تحالف ثالث يهدد بانقسام المعارضة التركية ويزيد فرص أردوغان للفوز بالانتخابات

تحالف ثالث يهدد بانقسام المعارضة التركية ويزيد فرص أردوغان للفوز بالانتخابات

يبدو أن أحزاب المعارضة التركية بدأت تشق طريقها في تعميق الانقسام فيما بينهما ما يزيد من حظوظ "تحالف الجمهور” الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بالفوز في الانتخابات المزمع إجراؤها العام المقبل، وذلك إثر حالة من التوتر خيّمت على حزبي "المستقبل" بزعامة أحمد داود أوغلو، و"الديمقراطية والتقدم" بقيادة علي باباجان، على خلفية الدعوة إلى إنشاء "تحالف ثالث".

تحالف ثالث

وذكرت صحيفة "وطن" التركية أن بوادر انقسام بدأت تطفو على السطح بعد خلاف بين حزبي "المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" اللذين ينضويان تحت تحالف الأمة المعارض المكون من 6 أحزاب رئيسية تتصدر المشهد السياسي المعارض في تركيا.

ووفق الصحيفة فقد كشف باباجان عن مقترح قدّمه داود أوغلو له لتشكيل تحالف يتكون من حزبيهما إلى جانب حزب السعادة المعارض، موضحاً أنه جرى تقديم المقترح إلى هيئة رئاسة حزبه للتشاور، ولكنه قوبل بالرفض التام بالإجماع من كافة الأعضاء البالغ عددهم 21، مضيفاً أن "الأمر يتعلق بكيفية تعريف أنفسنا كحزب".

تصاعد الخلاف

ورداً على تصريحات باباجان، قال العضو المؤسس في حزب المستقبل ونائب رئيس السياسات الاجتماعية، عبد القادر بايكاي، في تغريدة في حسابه على "تويتر": "الخطأ الأكبر يقع على الذي اعتبرك رجلاً وقدّم لك هذا العرض".

دفعت تلك التغريدة توناهان إيلماس العضو المؤسس في حزب "الديمقراطية والتقدم" إلى الرد عليها متسائلاً: "هل أنت أحد مؤسسي حزب المستقبل.. السيد علي (باباجان) وأحمد هوجا (داود أوغلو) أصدقاء قدماء وعملا معاً في السياسة لعدة سنوات، ويقدم الطرفان مساهمات في الطاولة السداسية من أجل مستقبل البلاد"، مضيفاً: "عار عليك".

ورد عبد القادر بيكاي على توناهان إيلماس مجدداً، وقال: ليس لدي أي توقعات سياسية، وفي رأيي أخطأ من قدّم لهم هذا العرض. 

دفع تصاعد الخلاف محامي داود أوغلو، أحمد باشجي، إلى الدخول على الخط وغرّد قائلاً: "لو بقينا وحدنا وحصلنا على 1 بالمئة من الأصوات فلن نجتمع مع حزب الديمقراطية والتقدم.. وهذا موقفي الشخصي"، فيما قال بيرام علي أكيوز مساعد رئيس لجنة الشؤون الانتخابية والقانونية في حزب المستقبل: "بفضلكم وبفضل أعضاء مجلسكم الـ21 تخلصنا من عبء التحالف معكم".

و ردّ أحمد روز من حزب الديمقراطية والتقدم على كلمات بايكاي بالقول: "كن مؤدباً كيف تتحدث هكذا (عن باباجان)؟.. هل أصبحنا أعداءكم لأننا لم نتحالف معكم؟".

خلافات جذرية

فيما ذكرت الصحيفة أن هناك خلافات جذرية بين تحالف الأمة الذي يضم أحزاب الشعب الجمهوري، والخير، والسعادة، والمستقبل، والديمقراطي، والديمقراطية والتقدم، حيث لم يتوصلوا إلى إجماع حول العديد من القضايا من أبرزها الخصخصة واتفاقية إسطنبول.

ونقلت تصريحات سابقة عن باباجان قال فيها: "6 زعماء يقولون أشياء مختلفة، هل يمكن لمثل هذه الصورة أن تخلق الثقة؟ (لدى الناخبين) هذا غير ممكن".

وأضاف "ماذا سيقول المرشح الرئاسي المشترك للأحزاب الستة عن الخصخصة اليوم؟.. ربما إذا سألت رئيساً سيقول شيئاً ما، وإذا سألت آخر سيقول رأياً آخر.. هذا لا يمكن أن يخلق ثقة لدى المواطنين".

مخاوف من خسارة المكاسب التي حققها "العدالة والتنمية"

وتعليقاً على الخلاف، قال الكاتب التركي محرم ساريكايا في تقرير على صحيفة "خبر ترك" إن مسألة التحالف ليست بجديدة، وقبل الانضمام إلى الطاولة السداسية أقامت مجموعة من المفكرين الذين تركوا حزب العدالة والتنمية نقاشا بشأن عمل حزبي "المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" معا، وخلصوا إلى أن ذلك سيخلق تآزراً كبيراً ويجذب المزيد من المؤيدين لاسيما من ناخبي الحزب الحاكم.

وأوضح أن هذه المجموعة توجهت إلى داود أوغلو أولاً بشأن الفكرة والذي بدوره نظر إلى الأمر بإيجابية وبعد ذلك توجهوا إلى باباجان الذي لم ينظر إلى المقترح بحرارة وأكد أنه سيذهب بطريقه الخاص، وهو لا يفكر بالاندماج مع حزب آخر أو تكوين أي تحالف حالياً.

ونوّه الكاتب إلى أنه أُجريت العديد من الدراسات بشأن عدم ابتعاد الناخب عن حزب العدالة والتنمية، مرجعاً سبب ذلك إلى قلق المحافظين من خسارة المكاسب التي جرى تحقيقها خلال فترة قيادة أردوغان للحزب.

طاولة واحدة وخلافات عميقة عززها السوريون

وكان قادة 6 أحزاب تركية معارضة هي "الشعب الجمهوري"، و"الجيد"، و"المستقبل"، و"الديمقراطية والتقدم"، و"الديمقراطي" و"السعادة"، قد اجتمعوا في 13 شباط/فبراير الماضي من أجل التوافق على خريطة طريق لانتخابات 2023 وما بعدها.

إلا أن اجتماع القادة كشف عن وجود تباينات عميقة على المستويات الفكرية والسياسية والإيديولوجية، وتناقضات في بعض الأحيان، حيث شكّل ملف وجود السوريين في تركيا أحد أبرز تلك التناقضات بين القادة، حسب ما ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية.

وقالت الصحيفة في خبر لها إن قادة أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الجيد"، وحتى "السعادة"، أبدوا ردة فعل تجاه أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل، وحمّلوه المسؤولية عن اللاجئين السوريين.

ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك جاء مع رغبة داود أوغلو في تغيير اسم التحالف وتأكيده المتكرر على المساواة كما لو كان لديه قاعدة تصويت كبيرة، الأمر الذي حظي بردود فعل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات