في استمرار لمشهد تغييب عقول المشاهدين والاستخفاف بهم وتعويمهم، ابتدعت إحدى قنوات أسد التلفزيونية علماً جديداً مليئاً بالشعوذة والابتذال ناسبة إياه إلى النبي إدريس عليه السلام، وذلك في إطار التغطية على الواقع الاقتصادي والمعيشي السيئ الذي تعاني منه مناطق سيطرة أسد.
واستضافت "قناة المحلية" الموالية التابعة لوزارة إعلام أسد، في إحدى فقرات برامجها الصباحية خبيرة الفلك لورا عليا حيث انتقدت في البرنامج تطفل الناس في السوشيال ميديا على علم الفلك، مبتدعة علماً جديداً يسمى "علم الأرقام والأبراج الباطنية".
نسب التنجيم إلى النبي إدريس
وزعمت عليا أن العلم المذكور هو علم قائم بذاته يستند إلى النبي إدريس عليه السلام ويُنسب له، ويعتمد على ثالوث فلكي يشمل اسم الشخص واسم أمه ومواليده، إذ تستطيع وفق هذا الثالوث معرفة ما جرى مع الشخص قبل 10 أو حتى 20 عاماً سابقاً ونفس الفترة في الأعوام التالية.
وادعت خبيرة الفلك أن العلم يعتمد على إسقاط الأرقام الروحية على الأسماء، حيث يتأثر كل شخص بحسب اسمه واسم أمه ومواليده بحسب برجه وما يقوله الفلك، موضحة أن هناك أسماء لها خاصية ترابية وأخرى مائية بالقول: "تراب وتراب طين.. ماء وماء تيار معاكس".
معضلة الأسماء
وقالت خبيرة التنجيم إن بعض الأسماء لا يمكن أن تتوافق مع بعضها، إذ لا يمكن لعلاء وحسين أو علاء ومحمد أن ينسجموا مع بعضهم، أما من الناحية الدينية فقد مضت الضيفة في تأصيل الشعوذة والدجل وضرب المندل لإرشاد المتابعين إلى الصواب والخطأ من خلال استغلال الدين والروايات التاريخية.
وفي هذا الصدد، زعمت عليا أن سام بن نوح كان من ذريته الكثير من الصالحين والأنبياء على عكس كنعان، قائلة: "نسقط كنعان على نوح فنرى باب ليس فيه خير أما سام ففيه الخير.. سام على أبوه هو باب العز".
ومضت الخبيرة تشرح فكرة توافق الأسماء وفق العلم الجديد، وقالت: "يتم تسقيط الأسماء على بعضها فمثلاً لو أخذ سعيد حتى لو كان شخصاً قوي البنية والجسم فتاة تدعى ريم فستكون الغلبة والقوة لريم فعندما نضع سعيد على ريم تكون الغلبة والقوة للمرأة".
لكن وفق ثالوث خبيرة الفلك لورا عليا فإن سام بن علا سيكون لصاً أما سام بن ريما سيكون معززاً في حياته أما سام بن هند فهو من الرخويات ما يعني أنه شخص معتدل.
قدرات عجيبة في الكشف عن الأمراض الخبيثة والمستعصية
وادعت الخبيرة أنه من خلال اسم الأم يمكن الكشف عن بعض الأمراض الخبيثة والمستعصية التي قد تصيب الشخص في حياته، موجهة النصح إلى الأهالي عند تسمية أبنائهم المولودين حديثاً وذلك من أجل أن يكون "العرق الأخضر جيداً بين الأهل وأطفالهم في المستقبل".
أما عن حالات العقم فيتم تسقيط اسم الرجل على اسم المرأة فيحتمل عندها أن يخرج باب السقم أو العقم ويتم معالجة هذه المشكلة عبر تغيير بعض الأحرف من اسم المرأة، وفق زعمها.
وركّزت المنجمة ضيفة البرنامج على أهمية أسماء المواليد وتجنب ما قالت إنه سنوات كبيسة تتأتى من شراكات فاشلة في العمل، فيما نجّمت لمقدمة البرنامج فاتن أحمد واعدة إياها بانفراجة قريبة في عام 2023.
وتخصص وسائل إعلام أسد ساعات طويلة لبرامج الترفيه بما فيها الطبخ والتنجيم والفلك لتجنب الحديث عن الواقع السياسي والفشل الاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه مناطق سيطرة أسد وسط صعوبات في تأمين أدنى الخدمات للسكان من جهة والاستخفاف بعقول الناس ومحاولة إلهائهم عن واقعهم من جهة أخرى.
التعليقات (7)