بعد نوبل بدمشق.. أعرق مكتبة في لبنان تغلق أبوابها في عهد "الجنرال القوي وحزب الله"

بعد نوبل بدمشق.. أعرق مكتبة في لبنان تغلق أبوابها في عهد "الجنرال القوي وحزب الله"

لا يزال مسلسل الانحدار الثقافي الذي يشهده لبنان متواصلاً بعد أن حوّلت إدارة ما يُسمى "العهد القوي" برئاسة (ميشال عون) وحلفائه ميليشيا حزب الله، البلاد إلى مستنقع وكانتون لتصدير المرتزقة والمخدرات بكل أنواعها إلى جميع أنحاء العالم.

ولا تزال آثار ذلك المسار الذي انتهجه لبنان تؤتي ثمارها المرّة على المشهد الثقافي أيضاً، والتي كان آخرها إغلاق إحدى أشهر دور الكتب في بيروت أبوابها بعد عمل قارب الخمسين عاماً، ما اعتبره معلقون عنواناً للانحدار الذي سيشهده مستقبل البلاد في ظل الأزمة الحالية وفي ظل الهيمنة العسكرية والسياسية لمن حالفوا الأسد وناصروه ضد شعبه.

وبحسب موقع (جنوبية) فقد قامت مكتبة (أنطون) وسط بيروت بإغلاق أبوابها نهائياً وإفراغ الرفوف من الكتب وسط حزن كبير من روّادها وزبائنها الذين اعتبروا ما حدث خسارة كبيرة تشبه الموت في حين عدّها البعض نكسة ثقافية وخيبة أمل في حياة العاصمة بيروت.

وأشار الموقع اللبناني إلى أن مكتبة أنطون استقبلت كبار الكتاب والمثقفين في جميع فروعها منذ أكثر من خمسين عاماً وتزامنت انطلاقتها مع بداية نهضة بيروت الحديثة في بداية السبعينات من القرن الماضي وقبيل حدوث الحرب الأهلية، مضيفاً أن المارة الذين رأوا المكتبة فارغة من محتوياتها ألقوا اللوم في هذا الانهيار الثقافي على زمرة حكام البلاد المفسدين (ويعنون بهم عون وميليشيا حزب الله) وأعوانهم في المنطقة.

معلقون من جهتهم صبوا جام غضبهم على ما سموها مسيرة التطوير والتحديث لـ"القيادة الحكيمة" المصحوبة بإنجازات حزب الكبتاغون (ميليشيا حزب الله)، فيما اعتبر آخر أن إغلاق المكتبة هو خفض لصوت العقل والمعرفة والعلم ورفع لصوت التخلف والجهل والمخدرات، وأن ما يحدث الآن بسبب ميليشيا حزب الله هو نفسه ما قامت به إسرائيل خلال اجتياحها للبنان مطلع الثمانينات.  

أما الشاب (تحسين الشامي) فقال: إن "من أغلق مكتبة أطلق جيشاً من الرويبضات" في حين لفت آخر إلى أنه لم يتبقّ بهذا البلد مكان للعلم والثقافة.

وكما يعتقد الكثير من المهتمين بالشأن الثقافي والفكري، فإنه لا يتوقع من سلطة حولت البلاد إلى مرتعٍ لإيران وزراعة وتجارة المخدرات إلا أن يصل بها الحال إلى هذا الوضع الثقافي والحضاري المتردي، الذي شاركها فيه وسبقها إليه نظام الأسد حيث باتت حكومته معروفة دولياً باسم جمهورية المخدرات، فقد شابها بعضهما في كل شيء، فكما أغلقت اليوم أعرق وأقدم مكتبة في لبنان أبوابها، شهدت دمشق، قبل شهور إقفال إحدى أقدم وأعرق المكتبات الدمشقية (مكتبة نوبل)، التي ارتبط اسمها بذاكرة القارئ السوري منذ السبعينيات. وبكثير من الأسف، نعى مثقفو دمشق وسوريا مكتبتهم العريقة، كما نعى اليوم مثقفو بيروت ولبنان مكتبة أنطوان.

 

 

التعليقات (1)

    SOMEONE

    ·منذ سنة 8 أشهر
    رحم الله أيام زمان..أيام كان فيها الكتاب هو الجليس المُفضل.كل أبناء ذلك الجيل كانوا متعلمين ومثقفين. الدراسة و التحصيل العلمي و الأدبي كان مسعى كل طلاب و طالبات ذلك الجيل!! شتان بين ذلك الزمن و زمننا اليوم حيث الغالبية العظمى من (أبناء وبنات اليوم) قد تشربوا التأثير الغربي و باتوا منكبين على الماديات و هجروا العلم والثقافة حتى وصلوا للإنحراف عن ديننا و قيمنا و أخلاقنا لدرجة اللهاث وراء المواعدة و الحب و العشق و الغرام و التورط بعلاقات آثمة و موبقات لاحصر لها و كل ذلك يسعد الغرب الملحد في سعيه للقضاء على الدين الاسلامي و مابقي من مثل و قيم و أخلاق عُليا.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات