انقسام جديد.. تحالف المعارضة السداسي في تركيا يبحث الحوار مع الأسد

اجتماع لقادة عدد من الأحزاب التركية المعارضة
بحثت المعارضة التركية مسألة فتح قنوات اتصال مع حكومة ميليشيا أسد، وذلك تحت ذريعة إيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا والتي على ما يبدو لا تجد بعض أطراف المعارضة لبرنامجها الانتخابي أفضل منهم كفزاعة لتخويف الناخبين والحصول على أصواتهم.
إلا أن هناك انقساماً واضحاً في مواقف الأحزاب السياسية المشكّلة لتحالف الأمة المعارض المكون من 6 أحزاب رئيسية تتصدر المشهد السياسي المعارض في تركيا من الحوار مع أسد بهدف حل مشكلة اللاجئين السوريين الموجودين في البلاد، حسب ما ذكر تقرير لموقع "DW" التركي.
وذكر الموقع أن الأحزاب الـ6 تعمل الآن على نص جديد لحل مشكلة اللاجئين، إلا أن ذلك يأتي وسط انقسام في الموقف من الحوار مع أسد، إذ إنه في حين يوصي الحزب الديمقراطي بإجراء حوار مع الأخير، ويؤكد توافق "الطاولة السداسية" على ذلك، فإن حزب المستقبل يقول: "نحن في مرحلة التشاور بعد، ولا يمكننا القول إننا اتفقنا على هذا الموضوع بعد".
اجتماع لجنة الهجرة في التحالف السداسي
وفق تقرير "DW" أشارت نائبة رئيس الحزب الديمقراطي إيلاي أكسوي، وهي عضو في لجنة الهجرة التي أنشأها تحالف "الطاولة السداسية" إلى أن اللجنة عقدت اجتماعين حتى الآن، وأن الاجتماع الثالث سيُعقد في 10 من آب/أغسطس الجاري.
ولفتت أكسوي أن الأحزاب تشاركت أفكارها ومقترحاتها بشأن مسألة اللاجئين السوريين، موضحة أن اللجنة تعمل على إصدار نص مشترك في هذا الصدد.
واعتبرت أن من أهم طرق حل مشكلة اللاجئين إقامة حوار مع حكومة ميليشيا أسد، معربةً عن اتفاق الأطراف الستة حول هذا الموضوع.
مبادئ أتاتورك تدعو إلى علاقات دبلوماسية مع أسد
وقالت أكسوي إن هناك قضايا خطيرة للغاية يتفقون عليها، أحدها هو التوصل إلى حل وسط مع أسد، والعودة إلى مبادئ مصطفى كمال أتاتورك وإحلال السلام في الداخل والخارج، وإعادة العلاقات مع جميع جيران تركيا وإقامة علاقات دبلوماسية معها.
وأشارت أكسوي إلى ضرورة إقامة حوار ليس فقط مع سوريا، ولكن أيضاً مع الدول الأخرى التي تعاني من مشكلة اللاجئين مضيفة: "اليوم، هناك مهاجرون غير شرعيين قدموا من 112 دولة مختلفة إلى تركيا، سنجري حوارات مع تلك الدول..".
حزب المستقبل: هناك مواضيع نواصل التشاور حولها
بالمقابل قال مسؤول كبير من حزب المستقبل حول النص المشترك إنهم لم يتوصلوا إلى توافق حول كل قضية حتى الآن وأن بعض الموضوعات قيد التقييم، موضحاً أن كل طرف يقدم أفكاره الخاصة على الطاولة كاقتراح حل.
وأشار المسؤول إلى أن هناك قضايا يتفقون عليها وأن هذه المواضيع ستُدرج في النص، وقال: "هناك مواضيع نواصل التشاور بشأنها، ومسألة الحوار مع (حكومة ميليشيا أسد) من القضايا التي نواصل النقاش بشأنها، ومع ذلك، لا يمكننا القول إننا اتفقنا على هذه المسألة بعد".
فيما عارض رئيس الحزب أحمد داود أوغلو إقامة حوار مع أسد خلال فترة رئاسته للوزراء موضحاً أن ذلك لن يساهم في حل المشكلة.
موقف الأحزاب التركية المعارضة الأخرى
من جهة أخرى، جادل الشريكان الأكبران في الطاولة السداسية، حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد، منذ فترة طويلة بأن على تركيا تغيير سياستها تجاه سوريا وضرورة إقامة حوار مع أسد.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها الموقع، عبّر الطرفان عن وجهات نظر متشابهة في اجتماعات لجنة الهجرة وطالبا بإدراج التزامات بإقامة حوار مع أسد في النص المشترك.
أما حزب السعادة فلديه نفس التوجه مع كل من حزبي الشعب الجمهوري والجيد بضرورة إقامة حوار مع الأسد لحل المشكلة في أسرع وقت ممكن.
خلاف على أموال مساعدات اللاجئين
في السياق لفتت "أكسوي" الانتباه إلى الأموال المقدمة لتركيا للاجئين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مشيرة إلى أن هذه الأموال توزع من خلال منظمات غير حكومية مقرها تركيا، وقالت: "من يحقق في هذه الأموال؟ من يشرف على هذا الدعم؟ كيف تأتي هذه الأموال؟ كيف يتم إنفاقها؟".
وذكرت أكسوي أنهم أجروا بحثاً مكثفاً حول تلك الأموال، مبيّنة أنها لم تستطع العثور على أي معلومات محددة حول إنفاق هذه الأموال في أي مكان.
وأشارت "أكسوي" إلى أن منظمة الهلال الأحمر التركي تتلقى أموالاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالعملة الأجنبية، إلا أنه يتم تقديم الأموال إلى السوريين بالليرة التركية، وهناك فرق في سعر الصرف، أين يذهب فرق سعر الصرف هذا؟".
من جانبه، قال المسؤولون في الهلال الأحمر التركي إن برامج المساعدات الإنسانية يتم تدقيقها بشكل دوري من قبل وحدات المراجعة الداخلية للهلال الأحمر التركي، ومؤسسات التدقيق ذات الصلة في الدولة، والمنظمات المستقلة التابعة لجهات خارجية التي يحددها أصحاب المصلحة في البرنامج، ومحكمة حسابات الاتحاد الأوروبي.
وبخصوص المكاسب من فروق سعر الصرف، قال المسؤولون: "تماشياً مع اتفاقيات البرنامج، تنعكس في ميزانية البرنامج وتحول إلى المستفيدين بالأساليب ذاتها".
طاولة واحدة وخلافات عميقة عززها السوريون
وكان قادة 6 أحزاب تركية معارضة هي "الشعب الجمهوري"، و"الجيد"، و"المستقبل"، و"الديمقراطية والتقدم"، و"الديمقراطي" و"السعادة"، قد اجتمعوا في 13 شباط/فبراير الماضي من أجل التوافق على خريطة طريق لانتخابات 2023 وما بعدها.
إلا أن اجتماع القادة كشف عن وجود تباينات عميقة على المستويات الفكرية والسياسية والإيديولوجية، وتناقضات في بعض الأحيان، حيث شكّل ملف وجود السوريين في تركيا أحد أبرز تلك التناقضات بين القادة، حسب ما ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية.
وقالت الصحيفة في خبر لها إن قادة أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الجيد"، وحتى "السعادة"، أبدوا ردة فعل تجاه أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل، وحمّلوه المسؤولية عن اللاجئين السوريين.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك جاء مع رغبة داود أوغلو في تغيير اسم التحالف وتأكيده المتكرر على المساواة، كما لو كان لديه قاعدة تصويت كبيرة، الأمر الذي حظي بردود فعل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد.
1 تعليق
Adam
لاحدود بين الدول العربية والإسلامية والمواطن المسلم يعيش في أي بلد يريده .تحت ظلال شريعة رب العالمين. ليت صوتي يصل إلى الأتراك ونقول لهم بدماء أجدادنا وبعهد عمر وعثمان رضي الله عنهما فتحت بلاد الروم والتي تسمى الأن تركيا وحوصرت القسطنتينية عدة مرات من المسلمين العرب.فهذه أرض لناالحق فيها فلاتقطعوا السبل بالمسلمين الفارين من ظلم حكامهم وقتلهم لهم وهدم مدنهم وقراهم في كل من سوريا والعراق وليبيا والصومال فالمسلمون يعيشون بكدهم وتعبهم فلا تجعلوا منهم مادة إنتخابية تساومون عليها وتبيعوها في سوق النخاسة أحذركم من غضب الله فتصبح بلادكم خرابا بثل سوريا والعراق بالتمام والكمال.لاسمح الله .إياكم والإستقواء على العيف من المهاجرين المسلمين في دياركم فيسلط الله عليكم من لايرحمكم.القومية عقيدة جاهلية نتنة لا تتفق مع روح الإسلام فهي له نقيض. الأرض أرض الله يورثها لعباده الصالحين فأصلحوا وكونوا عونا للمستضعفين .
اضافة تعليق
يرجى الالتزام باخلاق واداب الحوار