رغم الاتفاق مع الروس.. سفينة قمح أوكراني مسروق تصل طرابلس لإمداد ميليشيا أسد وحزب الله

رغم الاتفاق مع الروس.. سفينة قمح أوكراني مسروق تصل طرابلس لإمداد ميليشيا أسد وحزب الله

رغم توقيع اتفاقية لضمان نقل الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، وتعهد روسيا بتسهيل عبور السفن منه، إلا أنها تورطت من جديد  بسرقة حبوب أوكرانية عبر سفينة سوريّة فرّت بشحنة كبيرة من أحد موانئ القرم إلى ميناء طرابلس اللبناني.

وقالت السفارة الأوكرانية في منشور على فيسبوك، إن سفينة سورية واقعة تحت طائلة عقوبات أمريكية رست في ميناء طرابلس، شمال لبنان، محملة بشعير وطحين، كانت روسيا سرقتها من مخازن أوكرانية.

وأوضحت السفارة أن السفينة “أبحرت من ميناء في شبه جزيرة القرم مغلق أمام الشحن الدولي، وتحمل خمسة آلاف طن من الشعير ومثلها من الطحين نشتبه بأنها مأخوذة من مخازن أوكرانية”.

وأشارت إلى أن السفير الأوكراني إيهور أوستاش التقى بالرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، لبحث موضوع الشحنة، وقال له إن شراء سلع أوكرانية مسروقة من شأنه أن “يضر بالعلاقات الثنائية” بين كييف وبيروت.

نفي لبناني- روسي

بالمقابل، نفت روسيا من قبل أنها تسرق حبوباً أوكرانية. وقال مسؤول بالسفارة الروسية في لبنان لرويترز إنه لا يمكنه التعقيب على الفور.

فيما أكد مسؤول لبناني أن القضية أُثيرت خلال اجتماع مع عون، مشيراً إلى مخاوف عامة لأوكرانيا من أن تحاول روسيا بيع قمح أوكراني مسروق لمجموعة دول بينها لبنان.

بدوره، قال وزير النقل اللبناني علي حمية لرويترز إنه يجري التحقق من دقة المعلومات التي وردت في وسائل الإعلام، وإنه سيتم الرجوع إلى القانون اللبناني في هذا الشأن.

وقال مصدر ملاحي لرويترز إن السفينة لم تفرغ شحنتها بعد بسبب اعتراضات أوكرانيا والتكهنات بشأن البضائع الموجودة على متنها.

بدوره، ذكر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام أن إدارة الجمارك ووزارة الزراعة تتابعان الأمر.

وكان سلام قال في وقت سابق الخميس إن النقص الحاد في الخبز في لبنان سينحسر بعض الشيء هذا الأسبوع عن طريق واردات جديدة من القمح، لكنه لم يذكر من أين أتت.

السفينة السورية كانت في الطريق إلى طرطوس

وكانت السفينة لاودسيا التي تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات منذ عام 2015 وصلت إلى طرابلس، الأربعاء، بحسب موقع مارين ترافيك لبيانات الشحن البحري.

والسفينة لاودسيا واحدة من ثلاث سفن مملوكة للمديرية العامة للموانئ التابعة لأسد، تقول أوكرانيا إنها تنقل قمحاً مسروقاً من مخازن في الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها روسيا في الآونة الأخيرة.

وحسب السفارة الأوكرانية فإن السفينة كانت في البداية متوجهة إلى ميناء طرطوس في سوريا، وكان من المتوقع أن تصل هناك في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلا أنه لم يُعرف سبب إعادة توجيهها إلى لبنان، وما إذا كانت تقوم بتفريغ الحمولة هناك أم لا.

أزمة حبوب في لبنان

ويتزامن وصول لاودسيا مع أزمة جديدة لنقص الخبز في جميع أنحاء لبنان، حيث أدت الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى إبطاء وتيرة الواردات من القمح المدعوم.

واقتحمت حشود من المواطنين المحبطين عدة مخابز هذا الأسبوع في بلد يقول برنامج الأغذية العالمي إن نصف سكانه يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

واعتاد لبنان استيراد نحو 60 بالمئة من وارداته من القمح من أوكرانيا، لكن الشحنات تعطلت بسبب الغزو الروسي والحصار المفروض على موانئ البحر الأسود الرئيسية التي كانت تستخدمها أوكرانيا للتصدير.

وبحسب السفارة الأوكرانية ورئيس جمعية المطاحن اللبنانية، استأنفت أوكرانيا الصادرات الشرعية من القمح إلى لبنان في منتصف يوليو/ تموز.

سجل روسي حافل بالسرقات

وسبق أن أظهرت صور أقمار صناعية، في 16 يونيو/حزيران، سفناً ترفع علم روسيا نقلت حبوباً أوكرانية، حُصدت في الموسم الماضي، إلى سوريا خلال الأشهر السابقة.

كما اتهمت السفارة الأوكرانية في بيروت، في 2 يونيو/حزيران، روسيا بأنها أرسلت لسوريا ما يُقدر بنحو 100 ألف طن من القمح المسروق من أوكرانيا منذ غزوها البلاد في 24 فبراير/شباط، واصفة الشحنات بأنها "نشاط إجرامي".

وكانت شركة ماكسار الأمريكية للتصوير بالأقمار الصناعية قد نشرت صور سفينتي نقل بضائع ترفعان العلم الروسي، في مايو/أيار الماضي، راسيتين في ميناء سيفاستوبول الذي تسيطر عليه روسيا في شبه جزيرة القرم، ومُحملتين بالحبوب، على حد قول الشركة.

ويتهم المزارعون والمسؤولون الأوكرانيون القوات الروسية بسرقة آلاف الأطنان من الحبوب كجزء من جهد متعمد لتقويض قطاع الزراعة الحيوي في أوكرانيا.

وبحسب وزارة الزراعة الأوكرانية ، فقد صادر المحتلون الروس قرابة 400 ألف إلى 500 ألف طن من الحبوب تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليون دولار.  

اتفاقية الحبوب

وكانت إدارة الموانئ الأوكرانية قد أعلنت الأسبوع الماضي، اكتمال الاستعدادات لاستئناف عمل موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني، وبدء السفن بالتقدم بالطلبات لضمها إلى قوافل سفن الحبوب من أجل تصديرها.

وفي 22 يوليو/تموز الجاري، جرت في إسطنبول برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

ويضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات