخدرة بميناء إسكندرون، والتي بلغت قيمتها الإجمالية حينها 37 مليوناً و261 ألفاً و 905 دولارات، أي ما يعادل (313 مليون ليرة تركية) وفق سعر الصرف آنذاك.
التعليقات (0)