ما موقف هولندا من تسيير رحلات سياحية إلى مناطق سيطرة الأسد؟ ومن يقف وراءها؟

ما موقف هولندا من تسيير رحلات سياحية إلى مناطق سيطرة الأسد؟ ومن يقف وراءها؟

بدأت شركة هولندية متخصصة في السياحة بتسيير رحلات سياحية إلى سوريا بالتعاون مع مرشدين سياحيين، وذلك لإشباع رغبة بعض السياح الفضوليين للاطلاع على مشاهد الدمار الذي خلفته ميليشيا أسد خلال حربها على المدن السورية طوال السنوات الماضية.

وذكر موقع "NOS Radio" الهولندي في تقرير له أنه بالرغم من الفظائع التي خلفتها الحرب في سوريا إلا أن السياحة "تعود ببطء" حيث بدأت شركة "CultureRoad" التي مقرها مدينة أوتريخت مؤخراً بتنظيم رحلات إلى البلاد.

سوريا على القائمة الحمراء للسفر

وأوضح مالك الشركة ريك برينكس أن هذه الخطوة تأتي بعد 10 سنوات من توقف الرحلات السياحية إلى سوريا، حيث يتم تسيير الرحلات بالتعاون مع مرشدين محليين في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، رغم تحذير السلطات الهولندية لمواطنيها بأن سوريا لا تزال بلداً غير آمن، في ظل وجود ميليشيات أسد وإيران الطائفية.

وأضاف أن سوريا لا تزال في القائمة الحكومية الحمراء لنصائح السفر بالرغم من أن أجزاء منها تعد آمنة وفق مزاعمه، إلا أن الحكومة الهولندية تصر على موقفها بشأن انعدام الأمن في مناطق سيطرة أسد.

ونقل الموقع تحذيراً صادراً عن وزارة الخارجية الهولندية عبر موقعها الإلكتروني، قالت فيه: "مهما كان وضعك.. لا تذهب إلى هناك".

من جهتها، قالت الرابطة الهولندية لشركات التأمين إن "الأشخاص الذين يسافرون إلى البلدان التي لديها نصائح سفر حمراء أو برتقالية غير مؤمنين في معظم الحالات".

ويقول برينكس إنه يأخذ نصائح السفر الخاصة بالوزارة "على محمل الجد"، لكنه يعتقد أنه يجب على كل شخص إجراء تقييمه الخاص، مشيراً إلى أن المرشدين المتعاونين مع شركته في سوريا من ذوي الخبرة ويعرفون الأماكن الآمنة جيداً.

وأضاف برينكس أن مدناً مثل حلب وحمص تعد أمثلة على الأماكن التي يمكن زيارتها في سوريا حيث تضررتا من الحرب، الأمر الذي لا يزال واضحاً للعيان، وقال: "سيرى المسافرون بالطبع المباني المدمرة بالإضافة إلى الأماكن التاريخية الأصيلة.. أصبحت هذه الآن جزءاً من التاريخ الحديث لسوريا".

ويوضح برينكس أن "التأمين ممكن أيضاً، لكن ليس مع الشركات الهولندية.. أما على الصعيد الدولي فهناك شركات تأمين تغطي أيضاً البلدان التي يوجد نصائح بعدم السفر إليها".

وتنظم "CultureRoad" أيضاً رحلات إلى وجهات أخرى أقل وضوحاً بالنسبة لغالبية الهولنديين مثل أنغولا وباكستان وفنزويلا.

ولفت برينكس إلى أن سوريا تتناسب مع باقة هذه الدول، قائلاً "نريد أن نظهر أن الناس العاديين مثلي ومثلك يعيشون أيضاً في تلك البلدان. كما إنهم يقعون في الحب ويتزوجون مثل معظم الناس هنا".

الاختطاف

ويوضح الموقع أن الناس في سوريا تحاول ببطء استعادة الحياة مرة أخرى، مشيراً إلى أن السياحة تلعب دوراً مهماً في ذلك عبر جلب الأموال إلى البلاد، إلا أنه قال إن جزءاً من تلك الأموال يذهب إلى جيوب ميليشيا أسد عبر عدد من الطرق منها التأشيرات.

وحول مخاوف من تعرض السياح للخطف قال مدير الشركة إن هناك أيضاً أجزاء من البلاد لا يزال القتال فيها مستمراً، ولا تزور رحلات "CultureRoad" تلك المناطق، وأردف: "هناك مناطق معينة لا نذهب إليها ولا نقترب منها.. نذهب فقط حيث يشعر مرشدونا المحليون بالراحة والأمان.. يمكننا زيارة كل ما نريده هناك".

وكانت السفارة الهولندية في سوريا أغلقت أبوابها منذ عشر سنوات، ونتيجة لذلك، فإن الوزارة غير قادرة أو بالكاد قادرة على مساعدة السياح الذين يواجهون مشاكل، خاصة فيما يتعلق بالتحذيرات بشأن عمليات الاختطاف، والتي يمكن أن تؤثر أيضاً على السياح، وفق الموقع.

مرشدون على صلة بميليشيات أسد

ووفقاً لبرينكس، "هناك طلب على هذا النوع من السفر، غالباً ما يكون هؤلاء أشخاصاً مهتمين بسوريا، أو زاروها قبل الحرب، كان في البلاد عدد من المعالم السياحية، مثل الآثار في مدينة تدمر والتي دمرها تنظيم داعش جزئياً"، موضحاً أن الوجهات الخطرة مثل سوريا والمكسيك وكولومبيا تحظى بشعبية هذه الأيام.

وأكد الموقع أنه على الرغم من أن برينكس يريد إظهار الجانب الإيجابي في سوريا، إلا أنه يتجاهل كل الفظائع التي تسببت فيها ميليشيا أسد هناك، خاصة أن المرشدين السياحيين الذين يتعامل معهم على صلة وثيقة بميليشيات أسد.

كما إنه يدرك أن البعض يجد رحلة إلى بلد مزقته الحرب أمراً مثيراً للجدل من الناحية الأخلاقية "بالطبع نعتقد أنه أمر مروع ما حدث هناك.. ما نريد إظهاره هو أنه بالإضافة إلى الصور التي نعرفها من وسائل الإعلام، هناك أيضاً الكثير من الأشياء الجميلة التي يمكن رؤيتها".

وكانت وزارة سياحة أسد أطلقت العديد من الفيديوهات الترويجية لجذب السياح إلى مناطق سيطرة ميليشياته، في حين صنّفت العديد من المواقع المختصة بالسياحة والسفر في العالم مدينة دمشق كأسوأ مدينة للعيش في العالم، وسط نقص حاد في أبسط مقومات الحياة.

تلميع صورة أسد

وكانت وزارة سياحة أسد أطلقت العديد من الفيديوهات الترويجية لجذب السياح إلى مناطق سيطرة ميليشياته، في حين صنّفت العديد من المواقع المختصة بالسياحة والسفر في العالم مدينة دمشق كأسوأ مدينة للعيش في العالم لعام 2022 وسط نقص حاد في أبسط مقومات الحياة.

ووفق مصادر متطابقة يعمل شبيحة وموالون لأسد على جلب السياح الأوروبيين إلى سوريا من أجل إبراز "الصورة الحضارية" في مناطق سيطرته، إلا أن غالبية من يأتي منهم هم موالون حاصلون على جنسيات أوروبية.

وسبق أن اعتبر معاون وزير سياحة أسد أن مستخدمي منصة يوتيوب الموالين لأسد وحملة جنسيات أخرى، أكبر ترويج للقطاع السياحي في البلاد التي دمرها قصف أسد وميليشياته وهجّر معظم قاطنيها.

وكشف الأخير عن توجه روسيا لإشادة مشروعين سياحيين بمنطقة “الشاطئ الأزرق” بمدينة اللاذقية خلال الـ 4 - 6 سنوات المقبلة، وهو ما يكشف بحد ذاته السيطرة الروسية المطلقة على القطاع السياحي، حيث سبق أن قامت بالاستيلاء على أهم منتجعات اللاذقية، لا سيما تلك الواقعة في منطقتي الشاطئ الأزرق ووادي قنديل.

وتحاول كل من موسكو وطهران وفي مسعى لتحقيق المزيد من المكاسب، خلق دعاية وبروباغندا إعلامية تهدف لإظهار سوريا كـ (بلد آمن) صالح للعيش والسياحة، مع دعوات مستمرة للاجئين السوريين في دول اللجوء للعودة على اعتبار أن (الظروف باتت ملائمة) لذلك، إلا أن تلك التصريحات عادة ما تُنسف بـ (صور) للطوابير والأزمات الاقتصادية والواقع المعيشي الكارثي، إضافة للتقارير التي أكدت أن 80 % من الشعب السوري بات تحت خط الفقر وأن دمشق هي (أسوأ مدينة للعيش في العالم).

وكان تقرير "إيكونوميست إنتليجينس" صنف العاصمة السورية دمشق كأسوأ مدن العالم معيشة، وجرى التصنيف الذي أصدرته وحدة المعلومات الاقتصادية في مجموعة (إيكونوميست) بناء على أكثر من 30 عاملاً، مقسّمة إلى 5 فئات هي: الاستقرار والرعاية الصحية والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية. ومن بين تلك العوامل، معدل الجرائم والرفاهية والطقس والصحة والفساد والرقابة، وتذيّلت دمشق قائمة ضمت 172 مدينة في دول العالم.

 

التعليقات (1)

    محمد امين

    ·منذ سنة 8 أشهر
    المقال منحاز كلية لمن يسمون أنفسهم معارضة أغلب مدن سوريا التي تسيطر عليها الدولة الشرعية المعترف بها من الامم المتحدة وهي من أراضي الجمهورية العربية السورية هي اماكن آمنة بشكل جيد وتتمتع بخدمات سياحية مقبولة بالرغم من الحصار والعقوبات وكثيرين سافرو اليها وعادو منها بانطباعات لابأس بها اذا اخذنا بعين الاعتبار أن البلاد تعرضت للعدوان الارهابي لأكثر من عشر سنوات مضت
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات