"كمّ الأفواه صار نهجهم".. شرطة الائتلاف وحكومته "تشبّح" على الإعلاميين بريف حلب

"كمّ الأفواه صار نهجهم".. شرطة الائتلاف وحكومته "تشبّح" على الإعلاميين بريف حلب

مازالت أساليب التشبيح والقمع الأمني هي الأدوات الوحيدة لمواجهة أي حراك ثوري في المناطق “المحررة” والخاضعة لسيطرة الجيش الوطني بريف حلب، في استنساخ ملحوظ لأساليب نظام أسد من قبل عناصر تلبس ثوب الثورة وترفع شعاراتها بينما تعيد سيطرة الطغيان الأولى بجرائمها المتكررة منذ سنوات.

آخر فصول التشبيح كانت باعتداء ما يُسمى بـ "الشرطة والأمن العام" التابعة للجيش الوطني  التابع بدوره لما يسمى الحكومة المؤقتة والائتلاف على عدد من الصحفيين والإعلاميين لمنعهم من تغطية إعلامية لوقفة احتجاجية للكوادر الطبية في منطقة الباب شرق حلب، ما أثار غضباً شعبياً على مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً لتلك الانتهاكات.

وأفاد مراسلنا مهند العلي، اليوم الإثنين، أن عدداً من عناصر الشرطة وبعضهم يرتدي الزي المدني، اعتدوا بالضرب المبرح والشتائم على بعض الإعلاميين والناشطين ومنهم مالك أبو عبيدة (مراسل قناة الجزيرة) ونزار أبو أيمن (مصور لتلفزيون سوريا)، حيث تعرض بعضهم لكدمات إصابة في الوجه، إضافة لمصادرة معداتهم الإعلامية.

وتداول ناشطون تسجيلات مصورة على "فيس بوك" تُظِهر لحظات اعتداء "شبيحة" “الشرطة والأمن العام” على مجموعة من الإعلاميين والناشطين، بينما كان يحاول زملاؤهم وعدد من المدنيين التصدي لعناصر الأمن لمنعهم من اعتقال المعتدى عليهم.

كما يظهر في التسجيل عنصر أمن يتخفّى بالزي المدني، حيث افتضح أمره أثناء عملية "التشبيح" ومحاولته اعتقال أحد الإعلاميين وجره إلى مقر الفرع الأمني، لكن الأمر انتهى دون أي اعتقال بسبب الرفض الشعبي للأمر، وسط وعود “غير رسمية” من الشرطة لمحاسبة الضابط المسؤول عن الهجوم وعناصره.

 

الحادثة جرت أثناء توجه الناشطين والإعلاميين لتغطية وقفة احتجاجية للكوادر الطبية (أطباء وممرضون) أمام مشفى مدينة الباب وكذلك مشافي الراعي وعفرين، للمطالبة بتحسين واقع المشافي التركية والحقوق المالية لكوادرها ومساواتهم مع نظرائهم الأتراك، لاسيما وأن رواتب الأتراك تشكل أضعافاً من رواتب الأطباء السوريين.

 

سيناريو متكرر

ودائماً تشهد مناطق ريفي حلب الشرقي والشمالي، الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، انتهاكات كبيرة تصل لحد "التشبيح" تجاه الكوادر الإعلامية والطبية والمنظمات الإنسانية، لا سيما مواجهة الحراك الثوري بآلية القمع الأمني وإطلاق الرصاص والسحل بحق المتظاهرين والمعتصمين، إلى جانب الانتهاكات التي تطال المدنيين من اعتقالات تعسفية وكيدية وضرب النساء وكبار السن والتعذيب حتى الموت في سجونها القمعية المستنسخة عن معتقلات ميليشيا أسد.

كما تمارس تلك الأجهزة الأمنية الأساليب التعسفية تجاه معظم القنوات الإعلامية المحلية التي تسعى لتغطية الحقيقة وتسليط الضوء على الأوضاع المعيشية والأمنية بشكل خاص، لاسيما قناة أورينت التي منعت مرات عديدة من ممارس دورها الإعلامي في تلك المناطق، وآخرها في 17 من الشهر الماضي، حين مُنع مراسل أورينت (محمد هارون) من تصوير تقرير خدمي للحديث عن العيادات السنية التي افتتحتها جامعة حلب في ريف حلب.

وخرج حينها المراسل بفيديو مصور بثته القناة على معرفاتها يوضح ما جرى معه خلال المهمة، حيث تفاجأ بمنعه من التصوير من قبل مدير المكتب الإعلامي للجامعة رغم حصوله على موافقة مبدئية من مدير الجامعة والذين يكون ابن عمه أيضا، سيما وأن مراسل أورينت عضو في اتحاد إعلاميي المحرر، ولكن مدير المكتب الإعلامي فاجأه بالرفض وعندما سأله عن سبب المنع ومصدره أجابه " من عندي ولأنك مراسل أورينت".

ويبدو أن العقلية الأمنية التي تُدير تلك المناطق لم تُتحرر فعلياً من منهجية ميليشيا أسد وأفكارها الإجرامية، رغم التضحيات البالغة التي دفعها السوريون في ثورتهم الممتدة منذ 11 عاماً للوصول إلى برّ الحرية والأمان وصون الكرامة، خاصة أن تلك المناطق "المحررة" ترفع شعارات مناهضة للاستبداد والطغيان والعقلية الأمنية في حكم المناطق المدنية.

وتُعاني مناطق سيطرة الجيش الوطني من غياب أي سلطة قضائية مستقلة تفتح المجال أمام محاكم مختصة لمنع الانتهاكات المتكررة تجاه المدنيين، حيث تُلغي الميليشيات المسيطرة أي دور للسلطات المدنية، ولا سيما القضاء وتنصّب نفسها حاكمة مطلقة لا ذراعاً تنفيذيةً لسلطة مدنية، وهو ما يتنافى تماماً مع شعارات السوريين حين خرجوا بثورة الحرية والكرامة للتحرر من سطوة نظام أسد ومخابراته التي جثمت على صدورهم لعقود طويلة، ليجد السوريون أنفسهم أمام ميليشيات قمعية واستبدادية تحكم بالجهل والتعصب إلى جانب الحديد والنار.

التعليقات (1)

    نوري

    ·منذ سنة 7 أشهر
    ولناذا الاستغراب؟ وهل انتم افضل من هؤلاء القتله كلكم في الهوا سوا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات